09-أكتوبر-2022
حاجز شعفاط

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

بمجرد وقوع عمليةٍ ينجح منفذها في الانسحاب، يتم تكليف طواقم من جهاز "الشاباك" بمحاكاة الهجوم، للدخول في دماغ المنفذ والإجابة على تساؤلاتٍ عديدة أكثرها إلحاحًا: هل غلب على ظنه أن الانسحاب أمر وراد؟ في حالة عملية شعفاط، يعتقد الإسرائيليون، وفقًا لما ورد في وسائل إعلام إسرائيلية، أن المنفذ لم يكن في حساباته مغادرة الميدان، لولا أن خللاً عطل مسدسه.

أظهر التحقيق الأولي أن الشاب اختار تنفيذ عمليته في لحظة تبديل الورديات، واستغرقت العملية خمس ثوانٍ، تخللها إطلاق ثماني رصاصات، أصابت أربعة منها مجندة وجنديًا

العملية -كما أظهر الفيديو- لم تستغرق خمس ثوانٍ، تخلل إطلاق ثماني رصاصات، كان نصيب المجندة منها رصاصتان في الرأس، كما أصيب مجند آخر برصاصة في رأسه وعنقه، في حين اتخذ بقية الجنود وضعية الاستحكام.

ويتبع حاجز شعفاط -من الناحية العملياتية- لحرس الحدود (التابع لجهاز الشرطة) وتتواجد فيه دورية تشغيلية يساندها قوة تابعة للجيش. وأظهر التحقيق الأولي، الذي نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت"، أن الشاب اختار تنفيذ عمليته في لحظة تبديل الورديات.

وأوضحت "يديعوت"، أن المقاومة الفلسطينية، منذ عمليات عماد عقل في الخليل وقطاع غزة خلال تسعينات القرن الماضي، شخصت لحظة تبديل الورديات كنقطة ضعف في قوات الاحتلال، يُمكن خلالها شن الهجمات بسرعة قبل أن يتخذ الجنود مواقعهم. ومنذ ذلك الحين، استخلص جيش الاحتلال العبر وأقرَّ إجراءات مفصلة لتفادي استغلال هذه الفترة من الفلسطينيين.

وأضافت، أنه في لحظة وصول المنفذ إلى حاجز شعفاط، تواجدت في الميدان دورتيان من "حرس الحدود"، إحداهما انتهت ورديتها والثانية سيبدأ وقت عملها، وكذلك الأمر لدورية الجيش، مبينة أن عنصر المفاجأة شلَّ أربع دوريات في موقع عسكري في أيام استنفار أمنية وعسكرية واستخبارية، في منطقةٍ تعتبر الأكثر التهابًا في القدس.

وبعد اطّلاعه على معطيات التحقيق الأولي، رجح المعلق العسكري لـ"يديعوت" أن يتم عزل الضباط الذين تواجدوا في موقع العملية، أو على الأقل الجنود الذين تحت إمرتهم، كونهم لم يبادروا إلى الاشتباك أو ملاحقة المنفذ، ما أدى لنجاحه في الانسحاب.

رجح المعلق العسكري لـ"يديعوت" أن يتم عزل الضباط الذين تواجدوا في موقع العملية، أو على الأقل الجنود الذين تحت إمرتهم، كونهم لم يبادروا إلى الاشتباك أو ملاحقة المنفذ، ما أدى لنجاحه في الانسحاب

وأوضح، أن الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية واثقة أن اختيار مكان الهجوم ليس عفويًا، فالمنفذ أراد استهداف جنود، لأن هذا بالنسبة للإسرائيليين "يزلزل أمنهم الشخصي، فاستهداف الجندي الذي هو خط الدفاع الأول يعني أن المستوطنين ليسوا بمأمن، والجنود لم يعودوا دروعًا واقية لهم".

وبالتالي، فإن عملية شعفاط لم تطيح فقط بالجنديين المصابين، وإنما أيضًا بضباط الحاجز الذين سيتم عزلهم، وفقًا لمعلق "يديعوت". هذا عدا عن أن النجاح في إنزال خسائر بشرية في هذا التوقيت والموقع سيدفع شبانًا آخرين للاقتداء به، بحسب التقديرات الاستخبارية الإسرائيلية.

منذ إطلاق جيش الاحتلال "عملية كاسر الأمواج" في الضفة الغربية، كان يواظب على الادعاء أنه يهدف من هذه العملية إلى ردع الشبان الفلسطينيين عن تنفيذ عمليات وحصر هذه الظاهرة في جنين، لكن هذه الظاهرة زحفت إلى نابلس، والآن يُخشى من أن يكون منفذ عملية حاجز شعفاط قد أكمل أضلاع المثلث، بإدخال القدس إلى قلب المواجهة المسلحة.

وأكد مصدرٌ في "الشاباك" أن منفذ عملية حاجز شعفاط عمل منفردًا ولم يلفت الانتباه، ولم يكن مُتابعًا من أي من أجهزة الاحتلال، وهذا أيضًا يؤكد أن ظاهرة المهاجمين المنفردين لم تُعزَل، ومازالت تشكل معضلةً تُحيد القدرات الاستخبارية الإسرائيلية في هذه المواجهة، وربما تظل قادرة على إغراء مزيد من الشبان لتنفيذ مثل هذه العمليات.