22-سبتمبر-2019

بوابة الخليل - عدسة بلال الطويل

مع دخول شهر أيلول/سبتمبر الجاري، دخل إلى مدينة الخليل حدثٌ هو الأول من نوعه في المدينة التي يشتكي أهلها من التهويد والتهميش، تحت عنوان "مهرجان الخليل" الأول، وهو -بحسب لجنة إدارة المهرجان- يهدف لـ"تقديم صورة متكاملة لمدينة الخليل بكافة جوانبها التاريخية والاقتصادية والثقافية".

بدأ الإعداد لمهرجان الخليل منذ شهر آب 2018 برعاية بلدية الخليل والمحافظة والغرفة التجارية وشركة انفنيتي

هذا المهرجان بدأ التخطيط والإعداد له منذ شهر آب/أغسطس 2018، وفق ما أفادنا به مدير المهرجان وسيم القواسمة، مبينًا أن الجهات الراعية "تكاتفت لإخراج المهرجان إلى النور بصورةٍ تليق بالخليل التي تعتبر قلعة الاقتصاد الفلسطيني". والجهات الراعية بشكل رئيسي هي بلدية الخليل والمحافظة والغرفة التجارية وشركة انفنيتي للدعاية.

اقرأ/ي أيضًا: تقرير دولي: المستوطنون والجيش يتقاسمون الانتهاكات في الخليل

واعْتُبِرَ افتتاح بوابة الخليل التاريخية على المدخل الشمالي للمدينة هو الانطلاق الفعلي للمهرجان. وأوضح القواسمة، أن الرعاة الرئيسيين للمهرجان أطلقوا مسابقة شارك فيها 22 مكتبًا هندسيًا من مختلف المحافظات لطرح تصاميم للبوابة، وصل ثلاثةٌ منها إلى المرحلة النهائية، قبل أن تختار بلدية الخليل التصميم الحالي الذي قال القواسمة إنه "يلخص صورة المدينة التاريخية والحرفية في أسلوب تصميمه".

بوابة الخليل

وأضاف، "كما يشترك مع تصميم البوابة في هذه النقطة تصميم شعار المهرجان، فكلاهما عرضا رمزية المدينة في العنب وصناعة الزجاج الملون، كما قدما دلالة واضحة على المسجد الإبراهيمي الذي يعتبر المعلم الأبرز والأقدم في تاريخ المدينة".

وبيّن القواسمة، أن البوابة التاريخية تجسد على أعمدتها في الأطراف ما تشتهر به الخليل من صناعة الزجاج الملون يدويًا، إضافة لتميزها بمحصول العنب الخليلي. أما منتصف البوابة فهو عمودٌ يجسد منبر صلاح الدين الأيوبي الموجود في المسجد الإبراهيمي، وتشير الروايات التاريخية إلى أنه مشابهٌ للمنبر الذي أحرق عام 1969 في المسجد الأقصى، وكلاهما جلبهما معه صلاح الدين الأيوبي لدى فتحه القدس.

وترتكز رؤية المهرجان ورسالته على إحياء تاريخ الخليل، تحديدًا بلدتها القديمة التي تعاني الويلات منذ عام 1994 بعد تقسيمها من قبل الاحتلال على إثر مجزرة المسجد الإبراهيمي، وإغلاق شريان الحياة الأقوى فيها وهو شارع الشهداء، وما تبع ذلك من إغلاق ما يزيد عن 1800 محلٍ تجاريٍ وإحاطتها بحوالي 120 حاجزًا ونقطة عسكرية، الأمر  الذي انعكس بصورة سلبية على واقع البلدة القديمة تجاريًا واجتماعيًا.

وكانت فعالياتٌ عديدةٌ أقيمت داخل البلدة القديمة، تمثلت في يوم إفطار جماعي مجاني لأهل المدينة والوافدين إليها من بقية المحافظات، كما تبعه يوم حلاقةٍ مجانيةٍ بالتعاون مع نقابة الحلاقين.

وعلى مدار ثلاثة أيام أقيمت فعالية "أيام العنب الخليلي" التي شارك فيها 25 مزارعًا من الخليل، و26 جمعية تعاونية، ومشاريع خاصة تقدم منتجات العنب، إلى جانب أعمال يدوية متصلة بالتراث الفلسطيني.

أيام العنب الخليلي - تصوير طه أبو حسين

ووفق مديرية زراعة الخليل، فإن 6 آلاف صندوق عنب تم بيعها في "أيام العنب الخليلي" للزوار الذين تخطى عددهم 30 ألف زائر من مختلف محافظات الضفة الغربية.

