26-فبراير-2018

بثّت القناة الثانية الإسرائيلية، تقريرًا مطوّلًا، يعكس الجدل الدائر في صفوف اليمين الإسرائيلي حول مقترحات القوانين التي تهدف لما يسمى "فرض السيادة الإسرائيلية" على المناطق المصنفة (ج)، بحسب اتفاق أوسلو، والتي تشكل أكثر من 60% من أراضي الضفة الغربية.

 على طاولة الكنيست الآن، 3 قوانين تسعى لضمّ الضفة الغربية لإسرائيل، تخلو كلها من التطرّق لمصير قطاع غزة، ومصير الفلسطينيين

موتي اوحنا وهو القيادي الوحيد من بين 1500 من أعضاء مركز قيادة حزب "الليكود" الذي صوّت ضدّ تبني حزبه مشروع قوانين ما تسمى فرض القانون والسيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، قال للقناة إن الذين صوتوا لجانب فرض القانون الإسرائيلي على الضفة الغربية، لا يعلمون أنّ فرض القانون الإسرائيلي على الضفة الغربية يعني منح الجنسية للفلسطينيين.

أمّا دان مريدور وزير القضاء الإسرائيلي الأسبق والقيادي السابق في الليكود، فقد حذّر من مخاطر ضم الضفة الغربية الأمر الذي يعني تدمير المشروع الصهيوني، قائلًا: "لقد أعطينا الفلسطينين أهم سلاح امتلكوه في تاريخهم، وهو الحفاظ على الوضع القائم في الضفة الغربية بعدم فعل أي شيء، حتى يأتي يوم يقول فيه الفلسطينيون نحن لا نريد دولة نحن نريد التصويت، عندها ماذا سنقول لهم؟ هل سنقول لا تصوتوا في الانتخابات، هل نحن جنوب افريقيا، هل اليهودي في الخليل يصوّت للانتخابات والعربي لا يصوت؟ إلى متى بالإمكان الاحتفاظ بهذا الوضع؟".

ويحاول وزير التعليم الإسرائيلي، نفتالي بينت، تبديد مخاوف الأصوات الخافتة في اليمين، والرافضة لضم الضفة الغربية بالقول إن فرض السيادة الإسرائيلية على مناطق (ج) سيحول دون إقامة دولة فلسطينية قد يعود إليها ملايين اللاجئين، وبذلك –وفق اعتقاده- ستحافظ إسرائيل على غالبية يهودية بين النهر والبحر، مؤكدًا أنّ مشروعه للضم لا يشمل السيطرة المدنية على الفلسطينيين، وإنما يهدف للعمل على منع ما وصفه بـ "الكارثة الديمغرافية" مع الحفاظ على السيطرة الأمنية الإسرائيلية على مناطق (ج) وحتى مناطق (أ)، ودون منح الفلسطينيين الجنسية الإسرائيلية.

عالم الديمغرافيا الإسرائيلي، اليميني، أرنون سوفير، أكدّ لمعد التقرير أن معطيات جيش الاحتلال تشير إلى أنّ ثلاثة ملاييين فلسطيني يعيشون في الضفة، ومليونين في غزة، ومليون و800 ألف داخل الخط الأخضر، أي أن 50.2% من اليهود يعيشون في فلسطين التاريخية، فيما تصل نسبة الفلسطينين إلى 49.8% فلسطيني، وفي حال أجريت انتخابات فإن الجميع سيكون من حقّه التصويت على حد تعبيره.

حاخام مستوطنة عوفرا الحاخام آفي غيسر، اعتبر أن مشروع الاستيطان في الضفة الغربية حقق إنجازًا يتمثل بوجود نصف مليون مستوطن في الضفة الغربية، ولكن الإنجاز الكامل وفق رؤيته، يكون بإعلان السيادة الإسرائيلية الكاملة على الضفة الغربية، وهذا هو الهدف في الواقع على حدّ تعبيره.

ورغم أنّ الحاخام غيسر من تيار الصهيونية الدينية، فإنّه يدعو لمنح الفلسطينيين الجنسية الإسرائيلية الكاملة والحق في الانتخاب والترشُّح.

وعلى طاولة الكنيست الآن، ثلاثة قوانين تسعى لضمّ الضفة الغربية لإسرائيل، تخلو كلها من التطرّق لمصير قطاع غزة، ولا يتضمّن أي منها خرائط مفصّلة أو تفاصيل تنفيذية بخصوص مصير الفلسطينيين في تلك المناطق التي يطمع اليمين الإسرائيلي بضمّها.


اقرأ/ي أيضًا:

الصراع الانتخابيّ بدأ.. الليكود: الضفة لنا

زمن النكبات

هل ستضم "إسرائيل" الضفة الغربية؟ إجابة إسرائيلية