27-مايو-2022
من داخل معرض "نكشات ستي" في سنجل شمال رام الله

داخل بيت صغير قديم أعيد ترميمه حمل اسم "نكشات ستي"، تعرض نسرين علوان منتجاتها اليدوية من الصواني والأواني المصنوعة من قش القمح، وغيرها من المنتجات التقليدية.

 بيت مُعاد ترميمه في سنجل شمال رام الله، تحوّل إلى معرض لبيع منتوجات تراثيّة مصنوعة من القشّ تعلّمت نسرين صناعتها من جدّتها  

يأخذ عمل كل قطعة بحسب حجمها من يومين إلى ثلاثة وربما أكثر، يسبقها نقع أغصان القمح لمدة يوم، ومن ثم صبغها بألوان عديدة. 

نسرين علوان
نسرين علوان
نسرين علوان

تعلمت "علوان" عملها في صناعة صواني القش عن جدتها قبل وفاتها، وبدأت هذا العمل كهواية، ومن ثم سرعان ما تحول إلى حرفة ومشروع منزلي خاص، دفعها لأخذ دورة متخصصة للغوص في تفاصيل هذا الفن التقليدي.

وفي مركز "نكشات ستي" في أزقة البلدة القديمة في بلدة سنجل شمال رام الله، كان لنا لقاء مع نسرين علوان، التي قالت لـ"الترا فلسطين" إنها أخذت الأساسيات من جدّتها قبل وفاتها، وم ثم أخذت دورة متخصصة في هذه الحرفة، وتعلمت من السيدات كبار السن، حتى أتقنت المهنة تمامًا.

نكشات ستي
نكشات ستي 

وأضافت أن الأمر كان في البداية هواية كي تصنع صواني القش لمنزلها، كنوع من إحياء التراث القديم، لكنها سرعان ما وجدت إقبالًا واسعًا عليه، فتحوّل الأمر إلى مشروع.

 الأمر بدأ كهواية، ثم تحوّل إلى مشروع  

تروي "أم علي"، أن أول قطعة صنعتها أخذت منها وقتًا طويلًا، ولكن كان إحساسها لا يوصف، وأحسّت بفرحة كبيرة عندما أنجزتها، وهي عبارة عن قرص صغيرة مصنوع من القش ما زالت تحتفظ به حتى اليوم.

مصنوعات من القشمصنوعات من القش

ومن ثم أنجزت قطعة أخرى كبيرة لعرس أبناء صديقتها، وعندما شاهدها الناس سألوا عنها، وطلبوا منها إعداد أطباق وصواني قش مشابهة، وتقول إنها لاحظت مدى التعطّش لدى الناس لاقتناء مثل هذه الأشياء. 

وأضافت أنّ هذه الأعمال لمن تعد متوفرة منذ وقت، ومؤخرًا عادت للظهور وتم إحياء هذا التراث من جديد، ومع أنه متعب جدًا، لكنه ممتع في نفس الوقت. 

 عملٌ متعب لكنّه ممتع  

تعمل علوان على صناعة صواني القش في منزلها، ومن ثم تعرضها مع منتجات يدوية أخرى داخل منزل عائلتها القديم، بعد أن أعيد ترميمه.

وعلاوة على المركز، لدى نسرين صفحة على "فيسبوك" تحمل اسم "نكشات ستي" ومن خلالها تسوِّق منتجاتها.

مصنوعات من القش

تقول علوان إن هناك إقبالًا واسعًا وشغفًا لدى الناس لاقتناء هذه الصواني، مبيّنةً أن الفئات التي تطلب هذه الأواني متنوعة، هناك من كبار السن من يريد استرجاع استخدام هذه الأواني لأنها صحية أكثر، وكنوع من الحنين لها، أما صغار السن فيرغبون باقتناء هذه الأعمال للزينة والديكور في المنزل، لذا بدأنا نُدخِل في هذا الفن أدوات جديدة مثل الساعات والخزف وغيرها. 

 الصواني المصنوعة من القش تُستخدم في حفظ الطعام وتقديمه  

وكانت بلدة سنجل مشهورة بزراعة العنب، وحيث كان يُنادى الباعة في حسبة نابلس مثلًا "سنجلاوي يا عنب"، وكانت الأواني المصنوعة من قش القمح لحمل العنب من الحقل إلى المنزل ومن ثم إلى السوق، ولتخزينه بعد ذلك. 

وهنا تشير علوان إلى أنه وفي مواسم العنب والتين والفقوس يزيد الطلب على منتجاتها.  

مصنوعات من القش

أما عن الألوان المستخدمة وإن كانت ترمز لشيء فتقول "في الماضي كان لكل طبق شكل هندسي معيّن بحسب استخدامه، وهناك بعض الرسومات كانت معروفة لكنها اندثرت، حيث كان هناك أطباق تحملها العروس، وأطباق للخبز، وأطباق للفاكهة، وكل رسمة مخصصة لشيء ما، ولكن هذه الأيام نقوم بتشكيلها بشكل فني جمالي".

تنوي نسرين علوان أن تواصل هذا العمل وتطوير مشروعها وأيضًا تعليم بناتها، فكما ورثته عن جدّتها ترغب بنقله لبناتها وأحفادها، كما تقول. 

مصنوعات من القشمصنوعات من القشمصنوعات من القش