الترا فلسطين | فريق التحرير

أعلن رئيس هيئة متابعة العمل الحكومي، في قطاع غزة، عصام الدعليس، مساء الخميس، عن جملة إجراءات بعد الأحداث التي شهدتها قرية "أم النصر" البدوية شمال قطاع غزة، في أعقاب قيام الشرطة وسلطة الأراضي بإزالة تعديات عن أراض حكومية، ما أدى لإصابات بالرصاص والحجارة. 

وقال الدعليس في فيديو نُشر على صفحة رئيس المكتب الإعلامي الحكومي، سلامة معروف، إنه تقرر مراجعة الإجراءات الميدانية ومحاسبة كل مخطئ بغض النظر عن موقعه وصفته فلا حصانة لأي فرد، فهم لا يقبلون أي تعديات على الأرض الحكومية، وفي ذات الوقت لا يتم معالجة الأمر بالقوة، بل بمراعاة أوضاع الفقراء والمحتاجين.

وأكد على معالجة أوضاع أي أسرة فقيرة من الأسر المتعدية على الأرض الحكومية، والسعي لتوفير المسكن الملائم لها عبر الاستفادة من مشاريع الإعمار القائمة وفق الإجراءات التي تضمن العدالة وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص والمساواة.

وقال إنه لا توجد أي إجراءات جديدة بخصوص الدراجات النارية، وما صدر عن مدير شرطة المرور اجتهاد شخصي منه، فالظروف في قطاع غزة لا تسمح بمثل هذه الإجراءات، مع التأكيد على ضبط الحالة المرورية وعدم التهاون مطلقًا مع أي مخالفات تعرض أبناء المواطنين للخطر.

ونفى الدعليس القيام بأي إجراءات جديدة ضد السيارات التي تعمل على الغاز، وقال إن كل ما يشاع في هذا الإطار غير صحيح، ونعلم الظروف التي دفعت إلى تشغيل بعض السيارات على الغاز.

وأشار إلى أنه تم إصدار توجيهات لكل من وزارة التنمية الاجتماعية وسلطة الأراضي لتفعيل رابط البيانات الإلكتروني الخاص بمستفيدي الشؤون الاجتماعية بينهما بحيث لا يحتاجوا إلى استصدار مستخرج القيد ورقيًا أو دفع رسوم المعاملة.

وظهر الخميس، أفاد مصدر طبيّ لـ "الترا فلسطين" بأن المستشفى الأندونيسي شمال قطاع غزة، استقبل 11 إصابة من مواطنين وعناصر شرطة وموظفين بسلطة الأراضي، إثر مواجهات في قرية أمّ النصر "القرية البدوية" أعقبت حملة لإزالة منزل مُقام على أرض تُصنّف "حكومية".

إصابات بينها برصاص حي، ومواجهات في القرية البدوية شمال قطاع غزة، على خلفية تنفيذ الشرطة حملة إزالة تعديات عن "أراض حكومية" 

ووفقًا للمصدر فإنّ مواطنًا أصيب بطلق ناري في صدره، وجرى لاحقًا تحويله إلى مستشفى الشفاء لخطورة حالته، فيما أصيب ثلاثة مواطنين بشظايا الرصاص، وبقية الإصابات كانت جرّاء الرشق بالحجارة.

ونّفّذت الشرطة بمرافقة سلطة الأراضي شمال قطاع غزة، حملة اليوم، لإزالة منزل أقيم حديثًا على أرض في القرية تُصنّف بأنها حكومية، الأمر الذي أثار جدلًا واسعًا على منصّات التواصل الاجتماعي.

وأفاد شاهد عيان لـ "الترا فلسطين" بأن عناصر الشرطة وسلطة الأراضي قاموا بتجريف أحد منازل سكان القرية، وأثناء مغادرتهم للقرية تمّ رشقهم بالحجارة من قبل عشرات السُّكان الغاضبين، فيما أطلق عناصر الشرطة النار بكثافة.

ولم يجزم الشاهد الذي يسكن القرية، بتعرّض الشرطة لإطلاق نار من قبل سكان القرية، غير أنه أشار لسماع إطلاق كثيف للنار في المكان. 

وعلم "الترا فلسطين" أنه جرى قبل نحو أسبوعين إزالة منزل آخر بُني حديثًا في القرية، دون حدوث أي مواجهات، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن سلطة الأراضي والشرطة تقوم بإزالة أبنية حديثة يقوم بعض المواطنين ببنائها، مع العلم أن عشرات المنازل التي تقطنها العائلات في المنطقة،  مقامة على أرض "حكومية".

قرية "أم النصر" من المناطق المهمّشة، تقطنها أغلبية بدوية "القرية البدوية"، وتقع شمال بلدة بيت لاهيا ضمن محافظة شمال غزة 

ووفقًا للمصدر فإن عددًا من السكان الغاضبين هاجموا -بعد انسحاب الشرطة من المكان- أربعة أبراج سكنية جرى إنشاؤها مؤخرًا برعاية قطرية في محيط القرية، ويقطنها مئات المواطنين، وحطّموا زجاج النوافذ وسيارات المواطنين، رغم عدم علاقتهم بالحادثة.

بدورها قالت وزارة الداخلية والأمن الوطني في بيان، إنها "تتابع ما حدث ظهر اليوم في قرية "أم النصر" شمال قطاع غزة، أثناء تنفيذ قرار إزالة تعدّ على أملاك عامة، وما أسفر عنه من إصابة عدد من أفراد الشرطة والمواطنين".

