10-ديسمبر-2020

الحركة في النهار أقل من الليل والبيع بشكل عام محدود | تصوير أمين صائب

لأول مرة يقام سوق عيد الميلاد هذا العام في الفناء الخارجي لدار بلدية رام الله وبأعداد أكبر من المشاركين. لكن المميز في السوق هذا العام هو اختفاء الابتسامات خلف الكمامات الزرقاء، إذ شئت أم أبيت هناك حارس على الباب لن يسمح لك بالعبور إلا بارتداء الكمامة، عدا عن تراجع المبيعات مقارنة بالسنوات الماضية.

 المميز في السوق هذا العام هو اختفاء الابتسامات خلف الكمامات الزرقاء

مثل كل سنة، نظمت بلدية رام الله سوق عيد الميلاء المجيد، من الأحد وحتى أمس الأربعاء، ضمن برنامجها للاحتفال بالأعياد المسيحية، وهو عبارة عن سوق للمنتجات يدوية الصنع والصناعات المحلية، وبشكل خاص لبيع مستلزمات عيد الميلاد، بمشاركة أفراد ومؤسسات وجمعيات من المجتمع المحلي.

تصوير أمين صائب

عند مدخل السوق هناك إجراءات صارمة، حيث يمنع دخول من لا يرتدي الكمامة، ثم يتعين عليك تعقيم اليدين وفحص درجة الحرارة، للوقاية من فايروس كورونا الذي اقتحم كافة مناحي الحياة هذا العام.

 يمنع دخول من لا يرتدي الكمامة، ثم يتعين عليك تعقيم اليدين وفحص درجة الحرارة

خلف طاولة تزينت بالألعاب الخشبية الملونة، يقف جورج رنتيسي مدير جمعية النهضة النسائية في رام الله، وهي جمعية خيرية من أقدم الجمعيات في فلسطين تأسست في العام 1925.

يقول رنتيسي، إن هذه الألعاب هي أشغال مخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة من كبار وصغار وذكور وإناث. ما يميز هذه الأعمال الخشبية أن من يقوم بصناعتها هم الأشخاص ذوي الإعاقة، وذلك "بغرض تمكينهم وتشغيلهم وتوفير مصدر دخل يسد احتياجاتهم اليومية داخل الجمعية من مصاريف تنقل وطعام وغيرها" وفق رنتيسي.

تصوير أمين صائب

منذ بدء السوق قبل خمس سنوات، تعكف الجمعية على المشاركة فيه، وبالرغم من تراجع المبيعات هذه السنة مقارنة بالسنوات الماضية، إلا أن رنتيسي يؤكد: "نحن هنا لتأكيد وجودنا لأن لنا رسالة نوصلها للمجتمع".

وأوضح، أن الهدف من المشاركة هو "نشر فكرة دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع، وتأكيد حقيقة حق الأشخاص ذوي الإعاقة في المشاركة والوصول وقدرتهم على العمل والتعلم"، مضيفًا أن هذا الإنتاج هو دليل واضح.

تصوير أمين صائب

لم يكن صوت كاتيا حصري خلال حديثها معنا واضحًا بسبب ارتدائها الكمامة، مع علوّ صوت موسيقى وأغاني الميلاد في الحديقة، إلا أن خلفها وجدت يافطة كتب عليها "مكتبة شاربين".

تقول حصري: "نحن نتخصص بكتب الإنجليزي من مناهج مدارس خاصة وروايات للكبار والصغار، ونشارك في كل عام في سوق الميلاد".

 المختلف هذه السنة، وفق حصري، أن إقبال الجمهور بهدف الزيارة وتغيير الجو أكثر منه التسوق

لكن المختلف هذه السنة، وفق حصري، أن إقبال الجمهور بهدف الزيارة وتغيير الجو أكثر منه التسوق، وذلك بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، "فالشخص يضع أوليات له في الحياة من الصرف على البيت بشكل أساسي وبعدها يذهب لأمور الترفيه".

تصوير أمين صائب

رغد أبو شمسية تختلف عن رنتيسي وحصري في أنها تشارك في السوق لأول مرة هذا العام، لكنها بدت متيقنة من ضعف عمليات البيع نتيجة للظروف الاقتصادية، وغلاء أسعار القطع المصنوعة يدويًا.

تقول أبو شمسية: "من الخيطان والقطن أصنع معلقات للحائط وفرش للطاولة وميداليات، ونعرض اليوم منتجات خاصة لها علاقة بطابع عيد الميلاد".

تصوير محمد غفري

وبالرغم من وجود حركة في السوق واهتمام بالشغل اليدوي، إلا أن البيع قليل، وفق أبو شمسية، "لأن وضع الناس صعب، وبسبب غلاء القطع اليدوية الصنع".

البيع قليل "أن وضع الناس صعب، وبسبب غلاء القطع اليدوية الصنع"

ومن أجل تقليل الاختلاط وبغرض التباعد الاجتماعي للوقاية من فايروس كورونا جرى تمديد ساعات عمل سوق الميلاد هذا العام لتبدأ منذ منتصف النهار وحتى ساعة الإغلاق الشامل عند السابعة مساء.

مرورًا بتماثيل لبابا نويل وشوكولاتة حمراء ومنتجات مطرزة يدويًا، وبعد مراوغة لما يحمله الأطفال والباعة من بلالين مضيئة، وصلنا إلى كشك ميرنا كشك، التي تبيع بداخله أكسسوارات نسائية مصنوعة يدويًا. تقول إن ساعات النهار تخلو من الزائرين للسوق، بينما تزيد الحركة ليلاً، لكن مع مبيعات قليلة.

تصوير محمد غفري
تصوير أمين صائب
تصوير أمين صائب
تصوير أمين صائب

اقرأ/ي أيضًا: 

عن "الكريسماس" أيام زمان

بربارة.. أسطورة القداسة