26-مارس-2018

اعتصام الطلاب في جامعة الأزهر اليوم

تشهد جامعة الأزهر في قطاع غزة توترًا شديدًا بين الطلاب والإدارة، تخلله تدخل الأجهزة الأمنية التي يقول طلاب إنها "قمعت احتجاجًا سلميًا" لهم على قرار إدارة الجامعة منع كافة الطلبة غير المسددين لرسومهم الجامعيّة من الدخول إلى قاعات الامتحانات النصفية، فيما تقول الجامعة إن تدخلها كان بسبب "تجاوزات محتجين".

بدأت الأزمة مع حلول موعد الامتحانات النصفية، إذ قررت الجامعة الضغط على الطلاب الذين لم يستكملوا دفع الرسوم بمنعهم من دخول الامتحانات، وبعد حوار غير مثمر بين الأطر الطلابية وإدارة الجامعة، قررت الأطر تعطيل الامتحانات يوم السبت الماضي، لكن الأزمة تفاقمت بخوض الطلاب الممنوعين من الامتحانات احتجاجًا واسعًا لإنقاذ ما تبقى من الفصل الدراسي.

الأجهزة الأمنية تقمع اعتصامًا طلابيًا داخل جامعة الأزهر في غزة أُقيم احتجاجًا على منع طلبة غير مسددين للرسوم الدراسية من حضور الامتحانات

منسق الحراك الشبابي للأطر الطلابيّة أحمد حلس، بيّن لـ الترا فلسطين أن الحراك بدأ أولاً من داخل كلية الحقوق، بعدما تم منع ما يقارب 200 طالب غير قادرين على تسديد الرسوم الجامعيّة من الدخول للامتحانات، ليمتد بعد ساعاتٍ قليلة إلى داخل الكليات العلميّة وكلية الهندسة.

اقرأ/ي أيضًا: جامعات قطاع غزة.. تعليم أم تجارة؟

يقول حلّس: "تعرض الطلبة للإهانة الشديدة من قبل إدارة الجامعة، وتدخلت الأطر الطلابيّة كإطار نقابي داخل الجامعة لإعلاء صوت الطلبة وسط تجاوب كبير للانضمام للحراك، ولم يتقدم للامتحانات سوى 20% من مجمل الطلبة فقط".

واستنكر حلس تدخل الأجهزة الأمنية والاعتداء على الطلبة داخل الحرم الجامعي، مؤكدًا وقوع إصابات في صفوف الطلبة المحتجين، واعتقال عدد من القائمين على الحراك.

ووفق الشبيبة الطلابية، فإن "إدارة الجامعة وفرت وجبات طعام ومشروبات لعناصر الأمن الذين اعتدوا على الطلبة المحتجين" وهو ما اعتبرته الشبيبة "أمرًا مؤسفًا".

وقررت إدارة جامعة الأزهر تأجيل الامتحانات النصفية المقررة يومي الثلاثاء والأربعاء، دون أن تحدد الموعد الجديد، لكن الأطر الطلابية قالت إن ذلك لا يعني انتهاء الأزمة، وأنها لم تقرر إلغاء الاعتصام داخل الجامعة حتى الآن.

الترا فلسطين توجه إلى إدارة الجامعة طالبًا توضيحًا لما حدث. يقول مروان الآغا، نائب رئيس الجامعة للشؤون المالية والإدارية، إن طلب تدخل الأجهزة الأمنية لم يتم إلا بعد أن تحول اعتصام الشبيبة إلى اعتداء على ممتلكات الجامعة، وتبعه تكسير زجاج بعض القاعات الدراسية، وتدافع الطلبة المحتجين لمنع  الطلبة الذين سددوا الرسوم من الدخول لقاعات الامتحانات.

جامعة الأزهر: طلاب محتجون اعتدوا على ممتلكات الجامعة فتم استدعاء الشرطة للتعامل معهم

وأضاف، "هذه التصرفات دفعت إدارة الجامعة لاستدعاء قوة شرطية للتدخل ومنع حالة التشويش التي لم يستطع أمن الجامعة السيطرة عليها".

اقرأ/ي أيضًا: ماذا يقول طلبة القدس المفتوحة عن جامعتهم؟

وبرر الآغا منع الطلاب غير المسددين للأقساط من حضور الامتحانات، بأن معظم هؤلاء الطلبة غير مُسجلين لديها، لأنهم لم يدفعوا رسوم 9 ساعات دراسيّة على الأقل، أي ما يمثل 50% على الأقل من مجمل الرسوم، وهذا يعني عدم وجود أسمائهم على النظام الأكاديمي.

وبيّن أن دخول الطلبة "غير المسجلين" إلى الاختبارات "يخلق مشكلة إدارية"، مضيفًا، "غير معقول أن يتقدم الطالب للامتحان واسمه غير مسجل في كشوفات المدرسين، مما يعني خلق ارتباك في تجهيز القاعات الامتحانيّة وتشتيت الطلبة المسجلين".

وقدّر الآغا عدد الطلاب غير المسددين للرسوم الدراسية بأربعة آلاف طالب، جميعهم غير مسجلين لدى النظام الأكاديمي للجامعة. وأضاف، "جامعة الأزهر أكثر جامعة تراعي الظروف الاقتصادية وتقدم تسهيلات للطلبة، لكن العجز المالي الذي تعاني منه الجامعة جراء عدم قيام الطلبة بتسديد الرسوم بلغ مليون دينار أردني، منذ الفصل الدراسي الماضي".

جامعة الأزهر: الطلاب الممنوعين من الامتحانات ليسوا مسجلين على النظام الأكاديمي للجامعة

وبينما أعلنت الأطر الطلابية أن الأزمة لم تنتهِ رغم تأجيل الامتحانات ليومين، فإن الآغا أكد أن الأزمة في طريقها للحل، من خلال الحوار بين الإدارة والأطر الطلابية، على قاعدة خلق توازن بين حاجة الجامعة والتزاماتها التشغيلية الجارية من جهة، ومراعاة ظروف الطلاب من جهة أخرى.

وأشار الآغا إلى أن إدارة الجامعة عرضت على الأطر الطلابية خلال الحوار، يوم الخميس بتاريخ 22 آذار/مارس الجاري، تخفيض عدد ساعات الرسوم الدراسية المدفوعة كحد أدنى لإتمام التسجيل إلى 6 ساعات دراسية، لكن الأطر الطلابية رفضت الحل.

هذه المعلومة أكدها حلس، الذي قال إن رفض العرض يعود إلى أن الأطر الطلابية مطلعة على الحالات الاجتماعية لكثير من طلاب غير المسددين، وتعلم أن معظم هذه الحالات غير قادرة حتى على دفع الحد الأدنى من الرسوم.

يشار إلى أن هذه الأزمة تتزامن مع أزمات أخرى أنتجها الوضع الاقتصادي الصعب في قطاع غزة الذي يعاني حصارًا خانقًا منذ 10 سنوات، ضاعفته عقوبات السلطة الفلسطينية له، بهدف الضغط على حركة حماس لتسليمه. كما تتزامن هذه الأحداث مع دعوة عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، المواطنين في قطاع غزة إلى الانتفاض على حركة حماس هناك لإجبارها على "تمكين" حكومة التوافق في قطاع غزة.


اقرأ/ي أيضًا:

المحل للإيجار.. الإعلان الأشهر في غزة

تجار وموظفون "رايحين جايين" على سجون غزة

الذهب في غزة في عصره الحجري