06-فبراير-2023
صف فارغ

صورة توضيحية | gettyimages

أكد مدير الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان عمار دويك لـ الترا فلسطين، أن المبادرة التي تم على أساسها حل الأزمة بين "حراك المعلمين الموحد 2022" من جهة والحكومة والاتحاد العام للمعلمين من جهة أخرى ما زالت قائمة، رغم إعلان الهيئة المستقلة أن الحكومة والاتحاد لم يلتزما ببنودها، وفي الوقت الذي يواصل "الحراك" تأكيده على مواصلة إضرابه حتى تحقيق مطالبه.

أضاف عمار دويك أنه اقترح أن تدرج الحكومة العلاوة المتفق عليها في قسيمة الراتب للمعلمين، بحيث يشعر المعلم أنها أصبحت فعلاً جزءًا من الراتب، وتصبح دينًا للمعلم في ذمة الحكومة، لكنه استدرك بأن طموحات المعلمين أعلى من ذلك

وطالب عمار دويك، الاتحاد العام للمعلمين، بالإعلان عن جدول زمني لدمقرطة الاتحاد، ودعوة المجلس المركزي للاتحاد للانعقاد في أسرع وقت لمناقشة وإقرار التعديلات اللازمة على نظامه الداخلي، والدعوة لإجراء انتخابات خلال العام الدراسي الحالي، وهذا وفق التصور الذي تم الاتفاق عليه مع الاتحاد.

وقال، إنهم كمؤسسات يقدرون الأزمة المالية التي تمر بها الحكومة، والتي تعمقت بعد الحكومة الإسرائيلية الجديدة بسبب زيادة "قرصنتها" على المال العام، إلا أنهم يطالبون الحكومة أن تترجم التزاماتها تجاه المعلمين بشكل عملي،  بحيث يشعر المعلمون جديتها في تنفيذ الالتزام.

عمار دويك
عمار دويك

وأوضح عمار دويك، أن الحكومة أبلغتهم بشكل رسمي أكثر من مرة التزامها بما ورد في المبادرة، وصرف علاوة طبيعة المهنة 15% لجميع المعلمين، اعتبارًا من 1 كانون ثاني/يناير 2023، "لكن عندما تتوفر لها الموارد المالية".

وأضاف، أنه اقترح أن تدرج الحكومة العلاوة المتفق عليها في قسيمة الراتب للمعلمين، بحيث يشعر المعلم أنها أصبحت فعلاً جزءًا من الراتب، وتصبح دينًا للمعلم في ذمة الحكومة، لكنه استدرك بأن طموحات المعلمين أعلى من ذلك، "وحتى المبادرة التي وقعت في شهر أيار/مايو الماضي لم تلبي طموحات الكثير من المعلمين وكانت تعتبر الحد الأدنى بالنسبة لهم" حسب قوله.

ورأى عمار دويك، أنه في ظل امتناع الحكومة والاتحاد العام للمعلمين عن الالتزام بالحد الأدنى الذي تم الاتفاق عليه من مطالب المعلمين، فإن المطالب قد ترتفع، والأزمة قد تطول، وهو ما لا يجب أن يحدث في ظل الفاقد التعليمي المرتفع بشكل كبير في فلسطين خلال آخر سنوات، وهو ما أدى لانخفاض مستوى الطلبة، مؤكدًا أن تربويين ومعلمين أقروا بذلك، "وهذا الواقع يشكل خطورة على الأجيال القادمة".

رأى عمار دويك، أنه في ظل امتناع الحكومة والاتحاد العام للمعلمين عن الالتزام بالحد الأدنى الذي تم الاتفاق عليه من مطالب المعلمين، فإن المطالب قد ترتفع، والأزمة قد تطول، وهو ما لا يجب أن يحدث في ظل الفاقد التعليمي المرتفع بشكل كبير

وتابع، أنهم نصحوا المعلمين في حال رغبتهم بالاحتجاج، أن يبحثوا عن طرق بديلة عن الإضراب، "وهناك طرق كثيرة للضغط والاحتجاج مع الابتعاد قدر الإمكان عن تعطيل المدارس"، لكنه أقر في الوقت ذاته أن حالة الإحباط بين المعلمين "بلغت مستوى كبيرًا جدًا، بحيث لم يعد ممكنًا السيطرة عليها".

وجدد "حراك المعلمين الموحد 2022" تأكيده على مواصلة الإضراب مع توجه المعلمين إلى المدارس وإثبات الحضور ثم الانصراف عند الساعة 11:00 ظهرًا.

وقال الحراك في بيان، الإثنين: "ليس لدينا أي ممثلين بأي مسميات كانت، وإن من يتحدث على وسائل الإعلام يتحدث باسمه وشخصه فقط؛ حتى وإن تبنى أفكار الحراك ونظَّر لها؛ فحتى نحن هنا لا نَنْظُر لأنفسنا كقادة، إنما نحن أفراد من عامة المعلمين يسوؤنا ما يسوؤهم ويسعدنا ما يسعدهم، ونوجههم بما يحقق المصلحة".

وشدد "حراك المعلمين الموحد" أن الفعاليات "لا يمكن أن تنتهي بأي شكل من الأشكال، إلا بتحقق المطالب المذكورة في بياناتنا السابقة بشقيها: المادي (المالي) والإداري (التمثيل الديمقراطي)، وذلك بتشكيل لجان مناطقية مختصة محايدة يتمخض عن عملها انتخاب النقابة خلال الفترة القادمة، التي ستحل بدورها الفعاليات، "وسنقوم نحن بتسليمها دفة الإدارة لأي فعاليات قادمة" وفق البيان.

شدد "حراك المعلمين الموحد" أن الفعاليات "لا يمكن أن تنتهي بأي شكل من الأشكال، إلا بتحقق المطالب المذكورة في بياناتنا السابقة بشقيها: المادي (المالي) والإداري (التمثيل الديمقراطي)

وتابع: "لا تتبع شخوص النقابة لأي جهة ولا تتحيز لأي توجه أو تنظيم، وإنما يجمع عليهم المعلمون من ذوي الخبرة والكفاءة، ولا يكون الترشح والانتخاب مشروطًا بأي شكل، فالجميع له الحق في ذلك".

ودعا "حراك المعلمين الموحد" لتحويل قضية المعلم إلى قضية رأي عام، "مما سيضمن حل الأزمة بأقل الأضرار وذلك بتحقيق المطالب في أسرع وقت".

وعلى مدار يومين حاول الترا فلسطين الحصول على تعقيب من رئيس اتحاد المعلمين سائد ارزيقات حول تأخر الاتحاد في تنفيذ خطوة الانتخابات وتشكيل نقابة، لكنه لم يستجب لاتصالاتنا ورسائلنا.

وكان ارزيقات هاجم المعلمين القائمين على الإضراب في حديث لراديو علم، معتبرًا أنهم "عديمي مسؤولية"، وأن ما يقومون به هو "عبث"، بسبب شمول الإضراب لطلبة الثانوية العامة، والشروع في الإضراب منذ الطابور الصباحي، وهي "خطوات غير مسبوقة" حسب قوله.