24-سبتمبر-2022
gettyimages

gettyimages

قبل الانتخابات الإسرائيلية القادمة، تنشغل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في سيناريوهات متعددة حول انتخابات الكنيست القادمة، على غرار حصول تدخل خارجي فيها، أو هجوم جماهيري كبير على مبنى الكنيست من أشخاص لم تعجبهم نتيجة الانتخابات، ملثما حصل في الولايات المتحدة الأمريكية عند اقتحام مبنى الكابيتول في كانون ثاني/ يناير 2021. وذلك بحسب ما جاء في مقالٍ للمعلق العسكري الإسرائيلي ألون بن دافيد، في مقالته الأسبوعية في صحيفة معاريف العبرية.

المؤسسة الأمنية الإسرائيلية "تستعد لإحباط محاولات إيرانية للتأثير على مسار الانتخابات، بالإضافة لاحتمالية أن تحاول مجموعة من الإسرائيليين ممن لم تعجبهم نتيجة الانتخابات فرض نتيجة مختلفة"

وبحسب بن دافيد فإن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية "تستعد لإحباط محاولات إيرانية للتأثير على مسار الانتخابات، بالإضافة لاحتمالية أن تحاول مجموعة من الإسرائيليين ممن لم تعجبهم نتيجة الانتخابات فرض نتيجة مختلفة"، ويشير المعلق العسكري إلى أن الجولات الانتخابية الأربعة السابقة شهدت محاولات للتدخل والتأثير على النتائج من الخارج، قائلًا: "أن معظمها جاء من إيران، وبعضها من روسيا. وانصبت غالبية الجهود لتحقيق هدف التأثير على عقول الناخبين عبر شبكات التواصل الاجتماعي، لكن من الواضح أن الإيرانيين حريصين على اختراق منظومة الحاسوب الخاصة بلجنة الانتخابات المركزية والتلاعب بالنتائج".

وقال بن دافيد متأثرًا بالحرب الروسية على أوكرانيا إن الاعتقاد حاليًا "أن معظم الاهتمام الروسي مُكرس باتجاه الحرب على أوكرانيا والتأثير على الرأي  العام الداخلي الروسي. أما بالنسبة للإيرانيين، فإن الانتخابات الخامسة هي فرصة لإدخال تحسينات على محاولات التأثير. خاصةً أن الاختراقات السيبرانية تتم دائمًا عبر التجربة والخطأ، والإيرانيين يواصلون المحاولة. إنهم يطرقون باستمرار جميع الأبواب في إسرائيل التي يتم إخفاء المعلومات خلفها، وعندما يجدون بابًا مفتوحًا يدخلون"، على حدّ قوله.

.

أمّا ما يرفع مستوى الخطر هذه المرة بحسب دافيد، "أن منظومة الحاسوب الخاصة بلجنة الانتخابات المركزية هي ذاتها المستخدمة منذ عام 2008، وعلى الرغم من إضافة جدران حامية لها، فقد حذر المراقب العام للدولة قبل عدة شهور من أن لجنة الانتخابات ليست مستعدة بالدرجة الكافية في كل ما يتعلق في الحماية من التعرض للهجمات السيبرانية".

والقلق الإسرائيلي الثاني في المجال الإلكتروني يأتي تحديدًا من مواقع التواصل، باعتبارها خيارًا أسهل من ممارسة عملية اختراق للمنظومة الحاسوبية للجنة الانتخابات، ويقول بن ديفيد: "السهولة الكبيرة التي يمكن من خلالها إنشاء الآلاف من الحسابات الشخصية الوهمية أو نشر معلومات خاطئة أو رسائل متطرفة مُصممة لتشكيل والوعي تجعل المعركة شبه ميؤوس منها". مشيرًا إلى أن الناس تتلقى الكثير من المعلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بقوله "في عصر نستهلك فيه جميعًا المعلومات عبر الإنترنت، يصعب على المواطن العادي مواجهة مثل هذا التأثير. وفيما تعمل الأجهزة الأمنية والاستخبارية في إسرائيل باستمرار ضد هذه الحسابات على الشبكة في محاولة لمكافحة هذه الظاهرة، لكن هذه الجهود تشبه محاولة تجفيف البحر بملعقة"، كما جاء في المقال.

ويكشف بن ديفيد أن مواقع فيسبوك وانستغرام، تستجيب للاستفسارات التي تقدمها الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية وعلى نحو أقل موقع توتير، لكن الخطر يكمن في الفترة الزمنية الفاصلة بين الطلب الاسرائيلي واتخاذ القرار بإغلاق الحساب الوهمي قائلا: "في العادة تنقضي 24 ساعة من لحظة اكتشاف الحساب الشخصي الوهمي قبل إزالته. هذه الفترة الزمنية كافية للوصول إلى عشرات الآلاف من الإسرائيليين وإقناعهم بالرسالة المطلوبة". 

ويلتفت ألون بن دافيد إلى ترويج المعلومات الزائفة من قبل سياسيين إسرائيليين، قائلًا: "لقد تعلم السياسيين الإسرائيليين توجيه حملات التأثير، وغالبًا من خلال الاستعانة بمصادر في بلدان أخرى". مضيفًا "لقد استأجرت جميع الأطراف السياسية الإسرائيلية تقريبًا شركات تدير حملات تأثير، بعضها يبدو قانونيًا، لكن بعضها يقع في عمق المنطقة الرمادية". ويبدي بن دافيد قلقًا من ذلك، بقوله: "عندما يمتلك السياسيين القدرة على خلق وعي زائف، يمكن أن تكون النتيجة عمليات أكثر خطورة بكثير من مجرد التأثير على تصويت الناخبين المنفردين".  

وتخشى منظومة الاحتلال الأمنية من استنساخ ما جرى في الولايات المتحدة من الرافضين لنتائج الانتخابات، بحسب بن دافيد: "جولتي الانتخابات الأخيرتين في الولايات المتحدة وهي أهم ديمقراطية في العالم، تُعطي مثالًا مزعجًا لقدرة الشبكة على التأثير في العمليات الاجتماعية والانتخابية. لقد أجريت الانتخابات الرئاسية الأمريكية في عامي 2016 و2020 في ظل قدرات تأثير أدارها الحزبين المتنافسين إلى جانب جهة خارجية وهي روسيا، وتنطلق المؤسسة الأمنية من فرضية توجه عملها بهذا الخصوص مفادها أن كل ظاهرة تقع في الولايات المتحدة يتم نسخها وستظهر هنا أيضًا عاجلاً أم آجلاً".

وينقل بن دافيد عن ضابط إسرائيلي كبير، قوله: "كما لم يتخيل الأمريكيون سيناريو ترفض فيه الجماهير قبول نتائج الانتخابات وتهاجم مجلس النواب بعنف، ورغم أنه من غير المحتمل أن نرى في تشرين الثاني/ نوفمبر حشودًا من الإسرائيليين الغاضبين يقتحمون الكنيست، ولكن منذ لحظة حدوث ذلك في أمريكا، هناك الآن افتراض عملي وهو أنه يمكن أن يحدث ذلك هنا أيضًا".