24-مايو-2022
زينب القولق

زينب القولق تنظر إلى لوحاتها في المعرض | تصوير مجدي فتحي

"أنا زينب القولق عمري 22 عامًا، وفقدت 22 شهيدًا من عائلتي، فقدت والدتي وأخي الأكبر وأخي الأصغر، وفقدت أختي". بهذه الكلمات افتتحت زينب معرضها الفني "عمري 22 عامًا وفقدت 22 شخصًا"، في الذكرى الأولى للمجزرة الإسرائيلية بحق عائلتها خلال العدوان على قطاع غزة في أيار/مايو 2021.

وأضافت القولق، وهي تقف إلى جانب والدها وشقيقها الناجيين معها من المجزرة: "اليوم أنا هنا الناجية بعد 12 ساعة من تحت الأنقاض، لأوثق مأساتي من خلال لوحاتي ونصوصي، التي ما هي إلا القليل مما أحمله في داخلي".

معرض زينبمعرض زينب

وأعربت القولق عن أملها في عدم مدح لوحاتها الفنية وتوثيق إنجازها بفرحة، إنما مشاركة قصتها ورفع صوتها حتى تتمكن من نشر قضيتها حتى تتمكن من أخذ حقها وحق عائلتها من الاحتلال الإسرائيلي.

وساهم المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان الذي نُظم المعرض في مقره في مدينة غزة، في احتضان الناجية القولق -التي تدرس "أدب إنجليزي"- خلال الأشهر الماضية، وعمل على تدريبها على الضغط والمناصرة من أجل التحدث عن قضايا ضحايا النزاع.

معرض زينبمعرض زينب

وضم المعرض، 10 لوحات فنية لخصت فيها زينب مشاعرها أثناء وجودها لأكثر من 12 ساعة تحت ركام منزلها الذي دمرته طائرات الاحتلال، ومشاعرها بعد فقدان 22 فردًا من عائلتها.

من جانبه، شكري القولق، والد زينب، قال لـ الترا فلسطين إن الهدف من هذا المعرض هو "إرسال رسالة إلى العالم بالقلم والكاميرا واللوحات الفنية، من أجل محاكمة قادة الاحتلال على جرائمهم بحق العائلة وبحق الشعب الفلسطيني.

زينب مع والدها | تصوير مجدي فتحي
زينب مع والدها | تصوير مجدي فتحي

وتابع القولق: "نتمنى أن تصل رسالتنا إلى كافة المؤسسات الحقوقية الدولية وأحرار العالم حتى تتم محاسبة الاحتلال على جرائمه ضد الأبرياء، وحتى نستطيع وقف نزيف الدم".

وأضاف، أنه سعى إلى تقديم الدعم النفسي والمعنوي لابنته زينت أثناء قيامها برسم اللوحات الفنية "التي عبرت عن جزء بسيط من مأساتها ومأساة عائلته".

معرض زينب

بينما قالت مها الحسيني مديرة الاستراتيجيات في المركز الأورومتوسطي لحقوق الانسان، إن قصة الناجية زينب القولق إنسانية في المقام الأول، وتعكس عشرات آلاف القصص لفتيات ونساء في قطاع غزة والتي لم تُحكى من قبل، ولم تصل إلى الإعلام الدولي.

وأضافت الحسيني لـ  الترا فلسطين: "اليوم زينب هي الضحية، وهي من تتحدث عن نفسها بنفسها، وعلى خلاف المعتاد فإننا لن نتحدث كثيرًا عن الضحية هذه المرة، وطلبنا من زينب التحدث عن نفسها".

وأشارت إلى أن رسالة المركز في المقام الأول هو توجيه قصة زينب للمنظمات الدولية، لتتحدث بنفسها عن هذه المعاناة والمأساة التي تعرضت لها عائلتها، مضيفة أن الرسومات الفنية هي "أبلغ رسالة في إيصال صوت زينب الى المجتمع الدولي (..) فهي وصفت نفسها بقولها كنت أنزف عندما كنت أرسم هذه الرسومات".