25-نوفمبر-2024
بعد قصف صاروخيّ نفذه حزب الله على منطقة "وسط إسرائيل"

بعد قصف صاروخيّ نفذه حزب الله على منطقة "وسط إسرائيل"

 

نشرت صحيفة "هآرتس" مقالاً مطوّلاً لمحللها للشؤون العسكرية عاموس هرئيل، تناول فيه تصاعد حدّة الصواريخ التي تستهدف إسرائيل بالتزامن مع إعلان الحكومة الإسرائيلية عن انتصاراتها.

مقال لعاموس هرئيل: تصاعد الهجمات الصاروخية من لبنان يتزامن مع إعلان الحكومة الإسرائيلية انتصاراتها، مما يزيد من شعور الإسرائيليين بانعدام الأمن ويكشف التوترات الداخلية

في بداية المقال، كتب هرئيل: "بينما تجري مفاوضات لوقف إطلاق النار في لبنان، يعاني الإسرائيليون من شعور متزايد بانعدام الأمن الشخصي نتيجة تصاعد الهجمات الصاروخية من لبنان وتكرار وصولها إلى منطقة تل أبيب الكبرى. وزير الجيش يسرائيل كاتس يبدو وكأنه ينفّذ تعليمات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بدقة: تصعيد الأوضاع وإشعال المزيد من الأزمات".

تفاصيل الهجمات

أضاف هرئيل: "شهد يوم الأحد تصعيدًا كبيرًا، حيث أُطلق أكثر من 200 صاروخ خلال يوم واحد، ما أدى إلى إصابة عدد من الإسرائيليين في مناطق مختلفة مثل نهاريا وبيتح تكفا، وصولاً إلى شمال تل أبيب، حيث دوت ثلاث إنذارات خلال 12 ساعة. هذا التصعيد يعود لعدة عوامل، منها الرّد على محاولة اغتيال مسؤول كبير في حزب الله، أبو علي حيدر، واستغلال الظروف الجوية السيئة التي تعيق عمل سلاح الجو الإسرائيلي، إضافة إلى رغبة حزب الله في فرض معادلة جديدة تقضي بالرد على قصف الضاحية الجنوبية في بيروت بإطلاق صواريخ على مناطق وسط البلاد. كل ذلك يهدف إلى تعزيز أوراقه في الحرب النفسية، خاصة مع اقتراب المفاوضات من نهايتها".

تأثير الهجمات على الحياة اليومية

قال هرئيل: "تعطلت الحياة بشكل شبه كامل في شمال إسرائيل، وامتد هذا الشلل تدريجيًا نحو المناطق الوسطى. ورغم حديث الحكومة عن نجاحات عسكرية، إلا أن شعور الإسرائيليين بالأمان قد تراجع بشكل كبير. في الوقت ذاته، يبدو أن القصف الجوي الإسرائيلي على بيروت وجنوب لبنان لا يقدم الكثير من العزاء للإسرائيليين، خاصة في ظل غياب تحركات حاسمة من شأنها إجبار حزب الله أو الحكومة اللبنانية على تقديم تنازلات جدية في المفاوضات".

يبدو أن القصف الجوي الإسرائيلي على بيروت وجنوب لبنان لا يقدم الكثير من العزاء للإسرائيليين

وأشار هرئيل إلى موقف رؤساء السلطات المحلية في شمال "إسرائيل"، بالقول: "يطالب المسؤولون المحليون بزيادة وتيرة الهجمات على لبنان كرد فعل على إطلاق الصواريخ. من جانبه، دعا بيني غانتس، زعيم معسكر الرسمي، الحكومة إلى شن عمليات واسعة النطاق تستهدف منشآت الدولة اللبنانية".

المفاوضات

أوضح هرئيل في مقاله أنّ "هيئة الأركان العامة ترى أن الإنجازات العملياتية التي تحققت في الشمال والجنوب تمهّد الطريق لاتفاق يشمل وقفًا لإطلاق النار وإطلاق سراح المخطوفين من قطاع غزة. ومع ذلك، يتطلب هذا الاتفاق مرونة من الجانب الإسرائيلي، بما في ذلك تهدئة مؤقتة رغم عدم تحقيق نصر حاسم ضد حماس".

أزمة المخطوفين

أشار هرئيل في مقاله إلى إعلان كتائب القسام مقتل إحدى الأسيرات لديها، مؤخرًا.  وقال إنه وعلى الرغم من إبلاغ الجيش الإسرائيلي لعائلتها، فإنه لم يؤكد مقتلها بسبب غياب أدلة قاطعة. واعتبر أن هذه الضبابية تؤدي إلى تقليص الاهتمام العام بمصير المخطوفين. وفي الوقت نفسه، يبدو أن هناك سوء فهم من قبل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي أُبلغ بمعلومات تفيد بموت غالبية المخطوفين، ما أثار دهشة المسؤولين الإسرائيليين".

تعيين يسرائيل كاتس وزيرًا للجيش

قال هرئيل: "يتضح الآن أن تعيين كاتس جاء بهدف إشعال المزيد من الأزمات داخل المنظومة الأمنية. فقد قرر إيقاف إصدار مذكرات اعتقال إدارية ضد اليهود، في خطوة أثارت غضب جهاز الشاباك، بينما أبقى على الاعتقالات الإدارية للعرب. كما قام بتجميد تعيين ضباط بارزين في الجيش، في خطوة يُعتقد أنها تهدف إلى تقويض مكانة رئيس الأركان هيرتسي هليفي".

هرئيل: يتضح الآن أن تعيين نتنياهو لكاتس جاء بهدف إشعال المزيد من الأزمات داخل المنظومة الأمنية 

واختتم هرئيل مقاله قائلًا: "القرارات الأخيرة تعكس رغبة واضحة من رئيس الحكومة وشركائه في تقويض قيادة الجيش وتعزيز سيطرتهم السياسية، في وقت تستمر فيه الأزمات الأمنية والعسكرية بالتفاقم".