16-ديسمبر-2017

جمّد إعلان دونالد ترامب بشأن القدس احتفالات المواطنين المسيحيين في الأراضي المحتلة بأعياد الميلاد المجيد، ومن ذلك إطفاء 1200 مواطناً مسيحياً في قطاع غزة أشجار عيد الميلاد في بيوتهم حزناً على ما آلت إليه أحوال مدينة القدس، وما تبع إعلان ترامب من مواجهات وغارات جوية أدت حتى الآن لارتقاء 10 شهداء.

"القلوب محروقة والجميع حزين"، هكذا تحدثت غادة ترزي لـ"ألترا فلسطين" عن الأحوال قبيل عيد الميلاد المرتقب، وقالت إن إعلان ترامب وإجراءات الاحتلال تعني حرمان المسيحيين والمسلمين من حقهم في مدينة القدس، مضيفة أن القرار سيجعل الاحتلال يمعن في التصرف كأن القدس ملك له من حيث البناء والهدم والحفريات.

1200 مواطن مسيحي في غزة أطفأوا أنوار شجرة الميلاد في منازلهم، ولن يحتفلوا بعيد الميلاد كما هي العادة، بسبب إعلان ترامب وما تبعه من تصعيد

وتابعت، "الكنائس ناشدت ترامب للتراجع عن هذا القرار، والآن نناشد الكنائس إلى الضغط عليه من أجل التراجع عن ذلك. من المفترض أن أمريكا راعية سلام للطرفين وليس لها أن تنحاز لطرف دون الآخر، وفي غزة لا يوجد عيد طالما الوضع بهذا الحال والقدس حزينة".

اقرأ/ي أيضاً: بربارة.. أسطورة القداسة

ومنذ إعلان ترامب، ارتقى في قطاع غزة 8 شهداء، اثنان منهم مقاومان في سرايا القدس؛ استُشهدا نتيجة انفجار صاروخ كانا يحملانه، فيما استُشهد الـ6 الآخرون خلال مواجهات عند السياج الفاصل مع أراضي 48، ونتيجة الغارات الإسرائيلية على مواقع للمقاومة، هذا إضافة لارتقاء شهيدين في الضفة الغربية، أحدهما نفذ عملية طعن، والآخر ارتقى خلال مواجهات مع جيش الاحتلال.

يقول هاني فرح، سكرتير عام جمعية الشبان المسيحية، إن الأحداث في القدس تركت أثرها على الأعياد وإجوائها، "فكبار السن لا يشعرون بفرحة العيد، نتيجة الأحداث التي سبّبها قرار ترامب، لكن نحاول قدر الإمكان نقل مشاعر كاذبة بفرحة العيد إلى الأطفال، من خلال بابا نويل وهدايا الميلاد".

وأضاف فرح لـ"ألترا فلسطين"، أن إعلان ترامب ليس إلا امتداداً لإعلان بلفور، "الشعب الفلسطيني بكل طوائفه وأحزابه يرفض ما قام به ترامب، القدس عربية حتى النخاع ولا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يتم تغيير هوية القدس العربية".

وتابع، "نحن كشعب فلسطيني نعي جيداً الوضع القائم بدول العالم بشكل عام؛ والوضع القائم بالدول العربية بشكل خاص، وكلٌ يغني على ليلاه، ولكن رهاننا كشعب فلسطين على شعوب العالم الأحرار، ولابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر".

وتضع الكنائس برنامجاً خاصة للاحتفال بأعياد الميلاد في كل عام، إلا أن الأمور اختلفت هذه السنة، إذ تزامنت أعياد الميلاد مع "انتفاضة العاصمة" التي أعقبت إعلان ترامب، ما دفع الكنائس إلى إعلان اقتصار الاحتفالات داخل أسوار الكنيسة.

ويوضح كامل عياد، مدير العلاقات العامة في الكنيسة الأرثوذكسية بغزة، أن الاحتفالات من أجل الأطفال ستُقام داخل الكنيسة، وستجمع بين الطقوس الدينية والتراثية، مثل الدبكة والأغاني الوطنية، "وهذه نعبّر من خلالها عن انتمائنا الوطني، ونعمق انتماء هؤلاء الأطفال للوطن وتراثه" وفق قوله.

احتفالات عيد الميلاد في غزة ستُقام داخل الكنائس، وستقتصر على الطقوس الدينية والتراثية

وأضاف عياد لـ"ألترا فلسطين"، أن عائلات كثيرة امتنعت عن عمل البربارة، وهي من طقوس الاحتفال بعيد الميلاد، وذلك تضامناً مع قضية القدس، وإعلاناً للحزن على ما يحدث.

وشدد عياد على وحدة الموقف الفلسطيني تجاه إعلان ترامب، وقال: "ترامب لا يمثل إلا نفسه، ولا يوجد سلطة لأمريكا على القدس إطلاقاً"، مضيفاً، "هذه القدس مدينة الله والحب والسلام، وهي فلسطينية كنعانية وبها الديانات السماوية، وليس لأي أحد الحق في أن يوعد بأنها تنتمي الى جماعة معينة، إنما القدس هي فلسطينية، وفيها المسجد الأقصى للمسلمين، وكنيسة القيامة للمسيحيين، فهي مدينة تدل على وجود الكيان الفلسطيني المسلم والمسيحي".

وكانت كنيسة المهد في مدينة بيت لحم أطفأت أنوار شجرة الميلاد، احتجاجاً على قرار ترامب، فيما تجري مشاورات بشأن نوعية العروض الكشفية التي ستخرج في المدن، والرسالة التي ستحملها.


اقرأ/ي أيضاً:

كنائس القدس: إسرائيل تقوض الوجود المسيحي

الزواج المسيحي: سر الكنيسة وإكليل الانتصار

100 عام على احتلال القدس: قصة غزوها