05-نوفمبر-2019

الترا فلسطين | فريق التحرير 

بعد مطاردة استمرّت ثلاث سنوات، على خلفيّة إصابته لمستوطنين ومسؤوليّته عن اشتباكات مسلحة، تمكّن جيش الاحتلال في خريف 2002 من اعتقال عبد السلام بني عودة، من بلدة طمون شرق طوباس. 

هذه الأيّام، يبدأ عبد السلام، سنته الـ18 أسيرًا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، من محكوميّته البالغة 30 سنة.

في السطور التالية، نورد هذه الرسالة التي بعث بها لذويه: 


"ترحل الأيّام عنّا ونبقى، وكلّ يوم يمرّ هُنا يجعل حتى العظام منا تتلظى. في العام الماضي؛ حين دخلت العام السابع عشر في الغياب الذي يحرمني التقرّب إلى الله في البحث عن رضاكم أبواي. رجوت الله أن تكون المرّة الأخيرة التي أكتب لكما فيها. صحيحٌ أنني اخترت هذا الدرب، ولستُ بنادم عليه، إن هذا الدرب عرفته من عظمتكما وحُسن تربيتكما لي. فمن عشقكم تعلّمتُ حب الوطن، وعلمتُ من شموخكما أنّ الفداء للوطن واجب. 

أبي وأمي، إخوتي وأخواتي في "طمون" الغالية، أبناء شعبي في فلسطين. اليوم وأنا أدخل عامي عامي الثامن عشر في سجون الاحتلال، أقول لكم بأنّ بقائي هُنا كل هذه الأعوام الطوال، لم يضعفني، بل زادني إصرارًا على مواصلة درب البطولة والتحرر، وزادني قناعة بأن شعبنا يتعرّض لأبشع أنواع الظلم والعدوان. فأي قانون هذا الذي يجعل من ثار لأجل حريّته واسترداد حقّه في وطنه، يُمضي كل هذه السنوات. وأي أمة تلك التي ترتضي للفلسطيني أن يطول عذابه، وبُعده عن أهله لعقود؟! 

الأهل والأحبّة، من داخل سجني الذي أريد لنا لتدمير عزائمنا وكرامتنا، أقول لكم: 

سنبقى ليوثًا برغم القيود ### نُقاتل اليأس نصون العهود 

ونعلم إنّا وإن طال الغياب ### سنبقى لقدسنا خير الجنود 

ولسنا الذين يستسلموا ### لظلم عدو قذر حقود 

ستبقى عزائمنا راسيات ### جبالًا تُعجز قوم ثمود 

وإنّا وإن شدّ علينا الوثاق ### نثق بربٍ رحيم ودود 

سيجعل لنا يومًا مخرجًا ### للقيا الأحبّة حتمًا نعود 

أبي وأمي، أحبتي، ثقوا أن أيام البعد والعذاب كلما طالت، زاد الأجر، وإني وإياكم إن شاء الله من الصابرين". 


اقرأ/ي أيضًا: 

السجن وعالم الكلمات

أطفال النطف المهرّبة: 80 "سفيرًا للحريّة"

صور | هدايا الأسيرات.. فيضُ حُب وأمل حُرّية