راصد

صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزّة.. ما الجديد الذي نعرفه؟

11 فبراير 2025
القصف مستمر على غزة.jpg
(Getty)
الترا فلسطين
الترا فلسطين

تتواصل التطورات المتعلقة في صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، مع يوم طويل من اجتماعات الحكومة الإسرائيلية بهدف المصادقة على صفقة التبادل وإتمام كافة تفاصيلها بهدف الانتهاء من كافة الإجراءات قبيل يوم الأحد. وبعد ساعات من الاجتماعات، صادقت الحكومة الإسرائيلية على اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزّة، بأغلبية 24 وزيرًا مقابل 8 وزراء ضدها.

وأقرت الحكومة الإسرائيلية، مساء يوم الجمعة، صفقة تبادل الأسرى في اجتماع خاص. وأكد الوزراء الأرثوذكس مواقفهم مسبقًا عبر ملاحظات مكتوبة نظرًا لمراعاتهم السبت. ورغم معارضة أحزاب اليمين، ضُمِنَت الأغلبية بفضل دعم وزراء حزب الليكود والأحزاب الحريدية المتطرفة دينيًا. في المقابل، صوت ضد القرار كل من الوزيرين عميحاي شكلي ودودي أمسالم، بالإضافة إلى وزراء حزبي "عوتسما يهوديت" بزعامة إيتمار بن غفير و"الصهيونية الدينية" بزعامة سموترتيش.

سيُطْلَق سراح نحو 1740 أسيرًا منهم 296 من أسرى المؤبدات خلال المرحلة الأولى للصفقة

على الرغم من معارضة بعض الأحزاب، حصلت الصفقة على دعم أغلبية الوزراء. وقبل دخول يوم السبت، ترك الوزراء المتدينون مذكرات تؤيد الاتفاق. وبعد تقديم مراجعات أمنية من قبل المسؤولين، أعلن وزراء بارزون دعمهم للصفقة، بمن فيهم جدعون ساعر وزئيف إلكين وميكي زوهار ويوآف كيش.

وخلال الاجتماع، أشار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى وجود ضمانات أميركية تتيح لإسرائيل استئناف العمليات العسكرية ضد حركة حماس في حال خرق الاتفاق. وأوضح: "الرئيس ترامب أعرب عن دعمه الكامل للعودة إلى القتال إذا انتهكت حماس الاتفاق". كما أضاف نتنياهو أن الإدارة الأميركية الجديدة ستساعد إسرائيل في استعادة الأسلحة التي عُلِّق إرسالها في السابق.

وأعرب وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، عن معارضته الشديدة للصفقة، داعيًا الوزراء إلى رفضها في اجتماع الحكومة القادم. وأوضح أن المعارضة لهذه الصفقة تنبع من رؤيته بأنها قد تعرقل المصالح الأمنية لإسرائيل.

ويتوجه وفد أمني إسرائيلي رفيع المستوى، يضم مسؤولين من جهاز المخابرات الإسرائيلية الشاباك والجيش الإسرائيلي، إلى القاهرة للتنسيق بشأن تنفيذ بنود الصفقة. وسيتناول الوفد مسألة إطلاق سراح الأسرى عبر معبر رفح، إضافة إلى بحث ترتيبات إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وإجلاء الجرحى الفلسطينيين.

وحول تفاصيل الصفقة، أكد مصدر مصري للتلفزيون العربي: أنه تم "الانتهاء من كافة ترتيبات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة"، مضيفًا: "اُتُّفِق على تشكيل غرفة عمليات مشتركة في القاهرة لمتابعة تنفيذ الاتفاق".

بدورها، أوضحت الخارجية القطرية، أن "رئيس الوزراء وزير الخارجية أجرى اتصالًا مع وزير الخارجية المصري بحثا خلاله استمرار التنسيق بين البلدين في إطار الوساطة المشتركة بما يضمن تنفيذ الأطراف لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة".

