07-مارس-2017

انتصف ليل الخامس من أذار/ مارس 1975، في قلب مدينة تل أبيب، بينما كان ثمانية مقاتلين من حركة فتح، يتسللون من البحر، انطلاقًا من الشواطئ اللبنانيّة لينفّذوا عملية فندق السافوي في قلب ميدنة تل أبيب، انتقامًا لاستشهاد الكمالين؛ ناصر وعدوان، وأبو يوسف النجّار.

الرقابة العسكرية الإسرائيلية سمحت مؤخرًا بنشر مشاهد فيديو، يصف فيها ضابط شارك باقتحام الفندق، وقائع العملية

خُطّة العملية، كانت تقضي باحتجاز إسرائيليين بعد نجاح المنفذين بالتسلل إلى تل أبيب، لمبادلتهم لاحقًا، بأسرى فلسطينيين. وقُبيل انتصاف الليل بنحو 45 دقيقة، وصل الفدائيون على متن زورقين حربيين إلى شاطئ تل أبيب؟ دورية الشرطة الإسرائيلية التي كانت في المكان اشتبهت بالمجموعة وفتحت النار صوبهم، ما أدّى لانفجار الزورق الذي كان مُحمّلًا بالذخائر والمتفجرات.

إليكم الفيديو الذي سمحت الرقابة الإسرائيلية، بنشره، بترجمة فريق ألترا فلسطين

بعد انفجار القارب، تمكّن أفراد المجموعة من التسلل باتجاه الشاطئ، وقطعوا الشارع الرئيس وهم يطلقون النار ويلقون القنابل اليدوية، حاولوا في البداية السيطرة على أحد دور السينما الشهيرة في تل أبيب، لكنّ الباب كان مُغلقًا ولم ينجحوا في فتحه رغم إطلاقهم صليات من الرصاص عليه وتفجير قنابل يدوية.

اضطرّت المجموعة لمواصلة السير، بينما يُطلق أفرادها النار، ثم اقتحموا فندق "السافوي" وأخذوا عددًا من الرهائن إلى الطابق العلوي. بعد ذلك حاول عنصران من المجموعة مغادرة الفندق لأخد المزيد من الرهائن، وعلى البوابة تبادلوا إطلاق النار مع جندي احتياط، كان منزله قريبًا من المكان، فقتلوه.

تمركز الفدائيون في الطابق العلوي من الفندق المكون من عدة طوابق، بعد فخخوا المبنى جيّدًا. وعند الساعة الواحدة فجرًا، وصلت إلى منطقة الفندق وحدة النخبة في جيش الاحتلال "سيريت متكال". هدد الفدائيون بقتل الرهائن إذا لم تفرج إسرائيل عن 20 أسيرًا فلسطينيًا وعربيًا من بينهم هلاريون كبوتشي في غضون أربع ساعات. أدار الفدائيون المفاوضات مع جيش الاحتلال عبر رهينة كانت تجيد اللغة العربية، واستمرّت المفاوضات نحو ثلاث ساعات، وافق خلالها الفدائيّون على تحرير عجوز ألمانيّ (60 عامًا)، وقد أصيب بجرح بليغة بترت على إثرها رجله.

وفي الساعة الـ 05:15 فجرًا، اقتحمت وحدات القوّة الإسرائيلية "سيرت متكال" المكان، ففجر الفدائيون ألغامهم، ولحق دمار هائل بالفندق، وتمكّن الفدائيّون من قتل ثلاثة من عناصر القوّة المُهاجمة، وأصابوا ثلاثة آخرين بينهم قائد سابق لـ"سيرت متكال" هو العقيد عوزي يئيري، إضافة لمقتل ثمانية مدنيين إسرائيليين، وخبير سلاح ألمانيّ أدّى مقتله لعرقلة مشروع تطوير دبابة الميركافا.

انتهت العمليّة باستشهاد سبعة من الفدائيين، فيما حُكم موسى جمعة، بالإعدام، لكن جرى تحريره لاحقًا في عملية تبادل أسرى.


الفدائيّون الثمانية:

خضر أحمد جرام (الملازم خضر)، قائد المجموعة، من مواليد الرملة 1947

عمر محمود محمد الشافعي (أبو الليل الهندي)، من مواليد جنين 1955

أحمد حميد أحمد أبو قمر (أبو عبيدة الجراح)، من مواليد غزة 1948

عبد الله خليل عبد الله كليب (مصالحة خليل الهزّاع)، من مواليد طولكرم 1955

محمد ضياء الدين الحلواني (عصام بهاء الدين السيوفي)، من مواليد نابلس 1948

موسى العبد أبو ثريا (موسى عزمي)، من مواليد غزة 1957

نايف نجد إسماعيل الصغير (زياد طارق)، من مواليد أذنا-الخليل 1954

موسى جمعة حسن (موسى أحمد)، من مواليد السلط 1952، وهو الناجي الوحيد.


اقرأ/ي أيضًا: 

طحين الأسرى وابتساماتهم

السيرة القسرية للمدينة الفلسطينية

عزمي بشارة: المدينة الغائبة