22-مايو-2022
وقفة امام منظمة التحرير

"هربنا من الحرب في سوريا إلى بلدنا، لكن للأسف فوجئنا أن الوضع في غزة لا يقل سوءً عن الوضع هناك. فلا توجد فرض عمل ولا أمل لدينا بالحصول على مسكن دائم". هكذا لخَّص محمد يوسف (43 سنة) معاناته وعائلته إلى جانب عائلات فلسطينية أخرى تعيش في قطاع غزة منذ 10 سنوات في ظروف سيئة، كما يقولون.

في حديثه لـ الترا فلسطين، يقول يوسف: "منذ قدومنا إلى غزة تلقينا مساعدات قليلة، وتم منحنا فرصة عمل مؤقته لسنة واحدة، فيما تخلت عنا وكالة الغوث ولم تعد تصرف لنا بدل إيجار"

 يوسف، مع عشرات العائلات التي تجمعها معه قصصٌ مشابهة، تجمعوا أمام مقر منظمة التحرير في غزة، الأحد. وقدموا عريضة بمطالبهم أعربوا عن أملهم في أن تصل إلى الرئيس محمود عباس.

في حديثه لـ الترا فلسطين، يقول يوسف: "منذ قدومنا إلى غزة تلقينا مساعدات قليلة، وتم منحنا فرصة عمل مؤقته لسنة واحدة، فيما تخلت عنا وكالة الغوث ولم تعد تصرف لنا بدل إيجار، بعدما كانت تصرف لنا مبلغ 200 دولار في العام فقط". هذا الحال أدى لتراكم "مبلغ مالي كبير" -كما يقول- على كاهله لصاحب المنزل الذي يسكنه، منوهًا أنه متطوعٌ في مستشفى بيت حانون منذ سبعة أعوام دون أن يحصل على فرصة عمل.

وتابع: " ما بدنا حد يقدم لنا مساعدات، نريد الحصول على فرص عمل فقط حتى نتمكن من إعالة أسرنا والعيش بكرامة في بلدنا".

تلغرام

ولا يملك يوسف أي رقم وطني أو جواز سفر يُمكنه من السفر خارج فلسطين، منوهًا أنه وعشرات العائلات الأخرى تقدموا بطلبات بهذا الخصوص لدى "الإدارة المدنية" التابعة لجيش الاحتلال، ولم يحصلوا على رد.

من جانبه، علاء أحمد (45 سنة) قال لـ الترا فلسطين: "شعرنا بسعادة فور قدومنا إلى قطاع غزة واحتضننا أهلنا في القطاع، لكن للأسف لم نجد اهتمامًا رسميًا من قبل الحكومتين في غزة ورام الله، وكذلك من قبل وكالة الغوث"، موضحًا أن الوكالة أوقفت صرف بدل إيجار لهم منذ منتصف عام 2018، حتى هذه اللحظة. وتساءل: "أين الأموال التي تصرف لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين الفارين من سوريا؟".

ويأمل أحمد في الحصول على لم الشمل ورقم وطني يمكنه من التحرك والسفر بحرية، منوهًا أنه يحمل بطاقة تعريف فقط لا يتم الاعتراف بها سوى داخل قطاع غزة. وقال: "إذا مش قادرين تعيشونا بكرامة في بلدنا، ساعدونا نسافر برة البلد".

وأوضح أنه لم يحصل مُطلقًا على مساعدة من المنحة القطرية منذ بدء صرفها، كما أن مساعدات الشؤون الاجتماعية متوقفة منذ أكثر من سنة.

مطالب العائلات العائدة من سوريا تتلخص في الحصول على سكن مدعوم أو توفير بدل إيجار، وفرصة عمل دائمة

وفي عام 2015 حصلت هذه العائلات على وعد من رئيس الحكومة -آنذاك- رامي الحمدالله بتوفير وظيفة حكومية وتأمين صحي وسكن دائم لهم، إلا أن هذا القرار لم يدخل حيز التنفيذ حتى يومنا هذا، بحسب ما أفادتنا به تغريد الخوالدة، عضو لجنة متابعة شؤون اللاجئين القادمين من سوريا.

وأوضحت الخوالدة لـ الترا فلسطين، أن مطالب العائلات العائدة من سوريا تتلخص في الحصول على سكن مدعوم أو توفير بدل إيجار، وفرصة عمل دائمة، مضيفة أنها التقت عقب الوقفة التضامنية مع المسؤولين في مكتب منظمة التحرير في غزة، وهؤلاء وعدوها بإدراج أسماء العائلات النازحة من سوريا ضمن مشروع الإسكان المصري الذي يجري تنفيذه في قطاع غزة، ومساعدات للتخفيف من معاناتهم.

ووصفت الخوالدة اللقاء بأنه "إيجابي"، مبينة أنها تطرقت خلاله أيضًا إلى قضية لم الشمل ومنح هذه العائلات رقمًا وطنيًا فلسطينيًا.