11-أكتوبر-2021

الترا فلسطين | فريق التحرير

نشرت معلمات في إحدى مدارس وكالة الغوث في قطاع غزة، صورًا لبعض الطالبات في وضع عقابي داخل الفصل الدراسي تحت عنوان: "الطالبات اللواتي لم يقمن بحمل الواجب"، وصورة أخرى حملت عنوان: "الطالبات اللواتي أخفقن في التهجئة". الصور تم نشرها عبر مجموعة خاصة بالأمهات عبر تطبيق واتساب، وأعقب ذلك تداولها على موقع "فيسبوك"، ما أحدث استهجانًا كبيرًا.

بعض التعليقات التي رصدها "الترا فلسطين" أوضحت أن هذا السلوك يلجأ إليه الكثير من المعلمين والمعلمات. وعن ذلك علقت فدا نوفل على أحد المنشورات: "هذا السلوك من قبل المعلمات غير مقتصر على الطلبة الذين لا يقومون بحل الواجبات فقط، بل يجري نشر صور الطلبة الذين لا يتمكنون من القراءة الجيدة وكتابة الإملاء"، داعية إلى فرض رقابة على المعلمين.

 علقت فدا نوفل على أحد المنشورات: "يجري نشر صور الطلبة الذين لا يتمكنون من القراءة الجيدة وكتابة الإملاء"

وفي ذات السياق علقت رشا عبد القادر بالقول: "على فكرة هذا أسلوب أكثر من معلم ومعلمة، وهو أسلوب غير مناسب بالمطلق".

وعلق المعلم خالد محمود قائلاً: "أكثر من 60% من طلابنا لديهم ضعف لكن ما فكرنا يوم نهينهم هيك، على العكس تمامًا نقوم بتشجيعهم حتى يحبوا الحصة والمادة والأستاذ".

أما المعلم نواف الشاعر فعلق هو الآخر على أحد المنشورات، قائلاً: "من خلال خبرتي في التعليم لقرابة ثلاثين عامًا، وجدت أن لجنة مقابلة المعلمين للتوظيف يجب أن تشتمل على عنصرين مهمين، خبير نفسي يدرس حالة المتقدم النفسية من خلال طرح بعض الأسئلة التي تكشف تكوينه النفسي، وجانب آخر درس عملي يؤديه المتقدم".

منى سليمان علقت هي الأخرى: "للأسف رح تبقى الصورة محفورة بذاكرة الطالب لأن ثقته بنفسه هزمت أمام زملائه"، لافتة إلى أن المعلمة بحاجة إلى إعادة تأهيل.

بينما منى القريناوي، أعربت عن انزعاجها الشديد من الصور المنشورة وقالت في تعليقها: "إن السنوات الأولى لدراسة الطفل في المدرسة هي الأساس في تكوين شخصيته، مضيفة "لا يهمني ان يحصل طفلي على درجة ضعيفة، بقدر ما يهمني ان تكون شخصيته سوية ".

سارة سكيك عقلت: "كان بإمكان المعلمة أن تصور الطالبات اللاتي قمن بحل الواجب، مع توجيه رسالة تشجيع للطالبات اللواتي لم يقمن بحله".

بعض التعليقات أخذت طابعًا هزليًا، فقد أشار عدد من المعلقين إلى أن المعلمة بحاجة إلى تدقيق منشوراتها جيدًا لأن لديها أخطاء لغوية، حتى لا يتم معاقبتها هي الأخرى.

بعض التعليقات أخذت طابعًا هزليًا، فقد أشار عدد من المعلقين إلى أن المعلمة بحاجة إلى تدقيق منشوراتها جيدًا لأن لديها أخطاء لغوية

وفي مقابل غالبية الآراء التي انتقدت نشر صور الطالبات، دافعت بعض الآراء عن تصرف المعلمة، فعلقت سحر أكرم: "أكيد ما أجا هذا التصرف إلا بعد طرق شتى لجعل أولياء الأمور ينتبهون لمتابعة أبنائهم".

بينما شرين أبو سعادة، أوضحت في تعليقها أن المعلمة نشرت الصورة على مجموعة الأمهات "حتى يكون لدى الأهالي علم بمستوى أولادهم ولم تقصد الإساءة للطلاب أو الأهالي".

تواصلنا هاتفيًا وبرسائل مكتوبة مع رئيس برنامج التربية والتعليم في وكالة الغوث بقطاع غزة فريد أبو عاذرة للتعقيب على الحادثة، إلا أننا لم نتلقَّ أي رد.

من جانبها، وصفت الاستشارية الأسرية والتربوية فاطمة صبح حادثة نشر الصور أنها "جريمة بحق الطفل"، مشددة أنه يجب تنظيم دورات تدريبية للمعلمين للتعامل مع الأطفال خاصة الذين يعانون من ضعف التحصيل العلمي.

 وصفت الاستشارية الأسرية والتربوية فاطمة صبح حادثة نشر الصور أنها "جريمة بحق الطفل"

وقالت صبح في حديث مع الترا فلسطين، إن دور المعلم ينحصر في تصحيح أخطاء الأطفال ضعاف التحصيل، وتكثيف التدريبات الخاصة بهم بالتعاون مع الأهالي مع منحهم الكثير من الحب والاحتواء.

وأوضحت، أنه من الصعب معاقبة الطفل بسبب سلوك تعليمي لأن الأمر يتعلق بالقدرات العقلية والتي تتفاوت بين الأطفال، مبينة أنه من الممكن معاقبة الطفل على تصرفاته وسلوكه السيء.

 وأضافت، أن تقصير الطفل في أحد المباحث ليس ذنبًا يستحق العقاب عليه، لأن الأمر متعلق بالقدرات العقلية التي منحه الله إياها.

وحذرت صبح من عواقب هذه الممارسة بحق الأطفال على مستقبلهم التعليمي، مبينة أن مثل هذا السلوك قد يدفع بالطفل الى كراهية المدرسة والمدرس، وربما التسرب من المدرسة لاحقًا.


اقرأ/ي أيضًا: 

أثر اعتقال الوالدين وحضورهم كمربين لأطفال

التَّعليم وإشكالية الحدود في الحيّز والمفهوم