03-ديسمبر-2018

بعد 57 عامًا من انضمامها، قررت قطر الانسحاب من منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، اعتبارا من الشهر المقبل، بحسب ما أعلنه وزير وزير الدولة لشؤون الطاقة القطري سعد الكعبي الذي قدم تفسيرات فنية لهذا القرار نافيًا أن تكون له أبعاد سياسية.

ونقلًا عن الأناضول، وردت تصريحات الكعبي، الذي يشغل كذلك منصب الرئيس التنفيذي لقطر للبترول، خلال مؤتمر صحفي عقده بالدوحة، الإثنين، قال خلاله إن بلاده "أبلغت المنظمة صباح اليوم بقرارها".

وعلل الكعبي هذا الانسحاب، برغبة قطر في التركيز على قطاع الغاز باعتباره القطاع الأهم بالنسبة لها".

وقطر، دولة عضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" منذ 57 عاما، بمتوسط إنتاج يومي يبلغ 609 آلاف برميل يوميا، وفق أرقام "أوبك" عن أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وأضاف الكعبي: "خلال الأشهر القريبة المقبلة، سيتم الإعلان عن مشاريع عملاقة جديدة في مجال الغاز الطبيعي، إضافة إلى مشاريع قيد الدراسة".

وزاد: "قطر ستحضر الاجتماع المقبل لمنظمة أوبك المقرر عقده في 6 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، باعتباره آخر اجتماع ستحضره كعضو".

وتعتبر قطر أكبر مصدر للنفط المسال في العالم، وبدأت مؤخرا تواجه منافسة من أسواق كالولايات المتحدة.

الكعبي قال إنه "في ظل خطط بلاده ترسيخ مكانتها كمزود موثوق ومعتمد للطاقة إلى جميع أنحاء العالم، كان لزاما عليها مراجعة دورها ومساهمتها على الصعيد العالمي في مجال الطاقة".

وأشار إلى أن "تلك المراجعة، بينت أن تحقيق تلك الأهداف يتطلب المزيد من التركيز والالتزام لتطوير وتعزيز مكانة دولة قطر، الرائدة في إنتاج الغاز الطبيعي".

وأفاد بأن "تلك المعطيات المقرونة بحجم إنتاج قطر من النفط، كانت وراء قرار الانسحاب من المنظمة، وكانت من بين الدول المؤسسة لها".

وذكر أن "قطر لديها الاستراتيجية الواضحة وهي التركيز على الأنشطة والأعمال الأساسية محليا، وعلى تعزيز مكانتها كأكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في العالم".

وشدد الكعبي أن بلاده أخذت هذا القرار بعدما بحثت في إستراتيجيتها طويلة المدى، مشيرا إلى أن القرار يرجع لأسباب فنية وإستراتيجية وليست سياسية.

اجتماع ساخن لأوبك بعد أيام

ومن المتوقع أن يشهد اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" في السادس من الشهر الجاري، قرارات متعلقة بتقليص إمدادات النفط بعد أشهر من زيادتها، خشية تعرض الأسواق لتخمة المعروض، وتجنب حدوث صدمة بالأسعار.

ويجتمع أعضاء "أوبك" في بالعاصمة النمساوية (فيينا)، لاتخاذ قرار نهائي بتنفيذ خفض في إنتاج النفط من عدمه في 2019.

يأتي الاجتماع، في أعقاب قمة مجموعة العشرين التي اختتمت في العاصمة الأرجنتينية (بوينس أيرس)، وتضمن جدول أعمالها الحرب التجارية بين واشنطن وبكين وكذلك السياسة النفطية.

وتوقع خبراء في مجال النفط في تصريحات متفرقة لوكالة الأناضول، أن يتمخض الاجتماع الساخن لـ "أوبك" عن خفض في الإنتاج، بالشكل الذي يدعم تعافي أسعار النفط واتجاهها صوب مستوى 70 دولار اً للبرميل.

وقال هؤلاء، إن المعنويات في أسواق النفط ما تزال سلبية، لا سيما بعد التراجع الكبير بالأسعار بأكثر من 30 بالمئة في الأسابيع القليلة الماضية.

وفقد خام برنت نحو 26 دولارا من قيمة البرميل الواحد في أقل من شهر ونصف، نزولاً من 86 دولاراً للبرميل إلى متوسط 60 دولاراً في الوقت الحالي.

وتعادل وتيرة تراجع أسعار النفط خلال أكتوبر/ تشرين أول الماضي هبوط الأسعار في 2008، وبوتيرة أعلى من التراجعات خلال عامي 2014 و2015.

وصعد إنتاج النفط في عديد البلدان، مثل السعودية والعراق والإمارات وروسيا والولايات المتحدة، خلال الشهور الماضية، إلا أن الطلب شهد تذبذبا مؤخرا بسبب شكوك حول تباطؤ الاقتصاد العالمي.

وفي تصريحات رسمية متفرقة خلال الشهر الجاري، أبدت كل من السعودية وروسيا -أكبر منتجين للنفط الخام في العالم- ومن خلفهما "أوبك"، تخوفات من وجود شكوك ستؤثر على نمو الطلب على الخام، ما يعني ارتفاعا أكبر في معروض النفط الخام.

وبدأ أعضاء "أوبك" ومنتجون مستقلون مطلع 2017، اتفاقا لخفض الإنتاج بـ 1.8 مليون برميل يوميا، تم تقليصه إلى 1.2 مليون برميل اعتبارا من يوليو/ تموز الماضي، على أن ينتهي الاتفاق في ديسمبر/كانون أول 2018.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

21 ألف شركة جديدة في قطر منذ الحصار عليها

"قطر تقر أول قانون لحقوق اللاجئين في الخليج"