26-يوليو-2022
اوكرانيا

مجموعة من الطلبة في أوكرانيا أمام مقر وزارة التعليم | الترا فلسطين

مضى أكثر من خمسة أشهر على اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وحتى اليوم لم يتمكن مئات الطلبة الفلسطينيين من العودة إلى مقاعد الدراسة في الجامعات الأوكرانية. في النصف الأول من شهر شباط/فبراير الماضي، بدأ مئات الطلبة الفلسطينيين الخروج من أوكرانيا بحثًا عن ملاذ آمن في إحدى دول الجوار الأوروبية، أو عائدين إلى الأراضي الفلسطينية، ولم يتمكنوا حتى الآن من العودة بسبب استمرار الحرب، ما يضع مستقبلهم التعليمي على المحك مع اقتراب انطلاق العام الدراسي الجديد.

ليس من المفيد مواصلة دراستهم عن بُعد، في ظل وجود قرار رسمي فلسطيني من مؤسسات التعليم العالي بعدم الاعتراف بالدراسة عن بعد للسنوات الأخيرة من دراسة الطالب، وبشكل خاص لطلبة الهندسة والطب

يقول المتحدث باسم الطلبة الفلسطينيين في أوكرانيا أحمد أبو تركي، إن عدد الطلبة الفلسطينيين في الجامعات الأوكرانية، بحسب مصادر رسمية، يصل إلى 2500 طالب وطالبة، والنسبة الأكبر منهم يدرسون تخصصات الطب، وخرجوا جميعهم بعد اندلاع الحرب إلى دول أوروبية أو عائدين إلى فلسطين، ومنذ ذلك الوقت واصلوا دراستهم الجامعية عن بُعد - "أونلاين".

وأفاد أبو تركي لـ الترا فلسطين، أنه ليس من المفيد مواصلة دراستهم عن بُعد، في ظل وجود قرار رسمي فلسطيني من مؤسسات التعليم العالي بعدم الاعتراف بالدراسة عن بعد للسنوات الأخيرة من دراسة الطالب، وبشكل خاص لطلبة الهندسة والطب، لأن هذه السنوات تعتمد على التدريب العلمي بشكل أساسي.

لذا يطالب هؤلاء الطلبة بحل جذري لمشكلتهم، لأن مستقبل دراستهم في الجامعات الأوكرانية غير واضح، فهم عالقون بين رفض رسمي للاعتراف بشهاداتهم من جهة، ومن جهة أخرى لا يستطيعون العودة إلى مقاعد الدراسة في الجامعات الأوكرانية بسبب إغلاق المطارات، والطريق الوحيد هو بري عبر دول الجوار، وفي حال وصولهم للجامعات فإن هناك خوفًا على حياتهم من خطر القصف واستمرار الحرب.

وأوضح أبو تركي، أن الجامعات في أوكرانيا ترفض منحهم أي أوراق تسهل خروجهم منها والنقل لجامعات ثانية، لأن لديها قرار رسمي بالحفاظ على مسيرتها التعليمية والإبقاء على طلبتها حتى مع اندلاع الحرب.

المقترحات الثلاثة قوبلت بالرفض من الجانبين، وفي المقابل عُرِض عليهم حل "الطالب الزائر" إلى جامعات الضفة، بحيث يبقى الطالب في جامعته الأوكرانية ويكمل بعض المساقات العملية في الجامعات الفلسطينية

والتقى ممثلون عن الطلبة، يوم الإثنين، مع مستشار وزير الخارجية أحمد الديك، ثم مع مدير التعليم الجامعي في وزارة التعليم العالي رائد بركات. يقول أبو تركي، إنهم اقترحوا ثلاثة حلول لاعتماد أحدها وإنهاء المشكلة، وهي: تسهيل نقلهم إلى جامعات في أوروبا أو مصر للذين يدرسون باللغة الإنجليزية، والذين يدرسون باللغة الروسية لجامعات تدرس نفس اللغة في باكستان وكازاخستان وغيرها. أو تسهيل انتقالهم إلى جامعات فلسطينية. أو الاعتراف بالتعليم عن بُعد للسنوات الدراسية الأخيرة.

المقترحات الثلاثة قوبلت بالرفض من الجانبين، وفي المقابل عُرِض عليهم حل "الطالب الزائر" إلى جامعات الضفة، بحيث يبقى الطالب في جامعته الأوكرانية ويكمل بعض المساقات العملية في الجامعات الفلسطينية. لكن في هذه الحالة، يُعلق أبو تركي، فإن الطالب سيكون ملزمًا بدفع قسط للجامعتين معًا، وقبل ذلك الحصول على موافقة الجامعة الأوكرانية التي يتلقى تعليمه فيها.

وهكذا، بقيت المشكلة قائمة بلا حل. يقول أبو تركي: "بقي شهر على بدء السنة الدراسية، وحتى الآن نحن نعيش في ظلام، وهناك في أوكرانيا غير متعاونين معنا، وهنا فقط أوصلنا الرسالة ولا نعرف متى سوف يتحركون".