04-ديسمبر-2022
تصوير: عبد الكريم السموني (الترا فلسطين)

تصوير: عبد الكريم السموني (الترا فلسطين)

تعاني الشقيقتان رنا ورندة عاشور (36 عامًا)، من مرض هشاشة العظام، ورغم ذلك حرصتا على عرض منتوجاتهما من المطرزات خلال معرض "طاقة وليس إعاقة" الذي انطلق السبت في مدينة غزة، بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة (الثالث من كانون أول/ ديسمبر من كل عام).

الجهاز المركزي للإحصاء: نسبة الأفراد ذوي الإعاقة في فلسطين بلغت 2 في المئة من مجمل السّكان خلال العام 2021 

وخلف طاولة خشبية، تزينت بمطرزات لخارطة فلسطين ومسجد قبة الصخرة، وعشرات الاكسسوارات التي صُممت بألوان علم فلسطين، جلست الشقيقتان على كراسي متحرّكة، وإلى جانبهما والدتهما للترحيب بزوّار المعرض. 

 تعاني الشقيقتان رنا ورندة عاشور من مرض هشاشة العظام، ورغم ذلك حرصتا على عرض منتوجاتهما من المطرزات خلال معرض "طاقة وليس إعاقة"
 تعاني الشقيقتان رنا ورندة عاشور من مرض هشاشة العظام، ورغم ذلك حرصتا على عرض منتوجاتهما من المطرزات خلال معرض "طاقة وليس إعاقة"

تقول رندة عاشور لـ"الترا فلسطين"، إنها تقضي وقتها وشقيقتها في تجهيز المطرزات بعد أن تعلّمتا هذا الفن قبل سنوات في مؤسسة محلية بغزة، وتسوّقان منتجاتهما حاليًا عبر منصّات التواصل الاجتماعي. 

وتشير رندة عاشور إلى أنّ المعارض التي تهتم بالأشخاص ذوي الإعاقة هي معارض موسمية، ولا تعطيهم الفرصة الكافية لعرض وتسويق منتوجاتهم. وتقول إنها تطمح لافتتاح معرض دائم مع شقيقتها لبيع منتجاتهما الفنية للزبائن، وهو ما قد يتيح لهنّ شراء أدويتهن الخاصة، مرتفعة الثمن، والتي لا توفِّرها وزارة الصحة. 

مشغولات يدوية
مشغولات يدوية

ويضم المعرض العديد من الزوايا لمنتوجات صنعها أشخاص من ذوي الإعاقة، تم خلالها عرض مشغولات ومطرزات يدوية، ولوحات فنية وحقائب واكسسوارات، إضافة لمنتوجات غذائية وصحية. 

وبمحاذاة الشقيقتان عاشور، زاوية فنيّة للفتاة أريج آغا (18 عامًا) التي تعاني من شلل دماغي وتيبس في أطرافها العلوية والسفلية. تضم الزاوية عشرات القطع المطرزة بأنماط وأشكال جمعت العديد من فنون التطريز الفلسطيني التراثي.  

أريج آغا تعاني من شلل دماغي وتيبس في أطرافها العلوية والسفلية
أريج آغا 

تقول أريج آغا التي وضعت على كتفيها شالًا مطرزًا بألوان زاهية، لـ "الترا فلسطين" إنها تلقت التعليم حتى عمر 12 عامًا، قبل أن تتجه إلى قسم التدريب المهني في جمعية محلية تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة، وقد تمكنت من اجتيازه في مدة عام بدل عامين، وباتت أكبر منتجة للمطرّزات في هذا القسم.

وتضيف أنّها أحبّت التطريز بأنواعه، لكنّها تعلقت بالتطريز الفلاح، وباتت قادرة على تدريب الفتيات، وتسعى لافتتاح معرض لأعمالها ومطرازتها.

الفئة الأكثر تهميشًا

وائل سعد مدير جمعية خريجي كليات تدريب وكالة الغوث، القائمة على تنفيذ المعرض، قال إن الهدف منه تسليط الضوء على الفئة الأكثر تهميشًا في المجتمع، في اليوم العالمي لذوي الإعاقة.

وأشار في حديث لـ "الترا فلسطين" إلى أن مثل هذه المعارض تمنح ذوي الإعاقة بريقًا من الأمل لمواجهة الصعوبات والتحديات، وتمكّنهم من إبراز أعمالهم ومنتوجاتهم المهنية والغذائية، وتساعدهم على الاندماج في المجتمع الفلسطيني ليتمكنوا من إعالة أنفسهم.

ذوو إعاقة

وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن نسبة الأفراد ذوي الإعاقة في فلسطين بلغت 2 في المئة من مجمل السّكان خلال العام 2021، بواقع حوالي 2 في المئة بالضفة الغربية، و3 في المئة في قطاع غزة. 

من جانبها، أوضحت وزارة التنمية الاجتماعية في قطاع غزة أن عدد الأشخاص عدد ذوي الإعاقة بلغ حوالي 130 ألفًا، وفق التعريف الموسّع للأشخاص ذوي الإعاقة والذي يستخدمه الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني. 

وتقول "التنمية" في ورقة حقائق صدرت عنها السبت، إن ذوي الإعاقة يواجهون صعوبات في الحصول على الأدوات المساعدة، وكذلك في صيانتها، بسبب سياسات الاحتلال التي تمنع دخول بعض قطع الغيار بزعم أنها "مزدوجة الاستخدام". 

وزارة التنمية الاجتماعية في قطاع غزة: عدد الأشخاص عدد ذوي الإعاقة بلغ حوالي 130 ألفًا

وأشارت الوزارة إلى أن ذوي الإعاقة وخاصة الحركية، يعانون صعوبة في الحركة بسبب عدم موائمة الكثير من المؤسسات والمباني بسبب عدم الموائمة. 

وبينت ورقة الحقائق أن بعض ذوي الإعاقة يواجهون التمييز والوصمة الاجتماعية، وينظر إليهم على أنهم لا يقدرون على الاعتناء بأنفسهم أو اتخاذ قراراتهم الخاصة، وخاصة الفتيات والنساء ذوات الإعاقة.