20-أبريل-2017

ودع برشلونة دوري الأبطال من الباب الضيق، بعد منظومةٍ دفاعيةٍ عاليةٍ من جانب ملوك الدفاع الطليان، حينما توحدت الصفوف في إغلاق المنافذ أمام الحارس بوفون لانتراع بطاقة العبور لمربع الكبار. هذا الخروج لم يكن مألوفًا لعشاق برشلونة وغيرهم، فالفريق دائم الحضور في المواعيد الكبرى، لكن هذا العام يحمل طابعًا آخر.

دبت وسائل التواصل الاجتماعي بالتعليقات الساخرة والشامتة بالفريق وأنصاره، وهنا لا يوجد أي خطيئة مرتكبة، فنحن اعتدنا على هذه الأمور سواء لبرشلونة أو حتى لريال مدريد، ولكي لا نبتعد أكثر، بوستات من يشجعون برشلونة خلال مباراة الريال وبايرن حينما كان البايرن متقدمًا مثلا.

في الأرجنتين قُتل مشجعٌ خلال مباراة، والاتحاد الأوروبي حذر فريقين تركي وفرنسي من عقوبات بسبب الشغب، فأي فكرٍ كرويٍ تمدحون؟

(الخطيئة) هنا ربما كانت من أشخاصٍ يعشقون برشلونة لأنه الفريق الخاسر (والحالة تنطبق على كل الفرق)، يحاولون سحب وسائل التواصل الاجتماعي لطريقٍ آخر، والتذكير بمواضيع أخرى، وأهمها الوطنية، والفكر الكروي والتشجيعي "المتخلف" للشعوب العربية، وكأنهم لا يتابعون النجوم على "تويتر" بالتحديد، وما يكتبون من كلمات تعبر عن الشماتة أكثر منك (هل يعقل أن هؤلاء أيضًا لا يمتلكون الثقافة الكروية الحديثة). والغريب أن من يكتب، لو قررت زيارة صفحته الشخصية ستشاهد ما يتحدث عنه مكتوبًا لفريق آخر، فهل خسارة فريقك تعني عدم التفوه بأي كلمةٍ رياضية؟

بعد نهاية موقعة البارسا واليوفي قرأت بعض التعليقات عن الثقافة الكروية والهجوم على المشجعين الشامتين، والثقافة الكروية العربية المعدومة، وهنا لا أتفق مع كلمة معدومة. وفي هذا الجانب أريد أن أذكر ما يلي:

 بعد ساعاتٍ من موقعة الكامب نو، أعلن الاتحاد الأوروبي أن أولمبيك ليون الفرنسي وبشكتاش التركي، يواجهان خطر الحرمان من المشاركة في المسابقات الأوروبية، حال قيام جماهيرهما بأعمال شغب مجددًا خلال العامين القادمين.

* في بطولة أمم أوروبا الأخيرة، قالت إحدى الصحف "شوهد رجل مضرج بدمائه على الأرض بعد تعرضه لعدة ركلات، فيما تطايرت الكراسي من الحانات نحو قوات حفظ الأمن".

* قبيل موقعة الكامب نو، سادت حالة من الغضب في الأرجنتين، بعد مقتل مشجعٍ على يد مشجعين آخرين قاموا بإلقائه من على مدرج ملعب ماريو كمبس خلال ديربي الأرجنتين.

المذكورون في النقاط الثلاث، هم من قصدتهم أنت بكلامك بأنهم يحملون الفكر والتطور الكروي وكل شيء جميل في عالم الكرة. ونحن حينما نجلس لنتابع، علينا أن نحمل صورة الأسير والشهيد والعلم الفلسطيني؛ وأن نلعن الاحتلال مع كل هجمةٍ في اللقاء، وبعدها نغرد على ما تسمى صفحتي الشخصية، عاشت فلسطين وخسرت برشلونة، حينها هل ستقول بأننا نمتلك روحًا رياضية؟

اقرأ/ي أيضًا:

طفلة كفيفة تلعب الكاراتيه بغزة

سيّدات الكرة الفلسطينية في صور

"بيسبول غزة": قفاز يتيم وكرة تنس وتطلعات للعالمية