09-يوليو-2018

"إسرائيل في أوج قوتها، وليست معنية بحل طويل المدى مع غزة. والمواجهة المقبلة باتت مع حماس باتت على مرمى حجر". هذه هي خلاصة التحليلات التي نشرتها وسائل الإعلام العبرية بمناسبة مرور أربع سنوات على إطلاق عدوان واسع ضد قطاع غزة، في صيف سنة 2014، وهو العدوان الذي أطلقت عليه إسرائيل حينها "الجرف الصامد".

المعلق العسكري لصحيفة "معاريف" يوسي ميلمان، كتب: "في هذا اليوم نعيش ذكرى إطلاق عملية الجرف الصامد التي تعتبر حرب غزة الثالثة، فيما الحرب الرابعة في الطريق. انقضت أربع سنوات، وإسرائيل بلغت أوج قوتها، ولكنها ليست معنية بحل طويل استراتيجي طويل المدى مع غزة، وإنما فقط حلولاً تكتيكة، ومن الأفضل عدم قول إسرائيل بأكملها، وإنما حكومتها وسياساتها".

معاريف: حماس بعد أربع سنوات من "الجرف الصامد" طوّرت وسائل للتغطية على نقاط ضعفها

واستعرضت "معاريف" - مثل بقية وسائل الإعلام العبرية - معطيات عن "الجرف الصامد"، فأشارت إلى إطلاق 4600 صاروخ وقذيفة هاون، أدت لخسائر قليلة نسبيًا بفضل أداء القبة الحديدية، وفق قولها، لكنها بيّنت أيضًا أنه على مدار أيام طويلة أصيبت إسرائيل بالشلل، والصواريخ التي ضربت منطقة المركز، أدت لتشويش المطار الدولي الوحيد في إسرائيل مدة 24 ساعة، ثم رفضت شركات الطيران الدولية مواصلة رحلاتها لإسرائيل.

اقرأ/ي أيضًا: قراصنة المقاومة أخطر من الحسناوات وأكثر حنكة

ويقول ميلمان إن جيش الاحتلال طور قدراته في مجال اكتشاف الانفاق الهجومية واعتراض الصواريخ، لكنه أقرّ في الوقت ذاته بأن حماس طورت نفسها أيضًا منذ العدوان، وقال: "ليس فقط العقل اليهودي توصل لابتكارات، أيضًا الرأس الحمساوي طور وسائل للتغطية على نقاط ضعفه، فهو يواصل إنتاج الصورايخ، ويعد مقاتلين ضمن الكوماندوز البحري، وأنشات ذارعًا جوية، ووحدة حرب إلكترونية، وعبر كل ذلك اكتشفت القوة الكامنة في ضعفها المتمثل في سلاح الطائرات الورقية الحارقة".

وتابع، "في مواجهة كل هذا فإن إسرائيل تواجه صعوبة في إيجاد حلول عسكرية، وترفض إطلاق  عملية سياسية اقتصادية".

ولفت مليمان إلى أن التعاون الاستخباري بين مصر وإسرائيل؛ الذي تعزز بعد الحرب على غزة، أدى لقطع مسارات تهريب السلاح والعتاد  من ليبيا والسودان مرورًا بسيناء نحو قطاع غزة غزة.

ونشر موقع "واللا" خلاصة "بحث عملي" أعده اللواء سامي ترجمان، رئيس القيادة الجنوبية في جيش الاحتلال؛ الذي تولى قيادة عدوان 2014، وقدمه لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى الأميركي، وقد حذر فيه من مغبة الانجرار  لعملية في قطاع غزة، متوقعًا أن تكون تلك العملية في حال وقوعها طويلة ومعقدة، وربما قد تُعرضُ حالة الاستقرار السائدة في الضفة الغربية للخطر، وتؤدي إلى زعزعة وضع السلطة الفلسطينية فيها.

ودعا ترجمان إلى العمل على إعادة تأهيل اقتصاد غزة بطريقة تقلل من المخاطر الأمنية على إسرائيل، وتحول دون تعزيز حماس لقوتها، مُبينًا أن ثمن أي حرب موسعة على غزة لن يقتصر على الخسائر البشرية بالنسبة لإسرائيل، إنما ستجبرها (الحرب) على فرض سيطرتها على مليوني فلسطيني ثم إدارة شؤون حياتهم.

ورغم أن ترجمان توقع أن تلحق بإسرائيل خسائر كثيرة إذا شنت حربًا موسعة على غزة، إلا أنه رأى أن إسرائيل ستجني فوائد من تلك الحرب؛ أهمها انخفاض كبير في القدرات العسكرية لحماس، وحيازتها مرونة استراتيجية تؤهلها للاختيار بين السيطرة على غزة بنفسها، أو السماح للسلطة الفلسطينية بالعودة إليها، إضافة لممارسة تأثير إقليمي يمكن تحقيقه "عن طريق إزالة فرع حماس من جماعة الإخوان المسلمين، كإشارة مطمئنة إلى الدول المعتدلة" على حد تعبيره.

اللواء ترجمان: حماس قادرة على التكيف مع "الابتكارات" التي طورها جيشنا بعد "الجرف الصامد"

وحذر ترجمان من قدرات حماس على التكيف مع "الابتكارات" التي طورها جيش الاحتلال بعد "الجرف الصامد"، مبينًا أن جيش الاحتلال مجهز الآن بقدرات تكنولوجية ودفاعية غير مسبوقة مثل القبة الحديدية، والحاجز تحت الأرضي المضاد للأنفاق الهجومية، ووسائل استخبارية، "ومع ذلك كله لا ينبغي أبدًا التقليل من قدرة حماس على التكيف مع امتلاك إسرائيل هذه القدرات".

أما صحيفة "يديعوت أحرنوت"، فقد اعتبرت أن الدرع الذي أنتجه عدوان "الجرف الصامد" انتهى مفعوله، والجولة المقبلة مع غزة قد تكون غير بعيدة.

وفي مقالٍ مشترك، لسمدار شير، وشلومو بيتركوبسكي، أورد الكاتبان، أن عملية "الجرف الصامد" لم تنتهِ ما لم يتم استعادة الجنديين الإسرائيليين هدار غولدين وأورون شاؤول من قبضة المقاومة.

يُذكر أن العدوان على قطاع غزة عام 2004، أسفر عن استشهاد 2139 مواطنًا بينهم 579 طفلاً، و263 امرأة، و102 من المسنين.


اقرأ/ي أيضًا:

كيف تستثمر إسرائيل مسيرات العودة لتسويق أسلحتها؟

حرب نفسية على مسيرات العودة.. اعتراف إسرائيلي

التنظيم اليهودي السري في قمة إسرائيل