20-مارس-2021

الترا فلسطين | فريق التحرير

أصدر أكاديميان في جامعة بيرزيت مؤخرًا كتابين في التاريخ والحضارة، فيهما نظرات متعمّقة في فهم التاريخ وتطور الحضارات، واستشراف مسارها، إلى جانب البحث في تطور الحضارة العربية الإسلامية وطريقة تشكل الفلسفة والفلاسفة.


"المعرفة، الأيديولوجية، والحضارة، محاولة لفهم التاريخ"/ علي الجرباوي

وجاء الكتاب الأوّل بعنوان "المعرفة، الأيديولوجية، والحضارة، محاولة لفهم التاريخ"، لأستاذ العلوم السياسية ومدير معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية علي الجرباوي، الذي يربط ما بين تراكم المعرفة المادية عبر التاريخ مع تكوين الحضارة، ويجادل بأن الأخيرة- الحضارة- ناتجة عن استمرار تفاعل جدلية علاقة الإنسان مع بيئته المحيطة من جهة، ومع غيره من البشر ومع الأيديولوجيات المنتجة تعبيراً عن هذه العلاقة، من جهة أخرى.  

ويفترض الجرباوي، أن التاريخ، هو خط زمني متصل متوالي الأحداث، نتيجة للعلاقة المستمرة بين تفاعل الإنسان مع بيئته والبشر والأيديولوجيات المنتجة لهذه العلاقة، والتي يعبّر عنها بتكوين ثقافات محلية، قد يتحول بعضها إلى حضارات عالمية تسير بشكل متصاعد عبر العصور. وهذا، بحسب الكاتب، يدل على مسار تطور الحياة البشرية، ويعكس ظاهرة العلمنة والعولمة في العالم. 

ويلقي الباحث والمختص في الشؤون الدولية، في كتابه الصّادر عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر"، نظرة على مسار التاريخ البشري في المستقبل، إلى جانب إعادة قراءة طريقة تشكلّه في السابق، وذلك عن طريقة مراجعة تسلسل التاريخ في سياقه الزمني الطبيعي، وطريقة تطوره مع تطور وعي الإنسان بمنطلقاته وآرائه ومعتقداته، وباستعراض آراء فكرية لمنظّرين ومفكّرين مختصين بالتاريخ والحضارة.

كما يحاول المؤلّف في نهاية الكتاب، رسم إطار نظري يمكن من خلاله فهم وتفسير مسار التاريخ المتعلق بتطور الحضارة البشرية على الأرض في الماضي والحاضر والمستقبل. 


"من الحضارة العربية إلى الحضارة العربية الإسلامية"/ جمال ضاهر

أمّا الأستاذ المشارك في دائرة الفلسفة والدراسات الثقافية في جامعة بيرزيت، جمال ظاهر، فيحاول في كتابه الصّادر عن دار الفارابي في بيروت، إعادة النّظر في الآراء السائدة بخصوص الحضارة العربية، وآراء القدماء والمعاصرين على حد سواء. ويبيّن كيف أنه كان للعرب قبل الدعوة الإسلامية رأي في العقائد وفلسفة في الدين، وأن الدعوة الإسلامية لم تكن خطًا فاصلًا بين ما كان قبل الدعوة وما جاء بعدها، من حيث الانشغال والاشتغال بالعقيدة والفكر.

وضاهر، وهو روائي وباحث في مجال المنطق وعرب ما قبل الدعوة الإسلامية، يتتبع حركة الفكر، متسلسلًا من الحضارة العربية إلى العربية الإسلامية، لاسيما المتعلقة بمساءلة الذات الإلهية ومسألة القدر، وحتى ظهور فرقة المعتزلة، في محاولة للإجابة عن مجموعة من الأسئلة منها: هل حقًا كان على الحضارة العربية الإسلامية أن تنتظر حتى القرن الثالث للهجرة، حتى مجيء الكِندي (أحد أعلام المعتزلة) ليصبح عند العرب فلسفة وفلاسفة؟ وهل حقًا كانت بدايات الانشغال الفكري في الحضارة العربية الإسلامية، مع حركة الترجمات؟

ويرى الكاتب أن المسلمين الأوائل، العرب، ومن جاء بعدهم، أخذوا النصّ القرآني مرجعية لسجالاتهم وصراعاتهم العقائدية، وأنهم لا يخرجون عن كونهم امتدادًا لحركة فكرية تطورت في فضاء الحضارة العربية الإسلامية، بتأثير الشروط التاريخية الخاصة بها. 


اقرأ/ي أيضًا:

معرض فنيّ عن هوية البيوت الفلسطينية.. دعوة للمشاركة

فلسطين في قرارات القمم العربية والإسلامية.. كتاب جديد

صدور كتاب "حركة مقاطعة إسرائيل BDS: بحث في الطرق والقيم والتأثير"