25-سبتمبر-2022
عز الدين اللولو مع عدد من الأطفال في قطاع غزة

على ورقة بيضاء يثبتها فوق مقود سيارته، وبقلم رصاص، يرسم الشاب العشرينيّ عز الدين لولو ملامح وجوه البسطاء والكادحين الذين يصادفهم في شوارع مدينة غزة، ساعيًا من وراء ذلك لـ "إدخال الفرحة إلى قلوبهم".

السّعادة تتمثّل في رسم البسمة على شفاه الآخرين، كما يقول عز الدين اللولو الذين يدرس تخصص الطب، الأمر الذي دفعه لرسم البسطاء الذين يلتقيهم في غزة  

"لا يوجد سعادة بالنسبة لي، أكثر من إسعاد هؤلاء البسطاء". ويقول عز الدين في حديثه لـ "الترا فلسطين"، إنه بدأ رسم ملامح هؤلاء الأشخاص لأنهم يستحقون التقدير والاحترام، وخاصة أنهم لا يلقون التقدير المناسب في أغلب الأحيان. 

مسن في قطاع غزة

بائع "ترمس" مُسن يجلس تحت ظل شجرة في أحد شوارع المدينة، وشرطي مجتهد في عمله على أحد المفترقات المزدحمة، وطفلة في مركز لرعاية الأطفال ذوي الإعاقة، كانت تلك بعض الصور التي رسمها عز، ولاقت رواجًا على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويدرس الشاب لولو الطب البشري في الجامعة الإسلامية بغزة، في سنته الدراسية الرابعة، وتم ترشيحه مؤخرًا ضمن 6 شبان كأفضل صنّاع محتوى، في مسابقة لاختيار سفير فلسطين للنوايا الحسنة. وهو الذي بدأ ممارسة هواية الرسم وهو في السابعة من عمره.

وعن آخر صورة رسمها عز، يقول: كانت صورة لبائع "ترمس"، شاهدته مرارًا وهو يمارس عمله رغم كبر سنه، بدأت الرسم داخل السيارة دون علمه، وبعد الانتهاء منها عرضت عليه الصورة، وقد شعر حينها بسعادة كبيرة، وغمرني بدعائه الجميل.  

ويتابع عز: "لقد كانت ردة فعل الرجل المسن أجمل ما شاهدته خلال رسمي وجوه البسطاء، لذا أخبرت والدتي بالقصة فور عودتي إلى المنزل، وقلت لها: اليوم اعملت شغلة أعطتني طاقة، ودافعية لممارسة الرسم لـ 20 سنة".

رسم عز الدين اللولو

وعلقت سيدة رسمها عز داخل أحد مراكز رعاية المسنين، بالقول: "ليش ما صغرتني وخليتني عروسة في الصورة"، فيما علقت طفلة أخرى وهي في حالة ذهول: "يا الله هذه صورتي".  

رسم الأطفال - عز الدين اللولو

ويحرص عز على الحصول على عناوين من يرسم شخصياتهم، ليتمكن من التواصل معهم حال استعداد أحد ما لتقديم المساعدة لهم، وهو ما حصل بالفعل إذ قام بعض الشبان المبادرين بمفاجأة الرجل المسن، وتقديم عربة مخصصة لبيع "الترمس" هدية له.

وإلى جانب ممارسته فن الرسم بقلم الرصاص، أتقن الشاب عز الرسم عبر تقنية "زووم" باستخدام الجهاز اللوحي، ونجح في إنشاء بعض الرسومات المتداخلة التي جسّد خلالها مشاهد من العدوان الإسرائيلي المتكرر على قطاع غزة، تحت عنوان "ما زال للألم بقية"، كما أعدّ فيديو آخر يوثّق العدوان الأخير على القطاع، حقق رواجًا واسعًا.

ويرى عز بأنه لا تعارض بين ممارسته للفن ودراسته للطب البشري، مضيفًا: الطب مهنتي والرسم هوايتي، وأجتهد أن أمضي فيهما بشكل متوازن. ويسعى لتوظيف إمكانيّاته في الرسم ليقول للعالم شيئًا عمّا يحدث في غزة.

دلالات: