عوائق كبيرة أمام توزيع المساعدات في مدينة غزة رغم وقف الحرب
16 أكتوبر 2025
نشرت صحيفة "الغارديان البريطانية"، أمس الأربعاء، تقريرًا يوضح أن المنظمات غير الحكومية تواجه تحديات هائلة في توزيع الإمدادات إلى مدينة غزة ومحيطها في الشمال - وهي المناطق الأكثر تضررًا من الجوع- حتى في حال فُتح معبر رفح بين مصر وقطاع غزة.
طرق غير سالكة ومواقع عسكرية.. تحديات مستمرة أمام توزيع المساعدات في مدينة غزة رغم وقف إطلاق النار.
ويوضح التقرير أن الطرق الرئيسية هناك شبه غير سالكة نتيجة الدمار الهائل، أو لأنها ما تزال خاضعة لسيطرة القوات الإسرائيلية. كما أن أي شاحنة تتعطل في الطريق تكون عرضة للنهب على الفور.
وكان معبر زيكيم، وهو نقطة الدخول الرئيسية إلى شمال القطاع، قد أغلق خلال حرب الإبادة، فيما قال عمال الإغاثة إن المسؤولين الإسرائيليين أبلغوا المنظمات غير الحكومية العاملة في غزة بأنه لا توجد خطط فورية لإعادة فتح المعبر.
وقالت كاتي كروسبي، من منظمة ميرسي كوربس (Mercy Corps): "أي فتح لمعبر باتجاه غزة هو أمر مرحَّب به، لكن علينا أن نضمن قدرتنا على الوصول إلى الناس حيث هم".
وأضافت: "إذا لم نشهد المزيد من فرص الوصول، فإننا في أحسن الأحوال سنحافظ على الوضع القائم فقط. لن نشهد انخفاضًا في النهب، وسنرى المزيد من النزوح مع انتقال الناس إلى الأماكن التي تتوافر فيها المساعدات".
ويضيف التقرير أن الدمار في شمال القطاع هائل للغاية، إذ تحوّلت مدن بأكملها مثل بيت لاهيا وبيت حانون إلى أنقاض، وكذلك العديد من المناطق المحيطة بمدينة غزة.
وذكر شهود أن آلاف النازحين ممن عادوا من الجنوب إلى الشمال، "يتخيّمون" وسط أنقاض منازلهم، غالبًا من دون أي مأوى وبكميات محدودة جدًا من الطعام والمياه.
وقالت تِس إنغرام، المتحدثة باسم اليونيسف، إن الدمار في شمال غزة "صادم"، مضيفة: "شارع تلو شارع، ومبنى بعد مبنى... هناك يأس هائل للحصول على المياه. إنه أمر مؤلم جدًا. نحن بحاجة إلى فتح جميع المعابر".
بدوره، قال مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في غزة أمجد الشوا: "ما زلنا نحصل على كمية محدودة جدًا من المساعدات، ونحن فقط بدأنا نفهم الآن حجم الدمار. العديد من الشوارع مليئة بالأنقاض... لا يوجد تقريبًا منزل واحد آمن. هناك دمار وذخائر غير منفجرة في كل مكان".
ويوم السبت الماضي، قالت وكالات الإغاثة إن كميات صغيرة من غاز الطهي دخلت إلى غزة للمرة الأولى منذ سبعة أشهر، إلى جانب شحنات من الدقيق والأرز والخضروات الطازجة، مما أدى إلى انخفاض الأسعار في الأسواق بشكل كبير.
وبموجب الخطة المكونة من 20 نقطة التي اقترحها دونالد ترامب، والتي يجري التفاوض بشأنها حاليًا بعد الانتهاء بنجاح من مرحلتها الأولى، ينبغي أن تحصل غزة على "مساعدات كاملة" بالمستوى نفسه الذي شهدته أثناء الهدنة القصيرة في يناير، عندما دخلت 600 شاحنة إلى القطاع يوميًا.
ومنذ وقف إطلاق النار، استأنفت تسعة مخابز مدعومة من الأمم المتحدة عملها في وسط وجنوب غزة. وأُفيد بأن شاحنات مساعدات دخلت عبر معبر كرم أبو سالم من إسرائيل إلى غزة يوم الأربعاء، رغم أن الأعداد الدقيقة غير معروفة.
لكن كاتي كروسبي من منظمة "ميرسي كوربس" حذّرت من أن عدد الشاحنات ليس مؤشرًا موثوقًا بحد ذاته، قائلة: "نحتاج إلى معرفة ما تحتويه الشاحنات ومدى امتلائها حتى يكون العدد مقياسًا ذا معنى فعليًا". إذ تقوم شركات تجارية بإرسال قوافل من الشاحنات المحملة بالشوكولاتة والمشروبات الغازية والوجبات الخفيفة التي تفتقر إلى القيمة الغذائية، بينما تندر العلاجات الطارئة للأطفال وغيرهم ممن افتقروا إلى التغذية السليمة لمدة عامين.
وفي مدينة غزة، تعمل حاليًا سبع عيادات خارجية للتغذية فقط، مقارنة بـ 45 عيادة في شهر تموز/ يوليو.
أما بشأن مواقع مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) التي اعتبرت "مصائد موت" استشهد وأصيب العشرات من الغزيين على أعتابها، قال مسؤولون في غزة لصحيفة الغارديان إن ثلاثة من مواقع المؤسسة الأميركية لم تعد تعمل، بينما يُجرى تفكيك موقعين آخرين.
لكن متحدثًا باسم المؤسسة نفى تلك التقارير، قائلًا إن موقعًا واحدًا فقط تم تفكيكه، وإن المنظمة لا تزال ملتزمة "بتقديم المساعدات باستمرار وبشكل مباشر لأكبر عدد ممكن من العائلات في غزة، ولأي مدة يتطلبها الأمر".
الكلمات المفتاحية