وفي السياق نفسه، قالت مصادر لمراسل التلفزيون العربي: إنه "لن يطلق سراح أي من قادة الفصائل الفلسطينية خلال المرحلة الأولى من صفقة التبادل"، مضيفةً: "سيُطْلَق سراح نحو 1740 أسيرًا منهم 296 من أسرى المؤبدات خلال المرحلة الأولى للصفقة". وتابعت المصادر: "إسرائيل رفضت تحسين شروط حياة الأسرى".

من جانبه، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس للتلفزيون العربي: إن "الاحتلال مصمم على إبعاد عدد من الأسرى الذين سيُفْرَج عنهم"، مضيفًا: "عدد الأسرى الذين سيُحَرَّرُون مرتبطًا بحياة أو موت المحتجزين الإسرائيليين".

وذكر أن "عملية نقل الأسرى المحررين ستتم من خلال الشرطة الإسرائيلية، وليس الصليب الأحمر"، وتشير المصادر الإسرائيلية، إلى أن الهدف هو منع الاحتفالات بالإفراج عن الأسرى. وأضاف فارس: "التعنت الإسرائيلي أدى إلى تأجيل إطلاق سراح القادة في المرحلة الأولى".

من جانبها، قالت زوجة الأسير نائل البرغوثي للتلفزيون العربي: إن "نائل ومعه جميع أسرى صفقة وفاء الأحرار سيرفضون الإبعاد إلى خارج فلسطين"، مضيفةً: "نائل سيختار البقاء في السجن على قبول الإبعاد".

وكشف مصدر قيادي في الفصائل الفلسطينية لـ"العربي الجديد" عن بروز خلاف في المراحل الأخيرة من عملية التفاوض حول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بشأن إدراج أسرى فلسطينيين من "أصحاب الأوزان القيادية الثقيلة" في صفقة التبادل، لافتًا إلى الاتفاق على إرجاء البت في هذه المسألة خلال المرحلة الثانية من الاتفاق.

وقال المصدر إن وفد التفاوض الإسرائيلي كان يتمسك بـ"فيتو" على رموز قيادية في السجون الإسرائيلية، فيما طالب وفد حركة حماس بإرجاء التفاوض بشأن تلك الأسماء إلى المرحلة الثانية. 

وأشار المصدر إلى اعتراض إسرائيلي على بعض الأسماء، و"لكن كل ذلك سيكون مطروحًا للتفاوض في المرحلة الثانية، وهو الموقف الأخير الذي حُسم في الساعات الأخيرة". وأوضح القيادي أن الاحتلال لا يزال متمسكًا برفض كامل لإطلاق سراح أي مقاتل من الذين شاركوا في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، لكن جرى الاتفاق على ترحيل النقاش إلى المرحلة الثانية.

من جهة أخرى، كشفت مصادر مصرية، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن الجانب الإسرائيلي طالب خلال المفاوضات المتعلقة بتنفيذ بنود الاتفاق بأن يكون تسليم المحتجزين الإسرائيليين على الحدود المصرية، ومن ثم نقلهم إلى إسرائيل عبر معبر كرم أبو سالم، أو عبر مروحيات، لافتة إلى أن ذلك يأتي في محاولة من الجانب الإسرائيلي لتجنب المشاهد الاحتفالية التي أثارت مشكلات داخلية في التحالف الحكومي خلال الهدنة الأولى في تشرين الثاني/نوفمبر 2023.

أكد قيادي بارز في حركة حماس، يوم الجمعة، أن الحديث الإسرائيلي بشأن استئناف الحرب عقب انتهاء استحقاقات المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ربما يكون لأسباب داخلية، في ظل حالة الانقسام والخلافات الداخلية في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو. 

وقال القيادي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، إن هناك تعهدات من الوسطاء، وأخرى مكتوبة بشأن عدم استئناف الحرب مرة أخرى عقب انتهاء صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين، مضيفًا "نتنياهو كان يريد استئناف الحرب، عقب المرحلة الأولى، وأمام تمسك المقاومة برفض ذلك، واشتراطها عدم استئناف الحرب والعمليات العسكرية، تم التوافق على صياغة، بأنه يتم استئناف العمليات العسكرية في حال خرقت حماس الاتفاق".

