قصف عنيف من الجو وتوغل على الأرض: عشرات الشهداء في غزة

شهد قطاع غزة ارتقاء أكثر من 70 شهيدًا، في غارات عنيفة على الشمال والوسط والجنوب، يوم الأربعاء، تزامنًا مع توغل بري باتجاه محور نتساريم، وتهديد وزير الجيش للمدنيين بمواصلة تدفيعهم ثمن فشل إسرائيل في تحقيق أهداف الحرب.

إجمالي الشهداء منذ منتصف ليلة الأربعاء بلغ 75 شهيدًا على الأقل. في حين أن إجمالي الشهداء منذ استئناف حرب الإبادة بلغ نحو 460 شهيدًا

وارتكب جيش الاحتلال مجزرة في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، مساء يوم الأربعاء، حيث أفاد جهاز الدفاع المدني بأن 24 شهيدًا ارتقوا، إثر قصف إسرائيلي استهدف بيت عزاء في حي السلاطين في بيت لاهيا شمال قطاع غزة.

وجاءت مجزرة بيت لاهيا بعد ساعات قليلة من قصف مركبة مدنية في منطقة مصبح شمال مدينة رفح، ما أدى لاستشهاد 7 أشخاص، هم: أحمد عبد الله أبو النجا، محمد سمير أبو النجا، هيثم أبو النجا، صلاح عيادة أبو سمهدانة، نضال زايد أبو عمرة، عبد الرحمن سلمان الشاعر، عنان محمد سحويل.

كما ارتقى في وقت سابق من نهار اليوم أربعة شهداء، إثر قصف خيمة في مدينة أصداء شمال غرب خانيونس، وهم: ضحى جهاد أبو عياد، ياسمين أبو سنيمة، عمر قاسم أبو شرقية (عامان ونصف)، عز الدين أبو سنيمة. 

وأسفرت غارات الاحتلال أيضًا عن ارتقاء شهيدين وعدد من الجرحى إثر قصف منزل في شارع البنات في بلدة بيت حانون شمال القطاع. 

وبحسب مصادر محلية، فإن إجمالي الشهداء منذ منتصف الليلة الماضية وحتى ساعات المساء بلغ 75 شهيدًا على الأقل. في حين أن إجمالي الشهداء منذ استئناف حرب الإبادة فجر أمس الثلاثاء بلغ نحو 460 شهيدًا، وفقًا للدفاع المدني. 

وشهد نهار الأربعاء قصفًا إسرائيليًا على موقع تابع للأمم المتحدة، ما أدى لمقتل موظف أجنبي وإصابة 5 آخرين، وفقًا لوزارة الصحة والمكتب الإعلامي الحكومي. بينما قال مصدرٌ أمميٌ لوكالة فرانس برس إن القصف أسفر عن مقتل اثنين من الموظفين، أحدهما يعمل ضمن مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، والآخر إلى دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام.

توغل بري

وفي السياق، أعلن جيش الاحتلال أنه بدأ عملية برية "محدودة" في قطاع غزة، تهدف إلى السيطرة على مناطق جديدة وتوسيع انتشار القوات حتى وسط ممر نتساريم.

وبحسب إذاعة جيش الاحتلال، فإن القوات تتحرك على عمق 3  كم من السياج الفاصل باتجاه محور نتساريم، وستغلق شارع صلاح الدين في إطار عملية الضغط على حماس للقبول بمقترح ويتكوف الذي ينص على تبادل الأسرى بدون التزام بإنهاء الحرب والانسحاب من قطاع غزة. 

من جانبها، أكدت حركة حماس أن التوغل البري في وسط قطاع غزة ومحور نتساريم "يُعدُّ خرقًا جديدًا وخطيرًا لاتفاق وقف إطلاق النار الموقّع".

وأكدت حماس تمسكها باتفاق وقف إطلاق النار الموقّع، ودعت الوسطاء الضامنين إلى "تحمّل مسؤولياتهم في لجم هذه الخروقات والانتهاكات غير المسؤولة، وإلزام مجرم الحرب نتنياهو بالتراجع عنها، وتحميله المسؤولية الكاملة عن أي تداعيات قد تنجم عنها".

كاتس يهدد المدنيين

ووجَّه وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس رسالة مصورة مترجمة للُّغة العربية خاطب فيها الفلسطينيين في قطاع غزة، قائلاً إن الجيش الإسرائيلي سيستأنف قريبًا عمليات إجلاء السكان من مناطق القتال، "لكن هذه المرة سيكون الأمر أكثر تعقيدًا، وستتحملون العواقب الكاملة" حسب قوله.

وقال كاتس، إن إعادة الأسرى والقضاء على حماس "هما الخياران الوحيدان، وإلا فإن البديل هو الخراب التام". وأضاف: "القيادة الحالية (لغزة) تسببت في الدمار، وإذا استمر الوضع على هذا النحو، فإن الدمار سيكون أكبر بكثير".

ودعا كاتس الأهالي في قطاع غزة إلى الاستجابة لدعوة دونالد ترامب بإعادة الأسرى والتخلص من حكم حماس، "وسيُفتح أمامكم طريق آخر، قد يشمل إمكانية الانتقال إلى أماكن أخرى لمن يرغب. أما البديل فهو الدمار الشامل والخراب" على حد قوله.

وردَّت حركة حماس على تهديدات كاتس قائلة إنها "تكشف عمق الأزمة التي تعيشها حكومة مجرم الحرب نتنياهو"، مشددة أن هذه التهديدات "لن تُضعف عزيمة شعبنا الفلسطيني، ولن تنال من تمسّكه بأرضه وحقوقه الوطنية".

وأكدت حماس، أن "شعبنا الفلسطيني سيبقى صامدًا في أرضه، متشبثًا بحقوقه، وسيُفشل كل محاولات التهجير القسري أو الطوعي". وتابعت: "نقولها بوضوح: لا هجرة إلا إلى القدس".