6 آلاف صندوق عنب تم بيعها في أيام العنب الخليلي للزوار الذين تخطى عددهم 30 ألف زائر

أيام العنب الخليلي - تصوير طه أبو حسين
أيام العنب الخليلي - تصوير طه أبو حسين

كما انطلقت عبر البلدة القديمة فعالياتٌ رياضيةٌ وطبيةٌ وثقافيةٌ، ساهمت في تشجيع الناس على ارتياد البلدة وأسواقها ومعالمها. هذا إضافة لأعمالٍ تطوعيةٍ في االشوارع، وأيامٍ طبيةٍ مجانية.

وماتزال إدارة المهرجان تبذل جهدها في إتمام فعالياته التي يُفترض أن تجعل البلدة القديمة مركز الانطلاق الدائم. فبلدية الخليل وغرفتها التجارية وبالتعاون مع الغرف التجارية في المحافظات، وبالشراكة مع نقابة المهندسين، تُسيِّر كل يوم سبت عدة حافلاتٍ مجانيةٍ من كافة المحافظات.

ويتفرغ جزءٌ من موظفي البلدية والغرفة التجارية ليكونوا أدلَّاء مرافقين لكافة الحافلات ضمن خطة تجولٍ في المدينة تبدأ من قلب الخليل القديمة، مستعرضة تاريخها وواقعها مرورًا بما يكون جاريًا من فعاليات.

كما يعمل 200 شاب وشابة من أبناء الخليل بشكل تطوعي في لجان التنظيم والدعم اللوجستي للفعاليات المختلفة. يقول القواسمة، إن المهرجان "قام على أكتاف شباب المدينة الذين قدموا مستوىً عالٍ من التفكير الإبداعي، وأثبتوا قدرتهم على تنظيم أحداثٍ مركزيةٍ".

ورأى القواسمة، أن المهرجان نجح في استقطاب مختلف فئات الشعب الفلسطيني من محافظات الضفة، ومن داخل الخط الأخضر أيضًا.

يُنهي المهرجان أعماله في نهاية شهر أيلول الجاري، وخلال الثلث الأخير منه سيُقام "بازار ومعرض التسوق" الذي تُحاول من خلاله اللجنة الإدارية أن تشمل كافة أسواق الخليل في فعالية البازار بمشاركة العشرات من المؤسسات التجارية على اختلاف أنواعها.

وانطلق يوم أمس (السبت 21 أيلول) معرض الكتاب والوسائل التعليمية الحديثة، بالشراكة مع مكتبات ودور نشر ومشاريع لطلبة جامعيين على مدار أسبوعٍ كامل، وتتخلله ندواتٌ شعريةٌ وعروض مسرحية بدأت منذ انطلاق المهرجان، إضافة لمعارض فنية لأعمال فنانين من الخليل، وفعالياتٍ ترفيهيةٍ مجانية للأطفال.

حفل افتتاح معرض الكتاب والوسائل الحديثة
معرض للصور في مهرجان الخليل

ويُنتظر وصول الفنان حمزة نمرة إلى الخليل، لإحياء حفلٍ فني يوم الثلاثاء المقبل، في إطار مهرجان الخليل، حيث سيُقام الحفل عند السابعة مساءً في ستاد الحسين.

وبيّن القواسمة، أن المهرجان سيختتم أعماله بمؤتمرين، الأول طبيٌ يمتد لثلاثة أيام بالتعاون مع نقابتي الأطباء وأطباء الأسنان وتجمع الأطباء الفلسطينيين في أمريكا وأوروبا، تحت عنوان "خدمات طبية برؤية عالمية".

هذا المؤتمر يُتوقع أن يشهد مشاركة ألفي طبيب من الضفة الغربية، و35 محاضرًا في الطب البشري وطب الأسنان، "لتقديم معرفةٍ علميةٍ مواكبة للتطور الطبي حول العالم، ورفع مستوى الخدمات الطبية المقدمة للمواطن" وفق القواسمة.

أما المؤتمر الثاني فيخص الإعلاميين، وبه يختتم المهرجان فعالياته، إضافة للحفل الختامي.

وأكد القواسمة، أن هذا المهرجان "باكورة فكرة ستستمر على مدار الأعوام المقبلة، لإقامة مهرجانات تُقدم الخليل بصورة متكاملة لتأخذ مكانتها بين بقية المدن الفلسطينية، ولتخطي حالة التهميش التي تعيشها المدينة، وإثبات أن طاقات شبابها قادرة دائمًا على إثرائها ورفع مكانتها على كافة الأصعدة" كما قال.


اقرأ/ي أيضًا:

بين الزواج وشباب الخليل العتيقة.. "إسرائيل"

مساجد الخليل: الجيش والمستوطنون يتولون الإرهاب والتهويد

واد الحصين: سنبقى ثقبًا في مخططات الاستيطان