وأوضح القيادي، أن تلك الصياغة، اقترحها الوسطاء، بعدما وجدوا فيها مخرجًا لنتنياهو يسهل مهمته أمام المتشددين في حكومته، لتسويق الاتفاق لديهم، والهرب، من دون الإخلال بالاتفاق. يأتي هذا في الوقت الذي اجتمع فيه وفد إسرائيلي من الجيش، وجهاز الاستخبارات (الشاباك)، وضم منسق أعمال الحكومة في الأراضي المحتلة، غسان عليان، مع مسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصري وممثلين عن الجيش المصري معنيين بأمن المناطق الحدودية، حيث نُوقِشَت آليات تنفيذ استحقاقات اتفاق وقف إطلاق النار، وكيفية تنفيذ عملية تسليم وتسلم الأسرى، وآليات إدخال المساعدات، بالكميات المتفق عليها وفق الجداول الزمنية.

وأعرب دبلوماسيون أجانب عن قلقهم خلال الأيام القليلة الماضية من أن تستمر جهود تخريب اتفاق التبادل. ومن بين الأسباب التي تثير القلق بين الولايات المتحدة وقطر ومصر الخط العدائي الذي يتبناه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في التعامل مع المرحلة التالية من المفاوضات، وإصراره العلني المستمر على "إزالة حماس من السلطة في غزة كشرط لإنهاء الحرب"، بحسب "هآرتس".

وقال وسيط أجنبي في إسرائيل: "في ظل الظروف الحالية، لن تكون هناك مرحلة ثانية للصفقة. لن تقبل حماس طوعًا باتفاق من شأنه أن يؤدي إلى تدميرها. إن تكتيكات نتنياهو خاطئة، ولن تعيد آخر الرهائن إلى ديارهم، أو تنهي الحرب".

بدوره، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي داخل اجتماع الحكومة: "قرر الرئيس ترامب أنه بمجرد توليه منصبه، سيعيد إرسال جميع الأسلحة المتوقفة. وهذا مهم لأنه إذا لم نصل إلى المرحلة الثانية، فسوف تكون لدينا أدوات إضافية للعودة إلى القتال". مضيفًا: "الرئيس ترامب يعطي إسرائيل الدعم الكامل للعودة إلى الحرب في حال انتهاك الاتفاق".

من جانبه، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران، تعليقًا على اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى: إن "الاتفاق يمثل إنجازًا فلسطينيًا ليس لحماس وحدها". مضيفًا: "نتحدث عن اتفاق لوقف الحرب وعملية تبادل الأسرى تمثل جزءًا منه".

وتابع: "حريصون على أن تضم الصفقة أسرى من مختلف الفصائل الفلسطينية". موضحًا: "أولوياتنا تتمثل في وقف الحرب وانسحاب الاحتلال وعودة النازحين ودخول المساعدات لغزة، ونواصل العمل لإطلاق الأسرى". واستمر بدران في القول: "لدينا لجان فنية وفرق متابعة تتعامل مع مختلف القضايا التي تناولها الاتفاق".

أعلنت حركة حماس، ظهر الجمعة، حلّ كافة العقبات التي نشأت بسبب عدم التزام الاحتلال الإسرائيليّ ببنود اتفاق وقف إطلاق النار، ما يُمهّد لبدء تنفيذ صفقة التبادل.

وقالت حماس في بيان، إنّه "بمساعٍ كريمة من الوسطاء، تم فجر اليوم حل العقبات"، وأشارت إلى أنّ قوائم الأسرى الذين سيفرج عنهم في المرحلة الأولى في صفقة التبادل ضمن اتفاق وقف إطلاق النار ستنشر عبر مكتب الأسرى وفق مراحل وإجراءات التبادل.

وقال زاهر جبارين، رئيس مكتب الشهداء والأسرى في حماس، إنّ الحركة سعت إلى صفقة تبادل وطنية من كافة فصائل وأبناء الشعب الفلسطيني، وحيّا أهالي قطاع غزة الذين كان لهم الفضل في إتمام هذه الصفقة.

