يستمر موسم الحصاد الفلسطيني حتى نهاية شهر حزيران/يونيو، حسب المناطق الجغرافية الفلسطينية ودرجات الحرارة فيها، وفي المثل الشعبي الفلسطيني "في أيار احمل منجلك وغارْ".

يكون الحصاد باليد أو بالمنجل الحديدي على اختلاف أنواعه وأشكاله، وحديثًا بدأ الفلاحون يحصدون قمحهم على آلات زراعية 

ويكون أول ما يحصده الفلاح "عدس - بيكه – كرسنّة"، ثم الشعير، ويليه القمح. وعن ذلك يقول المثل: "اللي بزرع قمح بحصد قمح". 

ولما كان القمح هو رأس مال الفلاح وأهم مونته من الحبوب، "القمح والزيت عمارة البيت"، فإن محور زراعة الحبوب في فلسطين كان يقوم على القمح. ومقدار الغنى عند الفلاحين بمقدار ما ينتج من قمح، "إن كان في البيت قمح وزيت سحّجت وغنيت".

ولا يكون حصاد القمح إلا بعد نُضجِه وميل لونه للأصفر الذهبي، ولذا يقولون: "إن مَشمَش القمح انزل عليه، وإن مَشمَش الشعير شو بدك فيه"، ذلك أن الشعير يُحصد قبل القمح بأسبوعين أو أكثر.

حين ينضج سبل القمح جيدًا، ويصفر لونه، وتبدأ سنابله بالانحناء، فذلك إعلان صريح من السبل للفلاح لبدء الحصاد، ولذا يقولون: "القمح قايص" 

ولا يكون الحصاد إلا في ساعات الصباح الباكر، "عَ الندى"، وقبل طلوع الشمس "مِد ع البراد"، "الذهب في ثِمّ (فم) الصبح". ويوصي الفلاحون بعضهم بضرورة البدء باكرًا، "السروة البدرية ما بتلتحق"، "احصد ع البدري قبل ما تيجي الشوبه"، ويعيبون على الحصّاد أن ينام لوقتٍ متأخرٍ في أيام موسم حصيدة القمح، "قوم يا عبدي تني (حتى) أعينك، نام تني أهينك".

والحصيدة عملٌ جماعيٌ يحتاج إلى رفقةٍ وونَسٍ لأنها جهدٌ شاق، وغالبًا ما تكون طويلة المدة، ولذا فإنهم يقولون، "البركة في اللمة"، "الإيد (اليد) ع الإيد رحمة". ويتداعى الفلاحون للمساعدة في الحصاد مع بعضهم البعض في النظام المعروف بالعونة، "عاونّي تعاونك وساعدني تساعدك"، "من عاونا عاوناه من عاونا عانه الله". ويكون الحصاد باليد أو بالمنجل الحديدي على اختلاف أنواعه وأشكاله، وحديثًا بدأ الفلاحون يحصدون قمحهم على آلات زراعية.