24-ديسمبر-2022
.

شارك العشرات من عائلات الشهداء المحتجزة جثامينهم لدى الاحتلال، اليوم السبت، في وقفة للمطالبة باسترداد جثامين الشهداء، وسط مدينة رام الله. وحمل المشاركون في الوقفة صورًا للشهداء، وهتفوا مطالبين الاحتلال بالإفراج عن جثامين 118 شهيدًا يحتجزهم في الثلاجات منذ العام 2015، و254 شهيدًا مدفونين في مقابر الأرقام منذ سنوات.

شارك العشرات من عائلات الشهداء المحتجزة جثامينهم لدى الاحتلال، اليوم السبت، في وقفة للمطالبة باسترداد جثامين الشهداء، وسط مدينة رام الله

وقال بسام حماد والد الشهيد أنس حماد في كلمةٍ له، إن العائلات  تقف اليوم في ظل البرد الشديد وتحت الأمطار لتقول للعالم "بدنا ولادنا".

وأضاف حماد، أن أمهات وأباء وعائلات الشهداء يصرخون للعالم بأن أولادهم قتلوا مرتين، المرة الأولى حينما أطلق الاحتلال الرصاص عليهم وقتلهم، والمرة الثانية عند احتجاز الجثامين في الثلاجات والمقابر.

وأشار حماد إلى أن التحرك الشعبي لا يكفي، بل يجب على السلطة الفلسطينية التحرك على قدر حجم هذا الموقف، لأن الاحتلال جعل من احتجاز الجثامين قرار سياسي، وبالتالي يجب أن يكون الملف حاضر وقوي على الطاولة السياسية وبوزن ملف القدس والأقصى والأسرى والأرض.

وحول انخفاض عدد المشاركين في الوقفة، أكد حماد في تعقيب لـ"الترا فلسطين"، على أهمية أن تأخذ هذه القضية الصدارة والصدى المطلوب فهي قضية إنسانية. وتابع حماد، أن هذه الفعالية تأتي بالرغم من المطر والبرد الشديد، ليشارك الأهالي ذويهم المحتجزين برد الثلاجات، ويطالبوا بحقهم بدفن ذويهم.

من جانبها، طالبت ميري أبو علي زوجة الشهيد راني أبو علي في تعقيبٍ لـ"الترا فلسطين"، باستلام جثمان زوجها كي تتمكن هي وأولادها من وداعه ودفنه. ميري التي تعيل 5 أبناء بعد استشهاد والدهم دعت إلى ضرورة التحرك من قبل المستوى الرسمي على الصعيد المحلي والدولي من أجل قضية جثامين الشهداء.

.

وفي بيان صادر عن عائلات وأسر الشهداء، أكدوا فيه أن معركتهم من أجل دفن أبنائهم "هي حق أصيل لا يقبلوا النفي أو النقاش فيه، وهو يأتي في إطار المعركة الأكبر والأعظم وهي مقاومة الاحتلال، وهذه المقاومة التي ارتقى أبناؤهم خلالها حاملين الراية التي لن تسقط".

كما أكدت العائلات على أن "أحد أهم أسباب إمعان الاحتلال في جريمته بمواصلة احتجاز جثامين أبنائنا هو أنه لم يلق الرد الشعبي والسياسي والدولي والقانوني والإعلامي، وأنه يشعر أنه بمأمن عن أي عقاب أو مساءلة محلية أو دولية".

وأفادت العائلات أنها قالت الكثير من الكلام وأطلقت الكثير من الصيحات ونشرت عشرات البيانات، وأنها حذرت وما زالت من مغبة الصمت إزاء هذه الجريمة، وأكدت أن جريمة الاحتجاز ستطال كل فلسطيني شهيد، دون النظر إلى الانتماء أو العمر أو مكان الإقامة وسواء كان أسيرًا أم طليقَا.

وفيما يتعلق بقضية الشهيد ناصر أبو حميد، الذي انضم جسده إلى عشرات الجثامين المحتجزة، أكدت العائلات في بيانها أن "احتجاز جثمان الشهيد ناصر أبو حميد، بعد رحلة عذاب طويلة وحرمان والدته من احتضانه حيًا، يؤكد على أن الاحتلال ماضٍ في جريمته، وأن الاحتلال لن يتوقف عن جريمته بفعل بيانات الاستنكار والشجب والإدانة والمطالبة الناعمة، بل بموقف فلسطيني أصيل يستند إلى الالتفاف الشعبي الواسع والإسناد المؤسساتي الدائم والدعم السياسي القوي والصوت الإعلامي العالي".

وأوردت العائلات في بيانها أنها "لا تستعطف أحدًا، ولا تستجدي موقفًا، ولا تتوسل إسنادًا، بل تطالب بقوة الحق، كل المؤسسات الرسمية والأهلية والإعلامية والنقابية للوقوف معها في معركتها التي لن تتوقف حتى الإفراج عن آخر جثمان شهيد في ثلاجات الاحتلال ومقابر الأرقام".

وحضر الشاب أسامة أبو عرب من مدينة جنين شمال الضفة الغربية، كي يتضامن مع عائلات الشهداء المحتجزة جثامينهم، وكان يحمل خلال الاعتصام صورتين، الأولى للشهيد داوود الزبيدي الذي تربطه به علاقة صداقة شخصية، وصورة أخرى لوالدة الشهيد ناصر أبو حميد.

حضر الشاب أسامة أبو عرب من مدينة جنين شمال الضفة الغربية، كي يتضامن مع عائلات الشهداء المحتجزة جثامينهم

وأكد أبو عرب في تعقيب لـ"الترا فلسطين" على أهمية إسناد العائلات في المطالبة بالإفراج عن جثامين أولادهم، فهو حق لهن بأن يدفنوا أولادهم وأن تتسنى لهم لحظات لوداعهم.