15-أكتوبر-2016

عباس ودحلان - صورة أرشيفية

فتحت السلطات المصرية معبر رفح المغلق منذ 40 يوما تقريبا، قبيل انطلاق مؤتمر ينظمه مركز تابع للمخابرات المصرية بترتيب من القيادي المفصول من فتح محمد دحلان وشخصيات مقربة منه، وسط أنباء عن غليان في المقاطعة من التدخل المصري الجديد في الشأن الفلسطيني.

ويدور الحديث عن مؤتمر يتضمن ندوات حوارية حول قضايا في الشأن الفلسطيني، سيستمر لثلاثة أيام بدءًا من يوم غد الأحد، وقد وجه المنظمون له دعوات لـ250 شخصية محسوبة على دحلان والرئيس محمود عباس أيضا، بينهم عدد كبير من قطاع غزة.

المركز المنظم لمؤتمر دحلان تابع للمخابرات المصرية وشخصيات مصرية رفيعة ستشارك في المؤتمر

وأفاد مصدر فلسطيني، بأن مهمة الإعداد للمؤتمر أُسندت إلى المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، ومركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وأن عضو المجلس الثوري لحركة فتح سمير المشهراوي، هو أحد المشرفين بشكل مباشر عليه بتوجيهات من دحلان.

اقرأ/ي أيضا: هجوم إعلامي مصري على أبو مازن.. ببصمات دحلانية

وأضاف المصدر، أن فتح معبر رفح اليوم وغدا تم بناء على طلب دحلان من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتمكين المشاركين من قطاع غزة من الوصول إلى القاهرة للمشاركة، علما أن المعبر فُتح في السادس من أيلول الماضي لعبور الحالات الإنسانية، ثم أعادت السلطات المصرية إغلاقه بالكامل.

وأكد المصدر عزم دحلان على المشاركة كشخصية عامة، وكذلك الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط على المشاركة بعد توجيه الدعوة له، إضافة لمسؤول رفيع المستوى بالخارجية المصرية، والرئيس السابق لديوان الرئيس الأسبق حسني مبارك مصطفى الفقيه، وشخصيات مصرية وفلسطينية.

وفي وقت سابق، أكد عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن المركز القومي الذي يتولى تنظيم المؤتمر تابع للمخابرات المصرية، مضيفا في حديث صحفي، إن المؤتمر سيقام في منطقة العين السخنة القريبة من القاهرة، "ما يؤكد أنه انتقائي ولن يحضره سوى المدعوون فقط".

وتشير هذه المعلومات إلى محاولة أخرى من نظام السيسي للضغط على الرئيس عباس والسلطة الفلسطينية من خلال دعم دحلان، ووصل الأمر حتى اتخاذ قرار بفتح المعبر الذي تغلقه السلطات المصرية منذ سنوات وتُصر على أن فتحه يسبب "مشكلات أمنية" لها.

وتزامن الحديث عن مؤتمر دحلان، أواخر شهر أيلول، مع تسريب تسجيل صوتي لاتصال هاتفي بين اللواء في المخابرات وائل الصفتي ودحلان، تضمن حديثا مطولا عن الرئيس عباس وفصائل فلسطينية؛ تخلله سخرية من هذه الأطراف على لسان اللواء المصري، ما يؤكد الانحياز المصري التام لدحلان ضد السلطة ومنظمة التحرير وفصائلها أيضًا.

ولفت معلقون فلسطينيون ومصريون حينها الانتباه إلى الحميمية التي بدت واضحة بين الجانبين، بل إن بعضهم وبينهم إعلاميون مصريون انتقدوا بشدة ما قالوا إنه "تودد مبالغ فيه" من جانب الصفتي تجاه دحلان، ما يشير حسب قولهم لمكانة رفيعة يتولاها الأخير لدى المصريين.

وبعد أقل من 48 ساعة على تسريب التسجيل، أعلن دحلان عن تأجيل المؤتمر الذي كان موعده الأصلي مقررًا في ذلك الوقت، قائلًا إنه فعل ذلك بطلب من أعضاء في المجلس الثوري واللجنة المركزية، "لإعطاء الفرصة أمام اجتماعات الحركة في أن تكون مثمرة وموحدة للحركة، ولتفويت الفرصة على دعاة الفتنة الكارهين لوحدة فتح"، وفق قوله.

وحسب مصدر فتحاوي، فإن هناك حالة غليان في الرئاسة الفلسطينية نتيجة قبول القاهرة باستضافة المؤتمر، خاصة أن المركز الأساسي المنظم له (القومي لدراسات الشرق الأوسط) معروف بتبعيته للمخابرات المصرية.

وقال المصدر، إن السلطة ما زالت تلتزم الصمت  تجاه الموقف المصري إعلاميًّا، إلا أنها تحركت عبر حركة فتح لمناهضة المؤتمر وكشف كونه سياسيًّا بالدرجة الأولى مع تغطية على الأمر بالحديث عنه كمؤتمر بحثي.

المقاطعة تشهد حالة غليان نتيجة الدعم المصري المتواصل لدحلان وتلتزم الصمت الإعلامي لتجنب صراع مع نظام السيسي

يأتي ذلك بعد أن فشلت مساعٍ قبل إن "اللجنة الرباعية العربية" التي تضم مصر والأردن والإمارات والسعودية أجرتها، لمحاولة تعقد مصالحة بين دحلان وعباس، إذ شن الرئيس عباس إثر هذه المحاولة هجوما غير مباشر عليها، ما دفع للإسراع في تنظيم المؤتمر، تزامنا مع هجوم عنيف شنته صحيفة "اليوم السابع" المعروفة بقربها من دحلان على الرئيس عباس.

ويشير مراقبون إلى أن قاسما مشتركا أساسيا يجمع دحلان والسيسي، وهو العلاقة الوثيقة بين الرجلين من جانب والنظام الإماراتي من جانب آخر، إذ يقيم دحلان في أبوظبي وهو مقرب من نائب الرئيس محمد بن زايد، ويوكل لها مهمات أمنية واستخبارية في دول عدة.

وأعلنت حركة فتح رسميا أن المؤتمر يُنظم بدعم ورعاية من دحلان، ودعت أنصارها إلى مقاطعته، فيما صرح عباس في خطاب له أمام المجلس الثوري للحركة بتاريخ 29/أيلول بأن المؤتمر "خروج عن الصف الوطني وخيانة للعمل الوطني"، محذرا من المشاركة فيه، ومؤكدًا أنه "يهدف لإضعاف الحركة". وفي السياق ذاته رأى مراقبون أن المؤتمر يندرج في إطار التدخل المصري في الشؤون الفلسطينية الداخلية في ظل تفاهم مستمر مع حكومة نتنياهو في الملف السياسي والأمني، ويحاول نظام السيسي تصدير دحلان كأداة لهذا التدخل.

اقرأ/ي أيضا: 

هل بدأت "فتح" حربا على منتقدي الرئيس؟

لماذا يتحدث دحلان؟