13-ديسمبر-2021

نقل مصاب بالاختناق نتيجة قمع المشاركين في تشييع شهيد نابلس اليوم | gettyimages

انتقدت فصائل فلسطينية في أحاديث منفصلة مع الترا فلسطين، استخدام الأجهزة الأمنية للرصاص وقنابل الصوت والغاز في قمع تشييع جثمان شهيد في نابلس، واحتفالات بالإفراج عن أسرى فلسطينيين في عدة محافظات، بينما اعتبرت حركة فتح أن المظاهر المسلحة في المسيرات تستدعي استخدام القوة لوقفها.

المؤسسة الأمنية: المظاهر المسلحة أدت لسقوط إصابات بين مدنيين في مهرجانات ومسيرات سابقة

وهاجمت الأجهزة الأمنية، يوم الأحد (12 كانون أول الجاري) احتفالاً بالإفراج عن الأسير محمد العارف في مخيم نور شمس في مدينة طولكرم، واحتفالاً بالإفراج عن الأسير عبادة قنيص في بيت لحم، كما هاجمت المشاركين في تشييع الشهيد جميل الكيال في نابلس، الإثنين (13 كانون أول الجاري)، وهي ليست الهجمات الأولى من نوعها في الأسابيع الأخيرة.

وفي تعقيبها على مواجهات نابلس تحديدًا، قالت "المؤسسة الأمنية" في بيان، إن "مواجهات شغب" حدثت خلال عملية التشييع نتيجة مبادرة مسلحين لإطلاق النار على القوة الأمنية المشتركة التي طالبتهم بعدم المشاركة في المسيرة.

وأضافت، أن المظاهر المسلحة أدت لسقوط إصابات بين مدنيين في مهرجانات ومسيرات سابقة.

في المقابل، وصف القيادي في الجبهة الديمقراطية رمزي رباح تعامل أجهزة الأمن بأنها "اعتداءات سافرة وغير مبررة (..) حتى لو كان هناك بعض المخالفات"، مؤكدًا وجوب "إعادة النظر في كل هذه التصرفات ووقفها".

الجبهة الديمقراطية: قمع مسيرات الأسرى اعتداءات سافرة وغير مبررة حتى لو كان هناك بعض المخالفات

ودعا رباح إلى "حوار وطني حقيقي بين كل الفصائل والقوى وبعض مؤسسات المجتمع المدني مع الأجهزة الأمنية والمحافظة والمؤسسات المعنية لوقف هذه التدخلات التي يتم اللجوء لها"، مشددًا أنه "لا يجوز

وأضاف، أنه في حال كان هناك مخالفات "يمكن معالجتها بطريقة أخرى، فهناك قوى وطنية ووسائل ضبط أخرى يمكن اللجوء لها".

من جانبه، وصف القيادي في حركة حماس حسين أبو كويك، سلوك الأمن بأنه "اعتداءاتٌ خطيرةٌ جدًا وتسيء لنضالات شعبنا وتاريخه، وتدمر العلاقات الاجتماعية بين أبناء الشعب الفلسطيني".

حماس: رفع رايات حماس في هذه المسيرات والاحتفالات أزعج الاحتلال، فتم التنسيق مع الأجهزة الأمنية للضغط على حركة حماس

ورأى أبو كويك، أن "رفع رايات حماس في هذه المسيرات والاحتفالات أزعج سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ولذلك تم التنسيق مع الأجهزة الأمنية للضغط على حركة حماس ومنع رفع رايات".

وطالب أبو كويك، الأجهزة الأمنية "بالكف عن هذه الممارسات، لأن السعي لإرضاء الاحتلال لن يجدي، بل على العكس يعرضون أنفسهم للإساءة، وتعاقبهم الناس في صناديق الاقتراع كما جرى في الانتخابات الأخيرة للمجالس البلدية، حيث خسرت حركة فتح في معظم المواقع".

كما طالب، حركة فتح "أن تعود إلى أصالتها ودورها النضالي والتاريخي في المقاومة وأن تكبح عمل هذه الأجهزة".

وردًا على سؤالنا حول عدم حصول مسيرات استقبال الأسرى على ترخيص من الجهات المختصة، قال أبو كويك: "إذا أرادت الأجهزة الأمنية ترخيصًا فنحن على استعداد لإحضار ترخيص. ولكن هناك تفريق بين الممارسات مع أسير محرر من حركة فتح، حيث يسمح بالاحتفال ورفع الرايات والاستقبال وإطلاق النار حتى دون الحصول على ترخيص بالمسيرة، لكن إذا كان الأسير من فصيل آخر يتم الاعتداء على المسيرة".

