07-يناير-2025
النازح تيسير أبو عبيد يضطر لحفر ملجأ تحت الأرض لحماية عائلته من البرد القارس.

النازح أبو عبيد يحفر في الأرض لتوفير مأوى لعائلته 

بأدوات بسيطة، اضطر النازح تيسير أبو عبيد (38 عامًا) للحفر في الأرض لتوفير مأوى يحمي أسرته المكونة من 10 أفراد من الطقس البارد والرياح القوية، بالإضافة إلى توفير مساحة إضافية لزيادة حرية الحركة داخل خيمته الصغيرة.

النازح تيسير أبو عبيد يحفر في الأرض لتوفير مأوى لعائلته وحمايتهم من برد الشتاء القارس في غزة 

أبو عبيد، النازح من بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، بعدما دمّرت طائرات الاحتلال منزله، حاصرته ظروف الشتاء القاسية وتوقفه عن العمل، فلجأ إلى حفر باطن الأرض لتوسعة خيمة عائلته التي كانت ضيّقة للغاية.

عائلة أبو عبيد داخل الخيمة المحفورة في الأرض
عائلة أبو عبيد داخل الخيمة المحفورة في الأرض (عبد الكريم السموني/ الترا فلسطين)

يقول تيسير أبو عبيد لـ "الترا فلسطين": "في البداية قمت بالحفر على عمق 90 سم، مما حسّن حرية الحركة، وبعد ذلك قررت زيادة عمق الحفر إلى مترين".

وأمضى أبو عبيد 60 يومًا متواصلة في حفر خيمة عائلته التي تبلغ مساحتها 3 أمتار مربعة، وسط تحديات صعبة مثل نقص أدوات الحفر، نوع التربة الطينية الصلبة وانتشار جذوع الأشجار. ورغم كل هذه التحديات، تمكن أبو عبيد من التغلب عليها في النهاية.

تيسير أبو عبيد: أنا مضطر للحفر في التراب لتوفير المأوى والدفء لأطفالي في ظل توالي أخبار وفاة الأطفال بسبب البرد

ووصف أبو عبيد عملية الحفر بالصعبة جدًا، مشبِّهًا إياها بالأشغال الشاقة، معبّرًا عن أمله في أن تتوقف الحرب وأن يعود إلى بلدته بيت لاهيا ويلتقي بعائلته.

وبسبب البرد القارس، لجأ أبو عبيد إلى حفر مدفأة داخل خيمته، ومن الجهة الأخرى حفر مدخنة لتصريف الدخان، معلّقًا: "أنا مضطر للحفر في التراب لتوفير المأوى والدفء لأطفالي في ظل توالي أخبار وفاة الأطفال بسبب البرد".

حفر أبو عبيد داخل خيمته أيضًا لصنع مدفأة لأطفاله
حفر أبو عبيد داخل خيمته أيضًا لصنع مدفأة لأطفاله (عبد الكريم السموني/ الترا فلسطين)

ويعيش نحو مليوني فلسطيني في ظروف مأساوية في مخيمات النازحين ومراكز الإيواء بسبب استمرار الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، والتي أسفرت حتى الآن عن 45,885 شهداء و109,196 إصابة، وآلاف المفقودين. 

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي عن ارتفاع عدد الوفيات بسبب البرد القارس وموجات الصقيع بين النَّازحين الذين دمّر الاحتلال منازلهم إلى 8 وفيات، وقال في بيان إنّ العدد مُرشح للزيادة بسبب الظروف المأساوية.