01-سبتمبر-2018

كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" عن ما وصفتها "ثورة تغييرات" أحدثها نداف أرغمان في جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلية "الشاباك"؛ بعد عامين من توليه رئاسة الجهاز، موضحة الدور الذي قام به أرغمان في اغتيال الشهداء يحيى عياش، وأحمد الجعبري، وسرحان سرحان، إضافة لدوره في محاولات اغتيال محمد الضيف.

ونشرت الصحيفة تقريرًا مطولاً في ملحقها الأسبوعي، أوردت فيه أنه "بعد انقضاء نصف ولايته رئيسًا للشاباك، بات واضحًا أن نداف أرغمان يدير ثورة حقيقية داخل المؤسسة السرية التي يعتقد أنه من واجبها محاربة القراصة الإلكترونيين التابعين لحرس الثورة الإيرانية، واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي لإحباط الهجمات الإرهابية".

"الشاباك" يُجند مقاتلين إلكترونيين ويُنتج مهنًا جديدة في إطار "ثورة" أحدثها نداف أرغمان المسؤول عن اغتيال عياش والجعبري

وأضافت، "لقد تم تحويل الشاباك في عهد أرغمان حتى أصبح أكثر استخدامًا للهايتك، وبات يُجند مقاتلين إلكترونيين، ولكن أرغمان الذي كان ضالعًا في اغتيال المهندس عياش، ورئيس أركان حماس الجعبري، يقول لمقربيه ليس بالإمكان حل كل معضلة بواسطة الساطور".

ووفق "يديعوت"، فإن العقيدة الأمنية التي يعتنقها أرغمان تقوم على أن "الشاباك يواجه اليوم خصومًا أقل من دول، مثل حماس وحزب الله، واليوم في عصر التكنولوجيا بإمكانهما شراء قدرات تكنولوجية تشبه التي تملكها الدول، وفي ناحية معينة، فإن حماس مُجهزة بتكنولوجيا مثلنا تقريبًا: لدى حماس رجال حرب إلكترونية يشنون هجمات ونحن في مواجهتهم".

وبيّنت الصحيفة أن "الشاباك" وحّد كل الوحدات التكنولوجية في "الشاباك" في جسم واحد، إضافة لذلك جنّد "رجال الحرب الإلكترونية" بشكل واسع، كما أنتج مهنًا جديدًا داخل الجهاز، مثل "فرن المعلومات"، وكلف من يؤدي هذا الدور بالتوصل إلى استتنجاجات استخبارية من المعلومات  الرقمية التي يجمعها الجهاز.

وأضافت "يديعوت" نقلاً عن أرغمان، أن التكنولوجيا لم تأتِ لتحل مكان المعلومات الاستخبارية التي تُجمع بواسطة العنصر البشري،  وإنما جاءت لتقف بجانبها، وليكمل منها الواحد الآخر.

ونشرت الصحيفة صورًا للضيف وعياش والجعبري، وكتبت تحتها: "نداف مؤمن كبير بفعالية الاغتيالات مثلاً: لو أن الجعبري كان يسافر على متن سيارة أجرة، وكان من الواضح أن سائق السيارة البريء سيُقتل لو تم تنفيذ عملية الاغتيال، قال أرغمان مع ذلك فالعملية يجب أن تُنفذ، فثمة أثمان يجب أن تُدفع".

وأشارت إلى أن أرغمان هو من قاد تنفيذ عملية اغتيال المهندس عياش، ونقلت عن آفي ديختر - الذي كان يتولى المسؤولية عن قطاع غزة حينها - قوله: "بعد أن أوصلنا الهاتف النقال الملغم إلى عياش، وعندما تم الضغط على زر التفجير لم يقع انفجار، فساد الإحباط. اعتقدنا أن المشكلة ناجمة عن مشاكل في الاتصالات، فحاولنا إنزال الطائرة للتحليق على مستوى منخفض، ولكن لم ننجح".

وتابع ديختر في حديثه للصحيفة، "قررنا استعادة الهاتف الملغم الذي كان بيد عياش مجددًا. أرغمان قال برباطة جأش أحضروا لي الهاتف، وعندما استعاده نجح في تحديد الخلل الناجم عن انقطاع سلك داخل الهاتف، ثم تمت إعادته لعياش وتصفيته بتفجيره".

وبيّنت "يديعوت" أن أرغمان هو من قرر تنفيذ محاولة الاغتيال الفاشلة بتاريخ 19 آب/أغسطس 2014 لمحمد الضيف، عندما وصلت معلومات استخبارية تحدد مكان وجوده، فتم قصف المكان بعدة قنابل تزن كل واحده منها طُن، ما أدى لاستشهاد زوجته واثنين من أبنائه. وعن ذلك قال رئيس "الشاباك" - آنذاك - يورم كوهين: "ذلك الأمر أصاب الجميع بالأحباط، ومن بينهم أرغمان، ولكنه نهض وواصل العمل".

أرغمان الرئيس الحالي لـ"الشاباك" مُتحمس للاغتيالات ويعتقد أنها الحل الأفضل

ودللت الصحيفة على حماسة أرغمان لتنفيذ الاغتيالات بقصة رواها ديختر مبينًا، "ثمة تواريخ ليس بالإمكان نسيانها، في السادس من أيلول/ستمبر عام 2003 كنت رئيسًا للجهاز، عندما حصلنا على معلومات تُفيد أن قادة حماس قرروا عقد اجتماع طارىء، كان من بينهم الشيخ أحمد ياسين والضيف وآخرين، وسلاح الجو كان جاهزًا لتنفيذ الغارة بعد أن تأكدنا من وصول كل المشاركين في الاجتماع، ولكن تقديرات سلاح الجو أظهرت أن قصف المنزل بواسطة قنبلة تزن طُنًا ستلحق أضرارًا في المنازل المجاورة، وستؤدي لسقوط قتلى".

وقال ديختر: "الجيش أقنع وزير الجيش ورئيس الوزراء شارون بإلغاء العملية، وكنت أنا وأرغمان نرى في العملية فرصة تأتي مرة واحدة في العمر لإبادة قيادة حماس، ثم وافق شارون على قصف المنزل بقنبلة تزن نصف طن. لكن في النهاية تم قصف المنزل بقنبلة تزن ربع طن، ولم يُصب قادة حماس بأذى بل هربوا. لم أكن بحاجة لسؤال أرغمان عن مشاعره لقد كان باديًا عليه الإحباط".

وأشارت "يديعوت" إلى أن أرغمان هو من حدد مكان وجود الشهيد الجعبري قبل اغتياله بلحظات. ويستذكر كوهين تلك اللحظات قائلاً: "النقطة المركزية كانت  اتخاذ القرار في وقت قصير جدًا، أي أنه حدد وأبلغ الجيش أن الهدف في المكان وبالإمكان تصفيته، لقد اتخذ القرار السليم بشجاعة، وقد اتضح لاحقًا أنه قرار دقيق وصائب".


اقرأ/ي أيضًا:

"الموساد" غيّر ملامحه.. ما جديده؟

أسرار المخابرات الإسرائيلية في كتاب.. ماذا جاء فيه؟

بالجنس والابتزاز.. "الشاباك" يخترق حتى المستوطنين