تقرير: بعد رحلة جنوب أفريقيا.. شركة المجد تربطها صلات مع إسرائيل
شركة "المجد" تابعة لشركة "تالنت غلوبس"، التي أسسها الإسرائيلي الإستوني تومر يانار لند

تقرير: ما نعرفه.. 98 أسيرًا شهيدًا في السجون الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر
كشفت معطيات جديدة صادرة عن منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان–إسرائيل (PHRI) عن سقوط ما لا يقل عن 98 فلسطينيًا داخل السجون ومراكز الاحتجاز الإسرائيلية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، في حصيلة تُعدّ الأعلى منذ عقود.

تهجير ناعم.. منظمة "غامضة" يديرها إسرائيلي أخرجت مئات الفلسطينيين من غزة
منظمة "غامضة" تحمل اسم "المجد" ويديرها شخصٌ إسرائيلي، تنظم رحلات لفلسطينيين من قطاع غزة إلى وجهات حول العالم

هشام المدلل لـ الترا فلسطين: الاحتلال دمر مستشفى الطب النفسي الوحيد في غزة ونواجه عجزًا في الأدوية
هشام محمود المدلل: أدت الحرب إلى فقد سكان قطاع غزة للأمن والأمان والفقد الجماعي للأحباب والممتلكات، ما خلق شعورًا عميقًا بالعجز لدى المتضررين

مدارس غزة.. عودة مرتجفة للتعليم بين الركام والنازحين ومقاعد بلا أصحاب
لم يكن المشهد الذي رافق استئناف العملية التعليمية في غزة يشبه أي عودة مدرسية شهدها القطاع من قبل

قيادي في حماس لـ "الترا فلسطين": تواصلنا مع روسيا والصين والجزائر لإحباط المشروع الأميركي في مجلس الأمن
قال القيادي في حماس وليد كيلاني، لـ"الترا فلسطين"، إن الحركة أجرت اتصالات عديدة في الأيام الماضية، خاصة مع روسيا والصين والجزائر، للضغط بهدف إحباط المشروع الأميركي في مجلس الأمن

الإعلام الحكومي: 288 ألف أسرة بغزة لا تملك أبسط مقومات الحياة
قطاع غزة يحتاج 300,000 خيمة وبيت متنقل لتأمين الحد الأساسي للسكن الإنساني.