وفي خطوة أولى من المرحلة الأولى من الصفقة، نشرت وزارة العدل الإسرائيلية، أسماء 95 أسيرًا وأسيرة، سيفرج عنهم مقابل إطلاق سراح 3 نساء من قطاع غزة. وذكرت وزارة العدل الإسرائيلية أنها ستنشر القائمة الكاملة للأسماء بعد موافقة الحكومة الإسرائيلية عليها.

الكلمات المفتاحية

القاضي المتقاعد أهارون باراك، الرئيس الأسبق للمحكمة الإسرائيلية العليا

الرئيس الأسبق للمحكمة العليا: "إسرائيل" على حافة الحرب الأهلية

حذر القاضي أهارون باراك من خطر انزلاق إسرائيل نحو حرب أهلية بسبب التوترات الداخلية المتفاقمة، ودعا إلى التهدئة والتفاوض لتجنّب العنف، منتقدًا محاولات إقالة مسؤولين كبار


ارتفاع ضخم بالاستيطان في الضفة الغربية

عام الاستيطان.. زيادة هائلة في تراخيص الوحدات الاستيطانيّة بالضفّة منذ بداية 2025

يعزى هذا الارتفاع إلى الاجتماعات الأسبوعيّة الّتي يعقدها مجلس التخطيط الأعلى تحت إشراف وزير الماليّة الإسرائيليّ بتسلئيل سموتريتش


تهجير غزة ومشاورات مع السودان والصومال.jpg

تقرير إسرائيلي عن حرب غزة: عملية محدودة والمرحلة التالية قد تشمل تهجير سكان الشمال

نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية تقريرًا بعنوان: "الوضع في غزة: عملية محدودة وبطيئة وليست حربًا جديدة"


غالي ونتنياهو

بعد إقالة رئيس الشاباك: نتنياهو يستعد لإقالة المستشارة القانونية

أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن عقد اجتماع، يوم الأحد المقبل في تمام الساعة 11:00 صباحًا، لمناقشة مسألة إقالة المستشارة القانونية للحكومة غالي بهراف- ميارا.

رمضان بلا مساجد في غزة
تقارير

صور | رمضان في غزة بلا مساجد

استهدفت صواريخ الاحتلال المساجد في قطاع غزة بشكل مباشر، بما في ذلك قصفها على رؤوس المصلين، وتعرضت مساجد أثرية، مثل المسجد العمري الكبير، للتدمير، ووثّق جنود الاحتلال بهواتفهم إحراق المصاحف وتدنيس المساجد

رونين بار وبنيامين نتنياهو
أخبار

المحكمة العليا الإسرائيليّة تجمّد قرار إقالة رئيس الشاباك مؤقتًا

أصدرت العليا الإسرائيلية أمرًا مؤقتًا بتجميد قرار إقالة رئيس جهاز الشاباك، رونين بار، بعد تقديم التماسات من المعارضة وجمعيات مدنية، وقد منعت المحكمة تعيين بديل له حتى النظر في الالتماسات


القاضي المتقاعد أهارون باراك، الرئيس الأسبق للمحكمة الإسرائيلية العليا
راصد

الرئيس الأسبق للمحكمة العليا: "إسرائيل" على حافة الحرب الأهلية

حذر القاضي أهارون باراك من خطر انزلاق إسرائيل نحو حرب أهلية بسبب التوترات الداخلية المتفاقمة، ودعا إلى التهدئة والتفاوض لتجنّب العنف، منتقدًا محاولات إقالة مسؤولين كبار

نتنياهو طلب تدمير غزة
أخبار

بعد 48 ساعة من بداية العدوان.. نتنياهو طلب تدمير المنازل وقصف كل غزة

كشف الصحفي الإسرائيلي، ناحوم برنياع، عن حوار بين رئيس أركان جيش الاحتلال السابق، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، طالب خلاله نتنياهو في تدمير قطاع غزة

الأكثر قراءة

1
قول

الأرض مقابل الاستسلام.. نتنياهو مبشرًا بـ"الشرق الأوسط الجديد"


2
راصد

خبراء إسرائيليون: الحرب لن تعيد الأسرى واستئنافها دوافعه سياسية


3
راصد

نتنياهو انتهك وقف النار ودفع ترامب للتنازل عنه.. انقسامات في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية