30-يونيو-2019

الترا فلسطين | فريق التحرير

خلال الساعات الأخيرة تصاعد السجال داخل إسرائيل حول قطاع غزة، تخللته دعواتٌ أطلقها وزراء حاليون وسابقون وقادة أحزاب لشن حربٍ جديدةٍ، واتهاماتٌ لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بأنه أفقد جيش الاحتلال الردع تجاه الفصائل في القطاع المحاصر، وذلك في ظل استمرار إطلاق البالونات الحارقة صوب المستوطنات في "غلاف غزة".

ورأى زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، أن الحكومة الإسرائيلية استسلمت لحماس بصورةٍ أقنعت الفلسطينيين بأن ممارسة "العنف" ضد إسرائيل تحقق إنجازات كبيرة، معتبرًا أن التهديد المنطلق من القطاع "يشكل تهديدًا استراتيجيًا على إسرائيل بأكملها".

من جانبه، قال القيادي في ائتلاف "أزرق أبيض" موشيه يعلون، إن الردع الإسرائيلي في مواجهة حماس لم يعد قائمًا، داعيًا لفرض معادلة تُشبه السلوك الإسرائيلي تجاه سوريا، حيث يتم قصف مواقع الجيش السوري ردًا على أي رصاصة تنطلق صوب الجولان المحتل بغض النظر عن الجهة التي أطلقتها.

وخاطب عضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية "الكابينيت" إيلي كوهين، حركة حماس، قائلاً إن "سياسة ضبط النفس الإسرائيلية قد نفدت"، وأن الرد الإسرائيلي على استمرار إطلاق البالونات الحارقة من قطاع غزة "سيكون قاسيًا ومؤلمًا"، وذلك في حديث بثته الإذاعة العبرية العامة صباح اليوم.

أما عضو "الكابينيت" الآخر الحاخام رافي بيريتس، فقد قال إنه لن يكون هناك تسهيلاتٌ لغزة ولن يتم التوصل إلى اتفاق تهدئة طالما استمرت الحرائق، مضيفًا، "لدي ما سأقوله في اجتماع الكابينت اليوم".

وقال زعيم حزب "هناك مستقبل" يائير لابيد، إن إسرائيل فقدت قوة الردع، ولا يمكن استعادته إلا بالقوة المفرطة، مضيفًا، "هل بات أقوى جيش في الشرق الأوسط عاجزًا عن استعادة الردع في مواجهة حماس بغزة؟ إن هذا أمرٌ لا يغتفر".

وعلق نتنياهو بالقول إنه يتفهم المعاناة التي يعيشها سكان المستوطنات المتاخمة لقطاع غزة، "ونعمل لتخفيفها بقدر الإمكان".

وأشار إلى أن حكومته فرضت الأسبوع الماضي عقوباتٍ "صارمة" على حماس بالتنسيق مع الأذرع العسكرية، بما في ذلك وقف تزويد القطاع بالوقود، مؤكدًا أنه حكومته ستتخذ خطوات "أشد صرامة بكثير"، وقد تُضطر لـ"عملية عسكرية".

وهاجم نتنياهو منتقديه قائلاً إنهم "عندما كانوا يحملون وظائف رسمية لم يطبقوا النصائح التي يدلون بها الآن"، مشددًا أن هذه الانتقادات "لا تؤثر علينا"، لأن هؤلاء ذاتهم سيكون أول من ينتقده إذا شن "عملية عسكرية" واسعة النطاق.

وتابع، "ما يرشدني هو شيءٌ واحدٌ فقط وهو أمن إسرائيل".

يُذكر أن حماس وإسرائيل توصلتا الأسبوع الماضي إلى "تفاهمات" تقضي بوقف إطلاق البالونات الحارقة و"العنف" عند السياج الفاصل، مقابل استئناف إدخال الوقود لقطاع غزة وتوسيع مساحة الصيد، إلا أن إطلاق البالونات استمرَّ حتى الآن لكن بوتيرة أقل، ما دفع إسرائيل إلى تحذير حماس من خلال الوسطاء بشن عدوان جديد إذا تواصل ذلك.