08-يناير-2017

حُسمت هوية الشهيد منفذ عملية الدهس الفدائية في القدس، الأحد 8 كانون الثاني، لكن تضاربًا كبيرًا حدث في الصور المنشورة على أنها له، إضافة لبعض المعلومات حول حياته الشخصية، هذا في الوقت الذي انشغلت فيه إسرائيل بالتكتم على الخسائر الجسيمة التي خلفتها العملية.

والشهيد هو فادي قنبر (28 عامًا) من جبل المكبر، ولم يكن لدى أذرع الاحتلال الأمنية أي معلوماتٍ حول نيته تنفيذ عملية، حسب اعتراف المفتش العام لشرطة الاحتلال في القدس روني الشيخ.

صورة أرشيفية للشهيد فادي قنبر

 

وتفيد مصادر مقربةٌ من العائلة، بأن الشهيد لم يتعرض للاعتقال سابقًا، وهو أبٌ لثلاثة أطفال، أكبرهم جنى (5 أعوام)، ثم غزل، ثم محمد، وعُرف بشخصيته الهادئة والمرحة في آنٍ معًا، وقد استشهد بعد أن أطلق أحد الجنود وابلاً من الرصاص عليه، أصابته 12 رصاصةً منها وأدت لاستشهاده.

جنى وغزل ومحمد أطفال الشهيد فادي

 

واقتحم العشرات من جنود الاحتلال منزل الشهيد في جبل المكبر، وأخضعوا أفراد العائلة للتحقيق الميداني، كما فتشوا المنزل وعاثوا فيها خرابًا كبيرًا، ثم اعتقلوا والد الشهيد وشقيقه ونقلوهما لجهةٍ غير معلومة.

إضافةً لقتلاه خسر جيش الاحتلال هيبته أمام الإسرائيليين الذين شاهدوا هروب جنوده بدل قتل الفدائي فادي

وأسفرت العملية، حسب شرطة الاحتلال، عن مصرع أربعة جنودٍ وإصابة 13 آخرين، بينهم 3 جنودٍ إصاباتهم شديدة الخطورة. وقالت مصادر إسرائيلية، إن أحد القتلى ضابطٌ أما البقية فهم مجندتين وجندي.

من موقع عملية الدهس

 

من موقع عملية الدهس

 

الشاحنة التي استخدمها الشهيد فادي
الشاحنة التي استخدمها الشهيد فادي في عمليته

 

ووثّق مقطع فيديو يتم تداوله على مواقع التواصل لحظة هجوم الشهيد بشاحنته على عشرات الجنود الذين كانوا يترجلون من حافلةٍ في مستوطنة "أرمون هنتسيف" المقامة شرقي القدس، إذ استطاع أن يدهس عددًا كبيرًا منهم، ثم توقف وعاد بالشاحنة ليحصد عددًا أكبر من الجنود.

وأظهر الفيديو أيضًا هروب عددٍ كبيرٍ من الجنود الذين تواجدوا بالقرب من موقع العملية، ما دفع جيش الاحتلال إلى فتح تحقيقٍ في الأمر، في حين علق الصحفي الإسرائيلي يانكي فاربر معلقًا: "الجنود هربوا؟ أنا لا أصدق هذا!".

ووصل إلى موقع العملية بعد وقتٍ قصيرٍ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير جيشه أفيغدور ليبرمان، وقد سارع الأول إلى الزعم بأن الشهيد فادي ينتمي لتنظيم "داعش"، وهو ما نفته العائلة بشدة.

نتنياهو وليبرمان في موقع العملية

 

وتذكر عملية الشهيد فادي بالعملية التي نفذها عام 2008 الشهيد حسام دويات غربي القدس، إذ استخدم جرافةً في قلب حافلة إسرائيلية، ما أسفر عن مصرع أربعة إسرائيليين وإصابة 36 آخرين.

كما تذكر أيضًا بعملية الشهيد نشأت ملحم مطلع العام الماضي، التي شهدت أيضًا هروب جنود الاحتلال من أمام ملحم، وقد وثق ذلك مقطع فيديو أثار غضبًا إسرائيليًا كبيرًا حينها.

ولقيت العملية ابتهاجًا فلسطينيًا بها وبمنفذها، باعتبار أنها "كذّبت المزاعم الإسرائيلية بالقضاء على أعمال المقاومة الفردية، وفضحت مرة أخرى أسطورة الجيش الذي لا يقهر".

كما يتناقل المعلقون صورًا من موقع العملية، وتعليقاتٍ لا تخلو من السخرية التي تنال من جيش الاحتلال وقياداته، إضافة لنقل شهاداتٍ وتعليقاتٍ لجنودٍ وصحفيين إسرائيليين.

جنود الاحتلال بعد العملية

 

جنود الاحتلال بعد العملية

 

اقرأ/ي أيضًا: 

صور | قتلى وجرحى في عملية فدائيّة بالقدس

أخطر ما في عملية القدس: "المنفرد النائم"

الشهيد أبو صبيح: صفعة الخروج عن المألوف