04-ديسمبر-2022
العمال

الترا فلسطين | فريق التحرير

أبرمت النيابة العامة الإسرائيلية صفقة ادعاء مع محكمة بئر السبع، فرضت بموجبها عقوبة حبس مخففة جدًا بحق ضابطين من "حرس الحدود" بعدما نكلوا بشدة بعمال فلسطينيين، وحطموا أسنان بعضهم، وسطوا على أموالهم.

استخدم ضباط الاحتلال عصا للتنكيل بالعمال، وأجبروهم أثناء ضربهم على الغناء، ثم سرقوا منهم أموالهم ومقتنياتهم.

وبحسب صحيفة "يديعوت أحرنوت"، فقد فرضت المحكمة عقوبة السجن أربع سنوات على جندي، وسنتين على جندي آخر، بينما تتواصل محاكمة جنديين آخرين.

ويُمنح السجناءُ الإسرائيليون إجازاتٍ شهرية، وفرصة الخلوة بزوجته أو صديقته، وبعد أن يقضي على الأقل ثلثي عقوبة السجن المفروضة عليه، يحق للجنة الإفراجات، أن تعفيه من بقية مدّة العقوبة. وفي الغالب ينال معظم السجناء الإسرائيليين -خاصة الجنود- هذا الإعفاء.

تلغرام الترا فلسطين

ووثق الجنود المعتدون جرائمهم التي نفذوها قبل عدة سنوات، وبعد انتشار مقاطع الفيديو تقدم العمال الضحايا بشكاوى ثم فتحت شرطة الاحتلال تحقيقًا في الجرائم. وفي إطار القضية، قدمت النيابة العامة لوائح اتهام إلى محكمة بئر السبع المركزية ضد أربعة جنود.

ويأتي فتح تحقيقات إسرائيلية داخليّة في جرائم ضد الفلسطينيين، بعد انتشار فيديوهات توثق جرائم التنكيل أو القتل،  انطلاقًا مما يعرف في إسرائيل بـ"القبة الحديدية القضائية"، وهي تعني توجيه ضربةٍ استباقيةٍ قضائيةٍ ليس فقط لتحاشي ملاحقة مسؤولين وضباط إسرائيليين أمام محكمة الجنايات الدولية، وإنما أيضًا أمام محاكم دولٍ يتيح قانونها المحلي محاكمة أشخاصٍ ارتكبوا جرائم ضد أشخاصٍ آخرين، رغم أن تلك الجرائم لم تقع على أراضيها، وهذا الخطر واجهته "إسرائيل" في الشكوى التي وُجهت في بلجيكا ضد رئيس وزرائها الأسبق أرئيل شارون.

ونسبت لائحة الاتهام للضباط والجنود ارتكاب انتهاكات جسيمة وتنفيذ سطو المسلح استهدفت فلسطينيين. وفي إطار المحاكمة، أدلى الضحايا بشهادته أمام المحكمة، إذ قال أحدهم: "أجبرونا على الاستلقاء على الأرض ثم ضربني شرطي طويل القامة. سألني عما نفعله في إسرائيل، وقلت إننا جئنا للعمل، وقام شرطي آخر، بركل أحد أصدقائي في وجهه وسأله: لماذا تبكي كالطفل؟ ثم بدأ الشرطيان بضربي، وتناوبوا بينهما".

 "طلب مني الشرطي الركوع على ركبتي ثم ضربني وركلني على أسناني بأداة حادة، حتى تحطمت عدد منها. ثم ضربني بالقرب من عيني بأداة حادة. أبلغته أنني أملك تصريح دخول إلى إسرائيل، لكنه لم يستمع واستمر في الضرب والضرب"

وجاء في شهادة عامل آخر، وهو خمسيني، أن "أحد رجال الشرطة أخذ كل ما لدي في جيبي، بما في ذلك محفظتي، ثم أعادها إليّ فيما بعد بدون الـ200 شيكل التي كانت فيها، ثم وضعوا زوج بنتي ورجلاً آخر على الأرض وضربوهما ضربًا مبرحًا، كما أخذوا المال من زوج ابنتي".

وأدلى عامل آخر بشهادته قائلاً: "الشرطة سرقوا مني نقودًا. هربت، ثم صفعني شرطي وأجبروني على الجثو على ركبتي وطلبوا مني إخراج كل ما لدي وقالوا لي: أنت أهرب، يا ابن ***، ألا تعلم أننا مجانين؟".

وفي شهادة أخرى، قال العامل: "طلب مني الشرطي الركوع على ركبتي ثم ضربني وركلني على أسناني بأداة حادة، حتى تحطمت عدد منها. ثم ضربني بالقرب من عيني بأداة حادة. أبلغته أنني أملك تصريح دخول إلى إسرائيل، لكنه لم يستمع واستمر في الضرب والضرب".