23-يناير-2025
الشاب محمود العتال تعرض لقصف إسرائيلي

الشاب محمود العتال تعرض لقصف إسرائيلي أثناء ذهابه للحصول على بعض الطحين من حي الزيتون

في الثالث والعشرين من شباط/فبراير 2024، وبينما كان الجوع يفتك بأهالي قطاع غزة الذين طحنوا أعلاف الحيوانات لأكلها، اضطر الشاب محمود العتال (25 عامًا) وابن عمه محمد للتوجّه إلى منزلهما في محيط دوار دولة جنوب حي الزيتون شرق مدينة غزة لإحضار الطحين، ورغم المخاطر، لم يكن لديهما خيار آخر.

يروي محمود العتال مأساته أثناء محاولة جلب الطحين في حي الزيتون، حيث استهدفهم القصف الإسرائيلي وتركه بإصابات خطيرة، وزعم الجيش لاحقًا أنّه استهدف ثلاثة مسلحين!

يقول محمود: "منزلنا يقع في شارع فرعي بين شارع كشكو وشارع صلاح الدين، حيث تواجدت آليات الاحتلال. انطلقنا برفقة جارنا كريم عويضة لإحضار الطحين، وكان يسعى لجلب بعض النقود من منزله، لكن وجد منزله كومة من الركام وانهار بالبكاء".

ويضيف محمود: "صعدت أنا إلى الطابق الثاني وابن عمي إلى الطابق الأول بحثًا عن أي طعام. أحضرنا بقايا كيس من الطحين ولترًا من زيت القلي وبعض البقوليات. بعد جمع الأكل، توجّهنا نحو بوابة المنزل للمغادرة، وطلبت من كريم مساعدتي في الإمساك بالدراجة الهوائية ووضع كيس الطحين عليها".

وفي طريق العودة، تم استهدافهم بصاروخ من طائرة حربية مسيرّة، ما أدى إلى إصابة محمود في قدمه اليمنى وبتر قدم كريم. حاول ابن عمهما محمد إسعافهما، لكنه أُصيب بجراح طفيفة بعد استهدافه بصاروخ آخر. استشهد كريم فيما نزف محمود، وتم نقله بواسطة شبان إلى مستشفى المعمداني ثم إلى مستشفى الشفاء.

محمود العتال: عدوّنا لم يكن يفرّق بين الشجر والحجر وبين المدني والمقاوم، بل كان يشن علينا حرب إبادة

بعد ثلاثة أيام من الحادث، تفاجأ محمود بمقطع فيديو نشره جيش الاحتلال بعنوان "استهداف (إرهابيين) في حي الزيتون". واعترف جيش الاحتلال بأنه استخدم مسيرّة لقصفهم، اعتقادًا بأن أحدهما يحمل قذيفة "آر بي جي". لكن محمود ردّ بالقول: "بماذا يفيدني هذا الاعتذار؟ وما ذنب أكثر من 60 ألف شهيدًا سقطوا في هذه الحرب؟".

الشاب المصاب محمود العتال
الشاب المصاب محمود العتال

يعيش محمود منذ الحادثة مع نقص قدره 5 سم في عظم القدم وتهشّم في المفصل "الرمانة"، لكنّه لا يزال يأمل في السفر لتلقي العلاج عبر معبر رفح بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار مؤخرًا.