شرعت بلدياتٌ في قطاع غزة في معالجة ظاهرة انتشار الكلاب الضالة، إثر توالي الشكاوى من انتشار الكلاب الضالة وتجمعها بأعداد كبيرة بين منازل المواطنين، وتعرضها لطلاب المدارس في ساعات الصباح الباكر ولرواد صلاة الفجر.
بلغ عدد الكلاب التي تم جمعها في مأوى بلدية غزة قرابة الـ 600 كلب
بلدية غزة، هي الأولى التي بادرت إلى إيجاد حل للقضية، فأنشأت العام الماضي -بالتعاون مع جمعية "سلالة" للرفق بالحيوان- أول مأوى للكلاب الضالة في قطاع غزة، في مسعى للحفاظ على حياة المواطنين وإيجاد حل مناسب للكلاب الضالة يضمن سلامتها من الأذى.
يقول مؤسس جمعية "سلالة" سعيد العر، إنه بدأ حملة لمساعدة القطط والكلاب الضالة في مدينة غزة، وقد استأجر قطعة أرض لبناء مأوى لها، إلا أن الجمعية عجزت عن الاستمرار في دفع أجرة المكان، فلجأت للعمل الميداني في رعاية القطط والكلاب الضالة.
وأوضح العر، أن بلدية غزة تواصلت معه إثر تلقيها شكاوى من المواطنين، وتم الاتفاق على تخصيص قطعة أرض لإيواء الكلاب الضالة ورعايتها، بإشراف من الجمعية وبمشاركة موظفين من البلدية. إثر ذلك، بدأت الجمعية باستقبال الكلاب في هذا المأوى، وقد بلغ عدد الكلاب حتى اللحظة قرابة الـ 600 كلب.
وأضاف، أن الكلاب التي تصل حديثًا للمأوى يتم تقديم العلاج للمريضة منها وعزلها، بينما يتم عزل الذكور عن الإناث في قسم الكلاب السليمة للحد من تكاثرها.
وبيّن العر، أنهم يجمعون بواقي عمليات ذبح الدجاج من المذابح العامة في مدينة غزة ويُطعمون بها الكلاب، منوهًا أن هذه البواقي كانت تمثل مشكلة صحية وبيئية في السابق.
يطعمون الكلاب من بواقي عمليات ذبح الدجاج من المذابح العامة التي كانت تمثل مشكلة صحية وبيئية في السابق
ووفقًا للعر، فإن بلدية غزة بصدد تطوير مشروع المأوى، وقد أعلنت مؤخرًا عن حاجتها لعشرة موظفين بشكل مؤقت للقيام بمهام جمع الكلاب وترحيلها للمأوى. لكنه أعرب عن أسفه لعدم استجابة سلطة الأراضي في قطاع غزة للطلب الذي تقدمت به الجمعية منذ أربع سنوات لتخصيص قطعة أرض كبيرة تتيح تطوير المشروع.
ويأمل العر أيضًا بإنشاء عيادة بيطرية في ذات موقع المأوى لتسهيل مهمة علاج الكلاب المريضة.
وعلى أثر نجاح تجربة بلدية غزة، تلقت جمعية "سلالة" طلبات من بلديات أخرى في قطاع غزة لاستنساخ التجربة ومعالجة مشكلة انتشار الكلاب الضالة.
وأوضح العر، أنهم التقوا مع البلديات وأبلغوها بالاحتياجات اللازمة، "والآن بعض البلديات في طور إنشاء مأوى لهذه الكلاب".
وأفاد بأن الجمعية تتسلم حاليًا الكلاب التي تجمعها البلديات، وتودعها مؤقتًا في مأوى بلدية غزة، "لكن مساحة المأوى البالغة دونمين لا تتسع لجمع الكلاب من باقي البلديات" حسب قوله.
بلدية خزاعة الحدودية، كانت إحدى البلديات التي تحركت لحل مشكلة الكلاب الضالة، فدعت متطوعين لمساعدتها في جمعها من الشوارع والأحياء، بالتعاون مع جمعية "سلالة".
وقال رئيس قسم الصحة والبيئة في البلدية عاصم النجار، البلدية صمَّمت أقفاصًا لصيد الكلاب الضالة، يتم وضعها مساءً في المناطق التي تنتشر فيها الكلاب، وفي صبيحة اليوم التالي يتم ترحيل الكلاب إلى مركز الإيواء، مبينًا أن الدفعة الأولى من الكلاب الضالة التي تم تحويلها للمأوى بلغت 27 كلبًا.
وأشار النجار إلى أن البلدية بصدد دراسة إطلاق حملة تطوعية لجمع الكلاب الضالة للأشخاص المؤهلين، مقابل الحصول على مبلغ مادي رمزي لكل مواطن يتمكن من ضبط هذه الكلاب.
بلدية عبسان الكبيرة هي الأخرى بدأت مشروع جمع الكلاب الضالة قبل ثلاثة أشهر، بعد تزايد شكاوى المواطنين والمزارعين من الضرر الذي تحدثه هذه الكلاب في مزارعهم، عدا عن مهاجمتها عددًا من طلاب المدارس.
عملية صيد الكلاب لم تعد سهلة، فقد باتت الكلاب أكثر حذرًا من ذي قبل وباتت تعرف طرق الصيد
وأوضح المسؤول في بلدية عبسان زياد الشواف، أن البلدية تمكنت حتى اليوم من جمع ما يزيد عن 100 كلب، تم صيدها بواسطة أقفاص خاصة أعدتها البلدية.
وأشار الشواف إلى أن فريقًا من المتطوعين -الذين لديهم خبرة في التعامل مع الكلاب- بدأوا بجمعها بالتعاون مع البلدية، مقابل مبلغ 10 شواقل للشخص الذي يقود الفريق لقاء كل كلب يتم جمعه، كتكلفة نقل إلى المأوى.
وأكد، أن الفترة الماضية شهدت تصاعدًا في شكاوى المزارعين من إتلاف الكلاب للبيوت البلاستيكية وبعض المزروعات، الأمر الذي زاد من العبء على البلدية التي كانت تركز جهودها على جمع الكلاب من المناطق السكنية.
وشدَّد الشواف، أن عملية صيد الكلاب لم تعد سهلة، فقد باتت الكلاب أكثر حذرًا من ذي قبل وباتت تعرف طرق الصيد.
اقرأ/ي أيضًا: