12-نوفمبر-2018

الترا فلسطين | فريق التحرير

المعلومات الشحيحة التي كشف عنها جيش الاحتلال الإسرائيلي فيما يتعلّق بعمليّة شرق خانيونس، وما تناقلته وسائل الإعلام العبرية، وتعليقات محلليها العسكريين، والضبّاط الإسرائيليين السابقين، تزعم أنّها عملية استخبارية روتينية، اعتراها خلل ما بعد اكتشافها من جانب المقاومة، ولو أنها نجحت لما سمع عنها أحد.

المتحدّث باسم جيش الاحتلال، العميد رونين منليس، ادّعى في حديث مع صحيفة "إسرائيل هيوم" أنّ عملية خانيونس لم يكن هدفها تنفيذ اغتيال أو اختطاف. 

   استخدمت القوّة الإسرائيلية ثلاث مركبات إحداها من نوع فلوكس واجن، والأخرى شاحنة، فيما لم يتم تحديد نوع المركبة الثالثة   

ومن الطبيعي أن لا يقدّم جيش الاحتلال معلومات حول أهداف العملية، وأن يمارس التمويه حول الهدف الحقيقي، وفي أحيان عدّة سابقًا، نفّذ جيش الاحتلال عمليات استخبارية رافقها عمليات اغتيال أو اعتقال للتمويه على جوهر عمليّة استخبارية ما، ومع ذلك يظل هدف هذه العملية مهما يكن يبرر هامش المخاطرة الكبير الذي اختارته قيادة الجيش الإسرائيليّ لا سيما أنّ مثل هذه العمليات يتطلّب مصادقة رئيس الأركان غادي ايزنكوت، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بسبب حساسيّة الظرف السياسيّ فيما يتعلق بملف التسوية.

الاحتمال الراجح حتى الآن أنّ العملية كان هدفها زراعة أو صيانة أجهزة استخبارية تستخدم في جمع المعلومات بشكل مباشر. فالتقديرات تقول أنّه لو كان الأمر يتعلق باغتيال شخصية قيادية، ربما كان الخيار الأفضل اغتياله بعبوة ناسفة يزرعها أحد العملاء، والمخاطرة بعدد كبير من الجنود بإدخالهم لقطاع غزة من أجل اعتقال قائد ما، أشبه ما يكون بعملية انتحارية، لا سيما وأن ذلك القائد مسلّح ويرافقه مسلحون مدربون جيدًا. 

    عُثر في مكان العملية على أمتعة شخصية ومشروبات وطعام، وكراسي متحركة لذوي الاحتياجات الخاصة، وخيام، وأدوات اتصالات، ولوحات إلكترونية    

أمّا القول التبريري أنّ الشخص الذي كان المراد اختطافه، يمتلك معلومات حول المفقودين الإسرائيليين، فإنّ تنظيمه العسكري سيتخذ إجراءات فورية تمنع الاحتلال من الاستفادة من تلك المعلومات التي قد تكون بحوزة الشخص. 

بحسب المعطيات المتوفّرة عن هوية الضابط القتيل والضابط المصاب في العمليّة، وهما درزيان، فإنّ نجاح العمليّة قد يكون تطلّب إجادتهما اللغة العربية، بمستوى متقدّم، لتقمّص هوية فلسطينيين. 

   القوة الإسرائيلية استغلت، في عملية انسحابها، مكانًا زراعيًا، يبعد عن المنازل السكنية   

واستبعد محللون إسرائيليون أن تكون المركبة التي استخدمت في العمليّة قد دخلت من الحدود، لا سيما وأن السياج الحدوديّ يخضع لرقابة من جانب المقاومة على مدار الساعة.

أمّا مسارات دخول القوّة الإسرائيلية المنفّذة، فقد تكون من خلال التسلل لعمق القطاع من ناحية السياج الحدوديّ، مستغلين ثغرة ما في الحراسة، أو لحظة مواتية مثل لحظة اقتحام عشرات المتظاهرين للسياج الحدودي، فعادوا متنكرين معهم، وكان بانتظارهم عملاء سهّلوا مهمتهم على الأرض.

  طائرات حربية ومروحية وأخرى دون طيار، تدخلت لإنقاذ القوة، حيث هبطت طائرة مروحية تحت غطاء من القصف المكثف وإطلاق النار محيط المكان، وقامت بإجلاء أفراد القوة . 

وفيما يتعلّق بمسار الانسحاب الذي يفترض أنّه كان أعد بشكل مسبق، وبعدة سيناريوهات، لكن وبعد اكتشاف أمر القوّة الإسرائيلية جرى ترتيب الانسحاب بإشراق رئيس الأركان الإسرائيليّ، في عملية مشتركة لعب فيها سلاح الجو دورًا مهمًا، حيث سارع لقصف 40 هدفًا لتأمين عملية الانسحاب وإجلاء القتيل والجريح.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن معظم تفاصيل العملية ستبقى سريّة، بما فيها هوية الضابط القتيل وهو برتبة مقدم، لكن إعلانات نعي القتيل من أقارب له في بلدة "حرفيش"، أدت لكشف اسمه.

وعزز جيش الاحتلال، من قواته في غلاف غزة تخوّفًا من هجمات على الحدود. وقالت وسائل إعلام عبرية إنه تم نشر قوات المشاة من لواء جفعاتي في كافة مناطق غلاف غزة وخاصةً مجمع مستوطنات أشكول. كما تم نقل مزيد من بطاريات القبة الحديدية تحسّبًا لهجمات صاروخية من القطاع.

 


اقرأ/ي أيضًا: 

6 شهداء في خانيونس
ضابط إسرائيلي قتيل شرق خانيونس.. من هو؟
ليبرمان يعقد اجتماعًا ثانيًا لبحث الوضع في غزة
القسام: أفشلنا عمليّة كبيرة وأيدينا على الزناد