27-مايو-2020

منذ سبعة أشهر تتوالى الضربات لجيوب سائقي "العمومي" في بلدة بيرزيت شمال رام الله، بسبب التعطيل المتكرر لجامعة بيرزيت التي يُشكل طلابها وموظفوها أغلبية الركاب في خط رام الله - بيرزيت، لدرجة أن السائق قد يخرج خاسرًا في نهاية عمله هذه الأيام، وفي أفضل الأحوال يتراوح أجره اليومي حول 15 شيقلاً.

منذ سبعة أشهر تتوالى الضربات لجيوب سائقي "العمومي" في بلدة بيرزيت، بسبب تعطيل الجامعة

اليوم هو اليوم الأول للسائق إبراهيم عطا بعد عطل دام ثلاثة أشهر، وقد عاد للعمل على خط بيرزيت - رام الله. وصل عطا من قرية دير أبو مشعل بسيارته فارغة دون ركاب، إلى موقف السيارات في رام الله وسجل دوره على ورقة ترتيب السائقين عند الساعة 7 صباحًا.

اقرأ/ي أيضًا: سائقو العمومي: الحكومة مقصرة ومازلنا ننتظر المساعدات

يقول عطا، إنه نقل خمسة ركاب -وفق إجراءات السلامة العامة- من رام الله إلى بيرزيت مرة واحدة، بأجر 6 شيقل لكل راكب، ليكون المجموع 30 شيقلاً، ثم عاد إلى رام الله بثلاثة ركاب أي بمبلغ 18 شيقلاً، ليكون المجموع 48 شيقلاً.

وأضاف، أن سيارته تحتاج من دير أبو مشعل حتى رام الله (ذهابًا وإيابًا) 40 شيقلاً مصاريف سولار، وفي كل نقلة على الخط (ذهابًا وإيابًا) تحتاج 16 شيقلاً للسولار، أي أنه سيصرف اليوم، 56 شيقلاً للسولار فقط، وبالتالي ينتهي عمله لهذا اليوم خاسرًا ولا جدوى منه.

يجلس عطا تحت الشمس منتظرًا أن يتيح له الوقت ليأخذ "نقلة" إلى بلدة بيرزيت في طريق عودته إلى دير أبو مشعل، مؤكدًا أنه -كان- في مثل هذه الساعة (2:30 ظهرًا) يجمع حوالي 300 شيقل في أيام العمل الطبيعية.

يؤكد على ما تقدم به عطا، مدير مكتب عمومي بيرزيت رام الله منذر طه، الذي قال إن سائق الخط ينقل نقلتين -في أفضل الأحوال- بمجموع 60 شيقلاً، يخصم من كل واحدة منها حوالي 17 شيقلاً للسولار، ويبقى 43 شيقلاً، يذهب الثلثان منها لمالك السيارة، ويتبقى للسائق أجرة يومية حوالي 15 شيقلاً، "وهو أقل من سعر علبة السجائر" كما قال.

وأوضح عبد الله، أن مجموع سيارات الخط 113 سيارة، ثلاثة أرباعها يعمل عليها سائقان بأجرة وليسا مالكين.

ثلاثة أرباع السيارات في خط بيرزيت - رام الله يعمل على كل منها سائقين ليسا مالكين

ويؤكد، أن الأوضاع الصعبة لديهم ليست جديدة، بل بدأت منذ شهر تشرين الثاني/نوفمبر في العام الماضي، خلال إضراب الحركة الطلابية وتعطل الجامعة، ثم بعد انتظام الدوام، عادت الحياة إلى خط بيرزيت - رام الله لأسبوعين فقط، أعقبهما إعلان حالة الطوارئ بسبب جائحة كورونا وتعطل الجامعة التي "لا قيمة للخط بدونها" كما يقول.

يشير عبد الله إلى سيارات العمومي المكدسة في ساحة السيارات ويقول: "من الصبح ولغاية الآن (بعد الظهر) هناك سائقين بانتظار أول نقلة، وهناك من يحتاج للانتظار حتى الساعة 6 مساء كي يأخذ ثاني نقلة".

وبسخرية يقول، إن السيارة "كانت في كراج المنزل ينظر إليها السائق ويبكي عليها دمعتين، أما الآن فهي مركونة في الكراج العام".

وحول إجراءات السلامة، يقول إن السائق يلبس كمامة وكفوف، "ولكن كيف يستطيع أن يلزم الراكب الذي يبحث عنه طويلاً، بارتداء الكمامة والكفوف؟ وهذا الأمر لا تتفهمه الشرطة" وفق قوله.

ولدى سؤاله إذا تلقى السائقون أي تعويضات، أجاب بأن سبعة إلى ثمانية سائقين استفادوا من صندوق "وقفة عز" بمبلغ 700 شيقل لكل واحد منهم، كما تلقى السائقون 45 طردًا غذائيًا من اتحاد النقابات بعد جهود طويلة.

يُذكر أن إجراءات السلامة العامة تقتضي تخفيض عدد ركاب سيارة العمومي من سبعة ركاب إلى خمسة ركاب، على أن يتم توزيع أجرة الراكب السادس على الركاب الخمسة، بينما يتحمل السائق أجرة الراكب السابع، ما أدى لتخفيض الربح من كل "نقلة" بالنسبة للسائقين.


 

دلالات: