15-يناير-2023
   خطبة جمعة بغزة تثير حنق أطباء - getty

خطبة جمعة بغزة تثير حنق أطباء - getty

الترا فلسطين | فريق التحرير

أثارت خطبة جمعة في أحد مساجد قطاع غزة، وجّه فيها الخطيب أصابع الاتهام إلى بعض الأطباء بما أسماه "خيانة الأمانة" والمتاجرة بمعاناة المرضى، حالة جدل واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. 

تطرّق خطيب جمعة إلى أخطاء يرتكبها بعض الأطباء، و"متاجرتهم" بمعاناة المرضي، فسارعت نقابة الأطباء لتقديم شكوى عليه لدى وزارة الأوقاف

وفي حين لاقى الجزء المنشور من الخطبة، تفاعلًا كبيرًا من المواطنين الذين أكدوا صحة ما تحدث به الخطيب، وأنهم لمسوا هذه المعاناة داخل المستشفيات، عارض آخرون الخطبة منتقدين تقديم كثير من الخطباء كلامهم على أنه الصواب وما سواه خطأ وضلال. 

نقابة الأطباء سارعت إلى توجيه شكوى رسمية إلى وزارة الأوقاف موقّعة باسم نقيب الأطباء فضل نعيم، طالب فيها، وكيل الوزارة بـ "إيقاف الخطيب عن الخطابة بعد الاعتذار"، وبـ"اتخاذ أقصى الإجراءات الرادعة بحق الخطيب الذي نعته البيان بالمتهوّر".

بيان نقابة الأطباء في غزة ردًا على خطبة العكلوك
بيان نقابة الأطباء في غزة ردًا على خطبة العكلوك

وقالت النقابة في الشكوى إن "المدعو" محمد ماهر العكلوك نشر على صفحته مقطعًا من خطبة له يتهجّم فيها على الأطباء ويتهمهم بالخيانة والاتّجار بمعاناة الناس، مشيرة إلى أن ما جاء في الخطبة مسيء لمهنة الطب والأطباء، وفيه تشويه لسمعتهم، و"يصب الزيت على النار" ويشعل ما وصفها بـ "الفتنة المجتمعية". 

وطالبت النقابة وزارة الأوقاف بإيصال رسالة واضحة وقوية إلى الخطيب بتقديم الاعتذار عمّا جاء في خطبته، مهددة بتقديم شكوى ضدّه إلى النائب العام بتهمة القدح والتشهير.  

شكوى نقابة الأطباء والمطالبة بتقديم الاعتذار، ردّ عليها خطيب الجمعة محمد العكلوك بالقول: "الاعتذار عن كلمة الحق يُسقط صاحبه من عين الله قبل عيون البشر، ووالله وتالله وبالله لن أعتذر عن كلمة حق قُلتها، وفيَّ عينٌ تطرف". 

وأضاف العكلوك في منشور عبر حسابه في "فيسبوك": "لا خير فينا إن رأينا الظلم وسكتنا، أو شاهدنا الفساد ودارينا، وإلّا فباطن الأرض أحبُّ لنا من ظاهرها". 

ردّ الخطيب العكلوك على بيان نقابة الأطباء
ردّ الخطيب العكلوك على بيان نقابة الأطباء

وتابع العكلوك: "ليعلم الجميع؛ العلماء والأطباء والمحامون والمهندسون والتجار وجميع الناس؛ أنّهم تحت تعاليم هذا الدين الحنيف فلا أحد فوقه كائنًا من كان، وهذا مبدأ أكده النبي بقوله: "وَايْمُ اللهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا".

وبالعودة إلى الجزء الذي نشره الشيخ العكلوك من خطبته، فإنه اتهم بعض الأطباء بعدم المبالاة بمعاناة المرضى وآلامهم، وعدم تأدية الأمانة على وجهها الصحيح في المستشفيات الحكومية، فيما يتعامل (الطبيب) بلطف معهم في عيادته الخاصة التي يسعى لجلبهم إليها. 

الداعية والمدرِّس في وزارة التربية والتعليم، أسامة رضوان علّق على الخطبة بالقول: كلام الخطيب لا غبار عليه، وقد تكلّم عن فئة موجودة من الأطباء ولم يعمم بل إنه جمع معهم المعلمين المقصّرين أيضًا.

وأضاف رضوان: المقصرون موجودون في كل مكان في العمل الحكومي، وبدلًا من التهجّم على الداعية، (يجب) البحث عن أمثال هؤلاء المقصرين ومحاسبتهم".

المحاضر في الجامعة الإسلامية عبد الرؤوف المناعمة، علّق بالقول: لا يوجد فئة بشرية أو أصحاب مهنة معصومة، فالكل يخطئ (...)، والشيخ تحدّث ووصف بعض الممارسات التي تصدر من بعض الموظفين، وهو يحذِّرنا ويذكِّرنا بالواجب الشرعي، فلا يجب أن يغضب أحد".

المحلل السياسي نهاد الشيخ خليل، قال إن الوقت حان لإعادة النظر في أشياء كثيرة نعيشها، منها خطب الجمعة، مشيرًا إلى أن الكثير من الخطباء يناقشون قضايا السياسة والاجتماع والإدارة والاقتصاد دون يكونوا عارفين بها، وبخباياها.

الناشط طارق شمالي، قال إن علاج أي مشكلة يتم عبر تدارسها من جميع جوانبها مع أصحاب الشأن، وجمع معلومات حقيقة عنها والتأكد من صحتها، ثم مناقشة هذه المشكلة من جميع جوانبها والوقوف على كل تفاصيلها للخروج بحلول منصفة وواقعية لها.

وأضاف شمالي: "المشاكل لا تُحل بخطبة هنا أو ندوة هناك على قاعدة أخبرني فلان وقال لي علان وسمعت، وقالوا، ولا تُحل بالصوت المرتفع والكلمات المنمّقة وتجييش عواطف الناس، ولا تُحل بالغلظة والترهيب والاتهام والتخوين".