19-أبريل-2018

صورة أرشيفية: مدرسة لـ"الأونروا" في غزة - تصوير محمود همص (Getty)

فوجئ  حارس الأمن الذي يشرف على عدد من المدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأنروا" في شمال قطاع غزة، بأن القفل الموجود على البوابة الرئيسية لمدرسة ذكور جباليا الإعدادية “هـ” تم كسره وتخريبه من قبل مجموعة شبان، تمكنوا من الدخول للمدرسة ولعب كرة القدم داخل ساحتها، الأمر الذي تسبب وفقًا للحارس بتخريب سقف القرميد الخاص بغرفة الحراسة.

هذا الاعتداء على المدرسة، كان واحدًا من 30 اعتداءً - على الأقل - علِم الترا فلسطين بأن مدارس تابعة لـ”الأونروا” في محافظات قطاع غزة تعرضت لها، منذ شهر كانون الثاني/يناير في العام الجاري. تنوّعت الاعتداء بين اللعب والتخريب، إضافة لسرقات طالت عدّادات كهرباء، ومضخات مياه من المراحيض، ومبلغ 800 شيكل من أحد المقاصف، إضافة لأثاث غرف مدرسية، ونوافذ وإطارات أبواب.

30 عملية سرقة - على الأقل - لأموال وأثاث وأعمال تخريب تعرضت لها مدارس تابعة لـ"الأونروا" في قطاع غزة منذ بداية عام 2018

عمليات التخريب والسرقة هذه تصاعدت بعد أن باتت مدارس “الأونروا” بلا حراسة، في إطار التقليصات في الخدمات وتوقيف العمل  وفق بند البطالة، وعدم تجديد أي عقد من العقود، لعدم قدرة المنظمة الدولية على سد العجز المالي الذي تعاني منه منذ إعلان الولايات المتحدة وقف مساهماتها المالية في موازنتها، بعد إعلان السلطة الفلسطينية رفض الرعاية الأمريكية للمفاوضات، والامتناع عن استقبال مبعوث دونالد ترامب إلى المنطقة، احتجاجًا على إعلان ترامب بشأن القدس.

اقرأ/ي أيضًا: تقليصات "الأونروا".. القادم أعظم

وامتدت عمليات السرقة والتخريب لتطال مكتب غزة للإغاثة، إذ سُرق منه ما يقارب 200 لتر من وقود المولدات، كما استولى مجهولون على كميات من الوقود من الحافلات المتوقفة في مركز جباليا الصحي، وفق تقرير الأمن والسلامة الدوري؛ الذي يصدر حول آلية سير عمل منشآت "الأونروا"، وقد اطّلع عليه الترا فلسطين.

ووفق أمير المسحال، رئيس اتحاد الموظفين في "الأونروا"، فإن سياسة التقليص الحالية خلقت فراغًا كبيرًا في كل ما يتبع للوكالة، وبالتالي فقدان السيطرة على الأوضاع العامة.

توجهنا إلى وزارة الداخلية للحصول على تعقيب حول هذه السرقات، فطلبوا منا التوجه إلى الناطق باسم الشرطة أيمن البطنيجي، وبعد محاولات عديدة للتواصل معه، أبلغنا أنه لا يوجد أي معلومات عن هذه السرقات، مضيفًا، "نحن بصدد التحري والبحث عن معلومات من مراكز الشرطة في المحافظات، لنعلم إن كان قد تم التبليغ عن هذه الحوادث، لنعاقب الفاعلين".

تُوزّع "الأونروا" حاليًا عقود البطالة على منشآتها في الصحة، والتعليم، والتوزيع الغذائي، والحراسات، وعمال النظافة، لكن المدارس في غزة باتت بلا حراسة، ما جعلها مطمعًا للكثيرين، في ظل الأوضاع الاقتصادية شديدة السوء إلى حد غير مسبوق في قطاع غزة المحاصر.

وفي وقت سابق، أعلن ماتيس شمالي مدير عمليات "الأونروا" أن المنظمة ستعمل على حماية الموظفين، وستبذل كل جهد للاستمرار في تقديم الخدمات للَّاجئين الفلسطينيين، مؤكدًا أن وجود هذه الوكالة مرتبط بقضية سياسية، ويجب إيجاد حل سياسي لهذه القضية قبل الإجهاز على "الأونروا". وأضاف، "المطالب ليست مالية فقط، وإنما العمل على حل شامل لقضية اللاجئين".

المفوض العام لـ"الأونروا" وعد بتوفير أكثر من ألف وظيفة تتضمن تعيين حراس، لكن ذلك سيسد النقص مؤقتًا فقط

تكرّر الاعتداءات استدعى تدخّل المفوض العام للوكالة، الذي وعد بتوفير أكثر من ألف وظيفة تتضمن تعيين حرّاس، إضافة لعمال تموين وبدل شاغر، وفق ما أفادتنا به آمال البطش، نائب رئيس اتحاد الموظفين في "الأونروا"، التي توقعت أن يسد ذلك النقص ويُسهم في حل هذه المشكلة، لكن بشكل مؤقت.

اقرأ/ي أيضًا: من أين يأتي المحاصرون في غزة بمصاريفهم؟

وأشارت البطش إلى وعود سابقة من المفوض العام بعدم التفريط في المرافق العامة، وضمان سير المسيرة التعليمية في مدارس الوكالة.

وتحدثت البطش عن المؤتمر الاستثنائي الذي عُقد في العاصمة الإيطالية قبل أسابيع؛ ووعدت الدول المشاركة فيه بدفع 100 مليون دولار لدعم ميزانية الوكالة التي تواجه عجزًا ماليًا متراكمًا زاد عن  346 مليون دولار، مؤكدة أنه سيتم عقد مؤتمر آخر في منتصف شهر أيار/مايو في بروكسل "لبحث أفق الدعم والتخفيف من عجز الموازنة".

ويشير تقرير الأمن والسلامة إلى أن العديد من الاعتداءات التي وقعت بحق المدارس كانت بهدف التخريب وليس السرقة، وكان من ذلك خلع حمايات نوافذ، ووضع رمال في مصارف المياه داخل الحمّامات، وتكسير قرميد، وكسر أنابيب صرف صحي، وقطع كوابل انترنت.


اقرأ/ي أيضًا:

مرضى غزة.. نفي بعد الموت

غزة تواجه التحذيرات الدولية من الكارثة باللامبالاة

ضابط إسرائيلي: مصيبتان قد تحلان بالفلسطينيين قريبًا