25-يناير-2022

تصاعدت شكاوى بلديات في قطاع غزة مؤخرًا من سرقة أغطية مصارف مياه الأمطار ومياه الصرف الصحي، وسط تخوّفات من اتّساع الظاهرة التي تستنزف البلديات ماديًا وفنيًا، وتقلق المواطنين وسائقي المركبات من جهة أخرى.

   سعر الغطاء نحو 350 شيقلًا، لكن سارقيه يبيعونه لتجار الخردة والمساكب بما لا يتجاوز 10 شواقل   

بلدية جباليا أعلنت عن سرقة 176 غطاءً لقنوات تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي، من شوارع مخيم جباليا شمال قطاع غزة.

كما أُعلن عن سرقة 15 غطاء خلال ليلة واحدة، من مدينة حمد السكنية في خان يونس جنوب قطاع غزة.

الأمر ذاته، حذرت منه بلدية دير البلح وسط القطاع، والتي قالت إنه جرى في الفترة الأخيرة سرقة نحو 100 من أغطية مصارف مياه الأمطار، الأمر الذي يثقل كاهلها. 

منسّق الإدارة العامة للمياه والصرف الصحي في بلدية غزة المهندس أنور الجندي قال إن البلدية فقدت خلال عام 2021، قرابة 550 غطاء صرف صحي ومصافي أمطار.

وأوضح الجندي في حديثه لـ"الترا فلسطين" أن البلدية تعاني من هذه المشكلة منذ سنوات، مشيرًا إلى أن الأشخاص الذين يسرقون هذه الأغطية يستخدمون عربات تجرها الحيوانات، وينفذون عمليات السرقة في أوقات متأخرة من الليل بصورة شبه يومية.

  550 غطاء صرف صحي تمت سرقتها العام المنصرم في بلدية غزة 

وأشار إلى أن البلدية تقوم بتثبيت تلك الأغطية بقضبان حديدية إلا أن يقومون بقصّها وسرقتها. وأعرب عن أسفه من أن البلدية لم يعد لديها القدرة على ضبط هذه السرقات التي تتسبب لها بمشكلة كبيرة، خاصة أنه بعض تلك الأنواع يتم استيراده من الخارج، ولم يعد متوفرًا لدى البلدية أي أغطية احتياطية.

ولفت الجندي إلى إصابة العديد من المواطنين بكسور في أطرافهم جراء سقوطهم في حفر ومصارف مياه الأمطار والصرف الصحي بعد سرقة أغطيتها.

وبين أن تكلفة الغطاء الواحد تبلغ 350 شيقلًا، غير أن من يسرقونها يبيعونها بثمن قد لا يتعدى 10 شواقل لبعض أصحاب المساكب وتجّار الخردة والحديد.

وأضاف أنه تم إبلاغ جميع مراكز الشرطة في قطاع غزة بالقضية، وأرسلنا لهم كتبًا رسمية بهذا الخصوص لكن حتى هذه اللحظة ما تزال عمليات السرقة مستمرة، داعيًا المواطنين للإبلاغ عن من يحاولون سرقة هذه الأغطية، عبر الاتصال على البلدية وعلى مراكز الشرطة.

تحذير لأصحاب المساكب

من جانبه أوضح رئيس قسم التفتيش والمتابعة في بلدية غزة نضال الشاويش، أن معظم عمليات السرقات تتم بسرعة فائقة وفي أوقات متأخرة من الليل، الأمر الذي يعقّد من عملية ضبط اللصوص.

وأعرب الشاويش في حديث لـ "الترا فلسطين" عن أسفه لعدم قدرة البلدية على توفير حراسات على مدار اليوم لمتابعة السارقين، حاثًا الأجهزة الأمنية على تسيير دوريات ليلية للحد من الظاهرة.

وأوضح الشاويش أن بلدية غزة تواصلت مع أصحاب المساكب وتجار الخردة وحذرتهم من شراء تلك الأغطية، وأبلغتهم أنه وفي حال قيامهم بشراء تلك الأغطية فإنه سيتم معاملتهم على أنهم شركاء في الجريمة.

وأشار إلى تلقي البلدية شكاوى عديدة من المواطنين حول نية بعض الأشخاص سرقة الأغطية، إلا أنهم لا يتمكنون من القبض عليهم بسبب فرارهم بسرعة من المكان.

جريمة يعاقب عليها القانون

بدوره أكد المستشار القانوني لبلدية غزة رامي أبو جبل أن سرقة أغطية الصرف الصحي ومياه الأمطار، جريمة يعاقب عليها القانون، مبينًا أن هذه الجريمة لها عواقب أخرى من ناحية الإضرار بالمارة والمركبات ومنظومة البنية التحتية.

وبين أبو جبل في حديث لـ "الترا فلسطين" أن أضرار هذه السرقات على البلدية تتجاوز قيمتها المادية، ففي حال سقوط أي شخص داخل هذه الحفر ووفاته نتيجة لذلك فإن المسؤولية تقع على عاتق البلدية.

وعن الإجراءات القانونية بحق من يتم ضبطه، أشار أبو جبل إلى أن البلدية تقدم شكوى في مركز الشرطة، ويتم متابعتها حسب الأصول أمام النيابة ولا يتم التنازل عنها بالمطلق إلى حين إفراج القضاء عن الموقوف بعد استنفاذ مدة محكوميته.

وشدد على أن البلدية لا تقدم أي تنازل عن الشكوى في مثل هذه السرقات، وذلك نظرًا لخطورة الجريمة.

وطالب أبو جبل النيابة والقضاء بتشديد العقوبات بحق المخالفين نظرًا لخطورة هذه الجريمة.

توقيف 12 لصًا

وبالتزامن مع إعداد هذا التقرير أعلنت المباحث العامة في قطاع غزة توقيف 12 لصًا بشكل منفصل من محافظات شمال غزة، وغزة، والوسطى، وخان يونس، أقروا بارتكابهم جريمة سرقة أغطية الصرف الصحي، وذلك بعد تلقيها بلاغاتٍ من عدة بلديات تفيد بقيام مجهولين بسرقة عدد كبير من الأغطية.

وذكرت المباحث أنه تمت إحالة المذكورين وعدد من المضبوطات بحوزتهم إلى النيابة العامة؛ لاستكمال الإجراءات القانونية.

وأشارت المباحث كذلك لتوقيف صاحب أحد "المساكب" بعد ضبط عدد من الأغطية المسروقة المعدة للإذابة داخل المنشأة الخاصّة به.


اقرأ/ي أيضًا:

كيف نتجنّب مصائب المدافئ؟ نصائح من الدفاع المدني