أما الجبهة الشعبية فاعتبرت سلوك الأمن، "انقلابٌ قيميٌ واضح وغيابٌ للرادع الأخلاقي لاحترام القيم التي تربينا عليها في مواجهة الاحتلال" وفقًا للقيادي بدران جابر.

الجبهة الشعبية: ما يجري هو تنفيذ توجيهات الاحتلال وأوامره..

وأضاف جابر: "نحن نعيش مرحلة تحرر وطني والنضال فيها واجب، فكيف يتم التعامل بطريقة سلبية مع من يؤدي هذا الفرض بأجمل صوره وأكثرها وضوحًا؟".

وأكد، أنه "لا مبرر يمكن قبوله سوى أن ما يجري هو تنفيذ توجيهات الاحتلال وأوامره، واستمرار عملية القمع المارة عن طريق الوكيل وليس الأصيل في العداء لشعبنا ونضالته في التوجه نحو الحرية".

من جانبه، اعتبر القيادي في الجهاد الإسلامي خضر عدنان بأن "زج أي قوة من شعبنا والأمن في مواجهة جماهير شعبنا في استقبالات المحررين خطير جدًا"، مضيفًا أن الأحداث الأخيرة تؤكد أن هناك قرارٌ بحظر الكل دون حركة فتح.

ودعا عدنان، "أبناء شعبنا للرد على قمع الحريات سلميا بالموقف والاعتصام والتظاهر وجعل أداوت القوة للاحتلال فقط" وفق قوله.

الجهاد الإسلامي: زج أي قوة من الأمن في مواجهة جماهير شعبنا خطير جدًا

في حين قال مدير المكتب الاعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة فتح منير الجاغوب، إن "موضوع الأسرى موضوع حساس، وإذا كان الاستقبال طبيعي ولا يوجد فيه مظاهر مسلحة وما يدعو إلى إثارة النعرات الداخلية، فليس من المنطقي أن يتم مهاجمته".

وأوضح الجاغوب، أن حركة فتح "مع أن يكون هناك في الشارع سلاح قانوني واحد، معتبرًا، أن "السلاح الوطني والنظيف لا يظهر إلا في مكانه الصحيح".

وأضاف، أن "المظاهر المسلحة التي تخرج بدون سبب وبدون داعي تسيء للشعب الفلسطيني ولنضاله، فلا يوجد سلاح محترم يظهر في جنازة، ويطلق 10 آلاف رصاصة بدون داعي ولا يعمل شيئًا"، مؤكدًا "وجوب إنهاء هذه الظاهرة، وقمع المسيرات التي تخرج بهذا الشكل".

فتح: ليس من المنطقي مهاجمة استقبال أسير لا يوجد فيه مظاهر مسلحة، لكن السلاح الوطني لا يظهر إلا في مكانه الصحيح

وكانت الأجهزة الأمنية شنت اعتقالات بين شبان من جنين في أعقاب مشاركة مسلحين ملثمين ورفع رايات حركة حماس في تشييع جثمان الوزير السابق وصفي قبها. وقالت عائلات المعتقلين، إن هذه الاعتقالات على خلفية الانتماءات السياسية لأبنائهم، في حين قال نائب محافظ جنين كمال أبو الرب إن "هناك عملية أمنية مستمرة في مخيم جنين"، واصفًا مسيرة تشييع جثمان قبها بأنها "مؤشر خطير".

وإثر هذا التشييع، قرر الرئيس محمود عباس تنقلات عقابية بحق مسؤولي الأمن في محافظة جنين، بينما أكدت القناة 12 الإسرائيلية في تقرير أن هذه الجنازة أغضبت عباس وأثارت قلق المنظومة الأمنية في "إسرائيل".

وفي بداية شهر تشرين ثاني/نوفمبر الماضي، كشفت القناة 12 عن لقاء بين الرئيس محمود عباس والرئيس الجديد لجهاز "الشاباك"، مبينة أن اللقاء تم  "على خلفية محاولات حماس تعميق تأثيرها في الضفة الغربية وهزَّ الاستقرار في المنطقة".


اقرأ/ي أيضًا: 

عن السلطة الفلسطينية والقتل بالوكالة

فلسطين والبحث عن لحظة ربيع عربي جديدة