الترا فلسطين | فريق التحرير
كشف المعلق العسكري لصحيفة "معاريف" العبرية تال ليف رام، ملامح المرحلة المقبلة من الحرب على قطاع غزة التي يستعد جيش الاحتلال لتنفيذها.
وقالت الصحيفة: "القتال في قطاع غزة يحتدم، لكن الجيش يستعد فعلياً للمرحلة المقبلة من الحرب. وطبقاً للتقديرات، يبدو أن الحرب ستدخل المرحلة التالية ذات السمات الجديدة بعد انتهاء المعارك المكثفة الحالية الدائرة بعنف في خان يونس والشجاعية وجباليا، وربما أيضاً في مخيمات اللاجئين وسط قطاع غزة".
وادعت الصحيفة: "في التقييم السائد لدى قادة جيش الاحتلال يظهر أن العمليات العسكرية التي سيتم تنفيذها مخيم رفح وفي أقصى جنوب القطاع ستجري بشكل مختلف، بقوة أقل وأكثر تركيزا على الغارات الموضعية، بعد انتهاء النشاط الحالي في خانيونس. لكن، في أي سيناريو، فإن الانتقال إلى المرحلة التالية التي يتخللها قتالاً مضنياً وشاقاً وطويلاً، حتى لو كانت خصائصه مختلفة مقارنة بالحرب البرية التي تم تنفيذها حتى الآن".
وأبرزت الصحيفة الأهمية الاستراتيجية لـ محور فيلادلفيا في إشارة الشريط الحدودي الفاصل بين رفح الفلسطينية ورفح المصرية التي يدعي جيش الاحتلال أن أسلفها أنفاق تستخدمها حماس والجهاد للتزود بالسلاح والذخائر بالقول: "في هذا السياق، من المتوقع أن يكون التعاطي مع محور فيلادلفيا مسألة في غاية التعقيد بشكل خاص، لأنه حتى في اليوم التالي للحرب ترغب إسرائيل في التنصل بشكل كامل من المسؤولية عما يحدث في قطاع غزة، مما يعني أن جميع البضائع يجب أن تستمر في الوصول عبر مصر حتى لو أخضع بعضها للتفتيش الإسرائيلي في معبر كرم أبو سالم.
تكمل معاريف: "وربما ينبغي لهذه المسألة أن يتم بلورتها عبر حل سياسي في مثلث إسرائيل والولايات المتحدة ومصر. وإلى جانب حل مشكلة أنفاق التهريب، سيكون على الطرفين إيجاد حل مبتكر لمسألة الإشراف على معبر رفح ودخول البضائع".
وطبقاً للصحيفة: "ثمة موضوع آخر مهم قيد النقاش في إسرائيل حاليًا وهو ملف المنطقة الأمنية، أو المنطقة العازلة الأمنية التي ينبغي أن يشكل جزءًا مهمًا من الترتيب في اليوم التالي بعد الحرب، في قطاع غزة. والمقصود منطقة تبعد حوالي كيلومتر واحد عن حدود قطاع غزة ولا تخضع للسيطرة الإسرائيلية، ولكنها ضرورية لتوفير الحماية لسكان الجنوب الإسرائيليين".
ونوهت الصحيفة إلى حقيقة أن واشنطن لا تمارس ضغوطاً على إسرائيل لتغيير سلوكها في العدوان: "يستمر تعاون الجيش مع الولايات المتحدة بشكل وثيق، وتنفي المؤسسة العسكرية والاستخبارية الإسرائيلية وجود أي تأثير سياسي على طريقة تنفيذ العملية الحالية في شمال قطاع غزة، بما في ذلك الجزء المتعلق باستخدام سلاح الجو في الحرب على غزة فأساليب عمل الجيش الإسرائيلي حالياً لا تزال متشابهة مع الأساليب التي كانت متبعة في بداية الحرب".
وزادت الصحيفة: "بشكل عام، الادعاء هو أن الفارق في المواقف بين المؤسسة الأمنية والأميركيين ليس كبيرا. في إسرائيل، خططوا مسبقًا للحرب في قطاع غزة على مراحل، ويشيرون إلى حقيقة أن الجيش الإسرائيلي يعمل في قطاع غزة منذ أكثر من 60 يومًا باستخدام غارات جوية غير مسبوقة دون أن يتعرض لإدانة كبيرة أو مطالبة من واشنطن بالتوقف، كدليل على ذلك".
وعن أهمية المواقف الأميركية والبريطانية لسير العدوان زعمت الصحيفة: "نسبة الخسائر التي لحقت بالأشخاص غير المشاركين تعتبر جيدة مقارنة بالحروب المماثلة التي شهدها العالم في السنوات. وبما أن الحرب الحالية متعددة الساحات، فإن إسرائيل تولي أهمية كبيرة لموقف الولايات المتحدة وبريطانيا، والمساعدات التي وصلت إلى إسرائيل في الحرب الحالية كانت غير مسبوقة. إن درجة التعاون بين الجيش الإسرائيلي والقيادة المركزية الأمريكية مرتفعة للغاية، من بين أمور أخرى في مجالات الدفاع الجوي وعلى الجبهات الأخرى حيث يتصاعد التوتر هذه الأيام".