وأوضح الناطق باسم الوزارة إياد البزم أن الوزارة قررت فتح تحقيق في الحادث للوقوف على ملابساته.

كما أصدر المكتب الإعلامي الحكومي بيانًا، أوضح فيه أنه، وبناءً على توجيهات رئيس متابعة العمل الحكومي، وفي إطار متابعة حدث إزالة تعد لأحد المواطنين اليوم في قرية "أم النصر" شمال قطاع غزة، وما تخلله من تعد على ممتلكات خاصة وعامة، وإصابة عدد من المواطنين وأفراد الشرطة وموظفي سلطة الأراضي، فقد تقرر فتح تحقيق في الحادث للوقوف على ملابساته وتحديد المسؤوليات. 

وعلى منصّات التواصل الاجتماعي، كتب فلسطينيون تحت هاشتاغ #القرية_البدوية مستنكرين طريقة التّعامل مع هذا الملف الشائك، وفق قولهم. 

الصحافي الفلسطيني تامر المسحال، كتب على صفحته في "فيسبوك" أنّ "ما جرى في القرية البدوية اليوم، أمر مؤسف، القانون واجب لكن الحكمة أوجب". 

وكتب جاد القدومي أن جاد القدومي جغرافيا محاصرة كقطاع غزة، فيها أناس يسكنون أرضًا يُقال إنها (حكومية) أين يذهبون؟ وبأي منطق يتم معالجة هكذا قضايا في ظل الظروف الحالية، وبالقوة.

وطالب "أحمد أبو سعيد" بترك الناس "مستورة في بيوت الزينكو"، في إشارة منه للقرية البدوية. 

وكتبت آلاء نصر: "البلطجة نفسها إلي شفناها أمام جامعة النجاح.. بتتكرر في القرية البدوية في غزة اليوم".

 جدل واسع على السوشال ميديا، أثاره تنفيذ سلطة الأراضي حملة إزالة تعديّات عن أراض حكومية بغزة 

وعقّب الصحافي عقيل عواودة بأنّ "من تجرع الجمر لا يُضرب بالرصاص، ومن صبر ورابط في حروب البلاد الأربعة في غزة لا يُضرب ولا يُسحل ولا يُهان، والقانون الذي نسعى جميعًا لتطبيقه لا يُطبّق بالرصاص ولا يطبّق بالعصا".

وأضاف: "من كان يعتقد أنه صاحب وصاية على البلاد وأهلها بملئ الفيه نقول له أنت واهم. نُحب البلاد كل يوم ونحب السواعد التي تحفرها لتنال عزّها، وفي ذات الوقت نحن درع وسيف في وجه كل من يحاول المساس بكرامتنا ويستهين بجراحنا"، واعتبر أن ما جرى في #القرية_البدوية من إطلاق الأجهزة الأمنية للنار على الناس "جريمة لا يبررها شيء، ولا يغفرها أحد ولا يرضاها فلسطيني يحب الأرض وأهلها". 

عبد الله الشرحة تساءل في منشور على "فيسبوك": لو كان لديك قطعة أرض تم التعدي عليها هل كنت سأتضامن مع القرية البدوية، وأضاف: هذا سؤال ينطوي على إشكاليه كبرى، ومغالطة منطقية تدعى (مغالطة الشخصنة)، وبشكل أوضح تتمثل الإشكالية في أنه لا ينبغي وضع المواطن في موضع الحكومة، فمنظور المواطن يختلف تمامًا عن منظور الحكومة، فبينما يغلب على الأول الفردانية وحقوق الفرد، في حين تمثل الحكومة مصلحة المجتمع بأسره، وهو ما قد يُحدث صدامًا يكون سببًا في نشوء أنظمة قانونية ومبررًا لوجودها كالتي تعرف اليوم بالقانون العام مثلًا.

وقال إن مصلحة المجتمع لا تتحقق بالإخلاء القسري، للحفاظ على حق الملكية، بل يجب أن يرتبط أي إجراء مماثل بضمان الحق في السكن.

مصلحة المجتمع لا تتحقق بالإخلاء القسري، للحفاظ على حق الملكية 

وكتب تيسر عبد الله أنّ "ما حدث اليوم في القرية البدوية أمر مؤسف. الصور ومقاطع الفيديو المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد فظيعة ومؤلمة لا يمكن أن تعبر عن مشاهد مواطنين يرزحون تحت الاحتلال. ينزعون من أرضهم التي يعيشون عليها منذ سنوات طويلة"، وقال إن هذه المشاهد تؤشّر لغياب الحكمة. 

وطالب بأن يُعاد النظر في القوانين التي تسمح بالاعتداء على المواطنين بشكل جماعي. وتضعهم في حالات مخالفة للقانون رغمًا عنهم. ورغم أنهم يسكنون على أرضهم منذ عشرات السنين. 

وقرية "أم النصر" تعدّ من المناطق المهمّشة، وتقطنها أغلبية بدوية "القرية البدوية"، تقع شمال بلدة بيت لاهيا ضمن محافظة شمال غزة، توصل مساحتها نحو 800 دونم، ويزيد عدد سكّانها عن خمسة آلاف يعمل غالبهم في الزراعة والرعي، وتتشكل منازلهم من الصفيح.

اقرأ/ي أيضًا:

"زيارة خاطفة".. بينيت وبن زايد يبحثان الملف النووي الإيراني

حكومة الاحتلال تعاقب مستشفيات الناصرة انتقامًا من غيداء زعبي

نشر خريطة لمنظمات يهودية في ولاية أمريكية يُسبب صدمة لقادتها.. و"إسرائيل" تُدين

استشهاد شاب بمواجهات في حلحول