14-فبراير-2018

مقطع مقرّب لثوب مطرّز، تصوير كيانيه انترياسيان. © المتحف الفلسطيني

يستعدّ المتحف الفلسطيني في بيرزيت، لإطلاق معرض "غزْل العروق: عين جديدة على التطريز الفلسطيني"، في 18 آذار/ مارس المقبل على أن يستمرّ حتى 25 آب/ أغسطس.

يتتبع المعرض التطريز الفلسطيني، من زمن ارتباطه بذات المرأة الفلسطينية وتعبيره عنها، وتحوله لرمز بصريّ ووطنيّ للقضية والثورة، وصولًا إلى تداوله المعاصر

ويأتي معرض "غزْل العروق" وفقًا للقائمين عليه، مغايرًا، ومزامنًا لنقاش عالميّ في قضايا النساء، ليكشف اللثام عن التطريز الفلسطيني ويُسلّط الضوء على جوانبه المتعدّدة، ذات الصلة بمسائل النوع الاجتماعي، والعمل، والرموز، والتسليع، والطبقات الاجتماعية.

اقرأ/ي أيضًا: المتحف الفلسطيني.. يُحضر القدس إلى رام الله!

يتتبع المعرض التحولات التي شهدها تاريخ التطريز الفلسطيني، بدءًا من زمن ارتباطه بذات المرأة الفلسطينية وتعبيره عنها، مرورًا بتحوله إلى رمز بصريّ ووطنيّ للقضية والثورة، وصولًا إلى تداوله المعاصر كمنتج فنّي، وثقافي، واستهلاكي.

ويتناول المعرض أيضًا، تداعيات تسييس التطريز الفلسطيني وانتقاله إلى عالم الصور عبر اللوحات والملصقات، كما يُسائل طبيعة إنتاجه الراهن في كنف المجتمع المدني، ويقف عند نتائج تسليعه.

ويستند "غزْل العروق"، على معرض "أطراف الخيوط: التطريز الفلسطيني في سياقه السياسي"، الذي أقامه المتحف الفلسطيني في دار النمر للفن والثقافة في بيروت عام 2016. وتتوج هذه الحُلّة الجديدة من المعرض سنوات من البحث والعمل الميداني، فترمي إلى مقاربة نقدية جديدة تتناول التطريز الفلسطيني ودلالاته التاريخية والمعاصرة.

  تحمل "أثواب الانتفاضة" رسوم المطرزات التقليدية، والبنادق، والخرائط، والشعارات السياسية 

يكشف "غزْل العروق" عن تاريخ مادي لفلسطين، ويسرد، عبر وسيط حميمي هو الثياب، قصصًا قلّما رُوِيت. فيحكي ثوب مرقّع بقطع من أكياس طحين الأونروا، قصة تضامن سيدة من رام الله مع لاجئة إثر النكبة.

سيدة من عائلة الخطيب من بلدة العيزرية في القدس، فلسطين، التاريخ غير معروف، من ألبوم نعيمة الخطيب. © المتحف الفلسطيني

اقرأ/ي أيضًا: نساء غزة يطرّزن ذاكراتهن

وتحمل "أثواب الانتفاضة" رسوم المطرزات التقليدية، والبنادق، والخرائط، والشعارات السياسية، وقد طرّزتها النساء احتجاجًا على الاحتلال أثناء الانتفاضة الأولى. وحين ارتدت النساء تلك الأثواب في خضم الانتفاضة، جعلن من أجسادهن سبل مقاومة سياسية حية ونشطة، في تحدٍّ ضمني للصورة الرائجة عن المرأة كحاملة تراث مجهولة الهوية.

برهان كركوتلي، "أم ومقاتلة"، قرابة 1978، منشورات الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، بإذن من مشروع أرشيف ملصق فلسطين
برهان كركوتلي، "أم ومقاتلة"، قرابة 1978، منشورات الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، بإذن من مشروع أرشيف ملصق فلسطين

ويلقي المعرض نظرة على تاريخ التطريز ومسار الموضة في فلسطين منذ العام 1921، إذ برزت أثواب أوروبية الطراز دمجت الموضة الأجنبية بالتفاصيل التقليدية الفلسطينية.

اقرأ/ي أيضًا: العرس الفلسطيني: ماذا عن كسوة العروس؟

وعلى الرغم من أن الرجال لا يُعرفون بامتهان التطريز، فإن المعرض يقدّم مجموعة من الشهادات عن عمل الرجال في تلك الحرفة ويعرض قطعًا طرّزها أسرى أثناء وجودهم في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وفي دمجها ما بين تعبيرات الاعتزاز الوطني ومشاعر الحب، تزعزع المطرزات التي أنتجها هؤلاء الأسرى المفاهيم التي تربط بين التطريز والنوع الاجتماعي (الجندر).

  المعرض يقدّم قطعًا طرّزها أسرى أثناء وجودهم في سجون الاحتلال  

وفي قلب "غزْل العروق" غابة من ثمانين ثوبًا وحُلي تاريخية من كافة مناطق فلسطين. وتُحاط المعروضات بصورٍ من الأرشيف، وملصقات، ولوحات، ومقطوعات موسيقية، وأفلام، تسلّط الضوء على الإرث الثقافي الفلسطيني المتعلق بالثياب والأزياء.

نجية الحلو من مدينة بيت لحم، التقطت الصورة في أحد استوديوهات بيروت، لبنان، 1977، من ألبوم هيا رزق. © المتحف الفلسطيني

ويرافق المعرض برنامج عام من المحاضرات والفعاليات التي تهدف إلى تعميق المعرفة حول فكرة المعرض، وآخر تعليمي يتضمن أنشطة وجولات تفاعلية للأطفال وطلبة المدارس والجامعات استنادًا إلى مصادر تعليميّة أنتجت خصيصًا للمعرض.

اقرأ/ي أيضًا: "خزائن" لأرشفة "ما لا يجمعه أحد"

وينظّم المتحف في تموز المقبل حفل إطلاق كتالوج المعرض، تتويجًا للجهد البحثي الذي رافق المعرض واستمر لمدة أربع سنوات، ليشمل، إضافة إلى المادة البحثية، مساهمات كتابية ومحتوى بصري غني من الصور الفنية والأرشيفية.

والمتحف الفلسطيني كما يُعرّف عن نفسه، مؤسسة ثقافية مستقلة، مكرسة لتعزيز ثقافة فلسطينية منفتحة وحيوية على المستويين المحلي والعالمي، ويقوم بإنتاج ونشر روايات عن تاريخ فلسطين وثقافتها ومجتمعها بمنظورٍ جديد.


اقرأ/ي أيضًا:

 مطرزات فلسطينية للعالم من مخيم جرش

عزمي بشارة: ترييف الوعي الوطني

زواج فلسطينيّات وإنجابُهن.. الماء وسيطًا!