16-أبريل-2023
معاذ عمارنة

في الجهة المقابلة تمامًا لقبة الصخرة، وداخل أسوار المسجد الأقصى، نصب الصحفي معاذ عمارنة (35 سنة) خيمة له، معتكفًا في العشر الأواخر من شهر رمضان، لتكون القبة الذهبية أول مشهد تقع عليه عينه في ساعات الصباح. من هنا، واظب معاذ على مدار شهر رمضان توثيق الحياة اليومية الرمضانية في المسجد الأقصى، إضافة إلى مرافقه ومصلياته، بعينه الوحيدة التي بقيت له بعد جريمة الاحتلال بحقه قبل أربع سنوات.

"الحياة هنا ليست كأي حياة، فأنت موجود على قطعة من الأرض لكنك تعيش على قطعة من الجنة" يقول معاذ عمارنة في وصف الاعتكاف بالمسجد الأقصى، بعدما شهد المسجد اعتداءات عنيفة نفذتها قوات الاحتلال منذ الليالي الأولى في شهر رمضان لمنع الاعتكاف.

ويُضيف معاذ: "الكثير من الناس بتفكر برنامج المعتكفين في المسجد الأقصى صلاة ونوم فقط، وهذا غير صحيح. فالاعتكاف في الأقصى برنامج حياة طبيعي، مليء بالفعاليات والأنشطة التي تغذي الروح والجسد".

وأوضح، أن المعتكفين، بعد صلاة الفجر يبقون في مصلاهم داخل المسجد حتى صلاة الضحى، ثم يخلدون للنوم والراحة ساعات قليلة، ثم يبدأون يومهم مرة أخرى من إطلالتهم "الأجمل على وجه الأرض" حسب تعبيره.

الاعتكاف في الاقصى

معاذ عمارنة، الذي فقد عينه اليسرى برصاصة إسرائيلية في عام 2019، يواصل رغم ذلك عمله الصحفي حتى الآن، وإلى جانب ذلك وثق من داخل المسجد الأقصى على حسابه الشخصي في فيسبوك مشاهد تلخص أجواء رمضان في المسجد الأقصى، وغيرها من مرافق المسجد ومصلياته.

يقول: "كثير ناس ما بتقدر توصل للصلاة في الأقصى، أو تعيش الأجواء الإيمانية والروحانية فيه بسبب سياسية الاحتلال، وأنا دوري أنقل هؤلاء الأشخاص للعيش في الأقصى عبر جولاتي المصورة التي أحرص على عدم إجراء أي عمليات مونتاج عليها".

وبيّن معاذ عمارنة، أنه يشعر بسعادة بالغة عندما يستمع من مصلين في المسجد الأقصى أنهم تحفزوا للقدوم والاعتكاف بعد مشاهدتهم لمقاطع الفيديو والصور التي ينشرها عبر مواقع التواصل، وهذا جعله يُكثف منشوراته اليومية من المسجد الأقصى التي بدأت بمنشورين في أوائل شهر رمضان، لتزيد عن هذا العدد يوميًا مع اقتراب الشهر الفضيل من نهايته.

لكن، كيف يواصل معاذ عمله في التصوير بعين واحدة، وفي ظل المتابعة الصحية المتواصلة؟ يُجيب معاذ أن هذا أصعب شيء يُمكن يتعرض له المصور الصحافي، فهو بحاجة إلى عين تركز على الكاميرا وأخرى تتابع الحدث الذي يجري تصويره، "ولكن أخذت على عاتقي عهدًا بتحدي الاحتلال والاستمرار في تأدية رسالتي، والحمد لله باتت صوري أكثر انتشارًا وتفاعلاً مما كانت عليه قبل إصابتي" أضاف معاذ.