02-مارس-2018

أشعل "ألبوم صور مطبوعٌ" أو كما يقول صاحبه إنه "كتاب"، جدلًا واسعًا تنوع ما بين غضب وتهكّم بين مستخدمي مواقع فيسبوك في قطاع غزة، سواءً لمضمون "الألبوم/الكتاب" أو لصاحبه.

الضجّة التي أثيرت حول الشاب الغزيّ كرم أبو زنّادة (24 عامًا)، منذ مساء الخميس، لم تكن الأولى، ففي كلّ حدث ينظّمه الشاب الذي يسوّق نفسه على أنه "ناشط إعلامي" سرعان ما تضجّ مواقع التواصل بالتعليقات الساخرة والمتسائلة، وربما المُشجّعة. ففي نيسان/ابريل الماضي، ثار نشطاء فيسبوك في تعليقهم على طريقة دخول الشاب أبو زنادة إلى مسرح مهرجان "عليك السلام" الذي نظمه هو نفسه، وسط مجموعة من الحراس. 

اقرأ/ي أيضًا: عادل المشوخي للفلسطينيين: خلّوني أغنّي!

ما حدث هذه المرّة أن فعالية أقيمت في المركز الثقافي الفرنسي بغزة، تضمنت حفل إطلاق حدثين "مُهمين" للشاب أبو زنّادة؛ توقيع "كتابه": (كرم أبو زنّادة.. في صور)، وإطلاق فيلم (بُكرا نهار جديد)، بحضور "إعلاميين" و"كُتّاب" عدا عن تسليمه شهادة "الدكتوراه الفخرية" من إحدى الجامعات الدولية على نشاطه العام والشبابي في قطاع غزة.

لكنّ الكتاب الذي حمل 110 صفحات تقريبًا، امتلأ بنحو 400 صورة، بواقع أربع صور مع تعليق قصير في كل صفحة، ليكون أشبه بمجلات "عروض الأزياء"، كما سجّلت بعض التعليقات.

ويقول أبو زنّادة إنّه خريج قسم الإعلام بجامعة الأزهر، ومدير شركة زنادة 23 للإنتاج الفني، وصانع أفلام قصيرة ومقدّم برامج إعلامية مصورة وعبر السوشال ميديا، وله العديد من الأعمال الفنية والإعلامية.

قد يكون هذا الشاب يعتبر ما حققه خلال "سنوات عمله" إنجازًا رغم حداثة سنّه؛ إلّا أن المئات من متابعيه على صفحات "فيسبوك" استغلوا ما أنجزه على الأقل في حفل أمس (توقيع الكتاب وإطلاق الفيلم) بإثارة الكثير من السخرية حول مشروعيه الجديدين.

"الترا فلسطين" تابع ما جرى على منصات التواصل الاجتماعي بعيد إطلاق أبو زنّادة لمشروعيه الذين حضرهما نحو 200 زائر، ورصدت عددًا من التعليقات.

فقد كتب المُصور الصحفي عبد شعت متهكمًا: "على خطى شهرة الفنان عادل المشوخي، نبدأ بشهرة الفنان كرم أبو زنادة وشكرًا لنشطاء ومؤثري السوشال، تعطوش الموضوع أكبر من حجمه كل إنسان حر بنفسه".

وكتب علاء العالول منتقدًا من شارك في الحفل: "المشكلة مش فيه، المشكلة في اللي راح عليه وصفقوا له، والكل بدو يوقع له على الكتاب، لهالدرجة وصل فينا الحال".

وعلق يوسف صالحة: "جرم ثقافي.. الاحتفال بكتب ذات محتوى صوري لشخصية ما ويحضره كبار المثقفين والأدباء وشخصيات حكومية".

في حين كتبHmsco Ehmaed  عن تمنّيه دراسة علم النفس لـ"فهم تلك النفسيات". قائلًا "طب هو شو مقصده من هيك شغلة؟ يا أخي عندي فضول أرجع أدرس علم نفس حتى أفهم هيك نفسيات والله".

كما كتب محمد عطالله معلقًا: "أقيم حفل توقيع كتاب "كرم أبو زنادة" حضره شخصيات رسمية وغير رسمية وأنا مش فاهم كيف ناس وشخصيات بتآمن في الهبل وبتشارك فيه، طبعًا الكتاب كله هيك صور للأخ يعني "كتالوج عرض أزياء" كل الي صار زكرني في المثل الي يقول "جدي بيلعب في عقل تيس".

إلا أن د. أبو حسام الجزار كان له رأيٌ آخر. كرم أبو زنادة شاب بسيط طموح ذو مشاعر إنسانية جياشة. لا أعرف عنه الكثير. رأيت له عدة مقاطع فيديو مؤثرة عن حالات فقر مدقع ووصلت مناشدته الداخل والخارج واستطاع مساعدة عائلات محتاجة. كما استشعرت بأنه مبدع في مجال التصوير والإعلام. بالأمس تم توقيع كتاب أعتقد أنه ألبوم صور لإنجازاته وكان الحفل في المركز الثقافي الفرنسي وحضر اللقاء العديد من الشخصيات وتم منحه دكتوراه فخرية. وفوجئت بأن العديد من النشطاء تناولوا الحدث بكتابات ساخرة وفيها استهزاء. ورد عليهم الشاب بأنه ليس ابن تنظيم ولا مسؤول وأنّه ابن مخيم وكافح لتحقيق الإنجاز. بصراحة كون هذا الشاب أصبح حديث الناس ومحل اهتمامهم وصنع شيء فهو يستحق الاحترام وأبشّره بأن له مستقبل".

في منشور له عبر فيسبوك، قال زنّادة إنّ الفنان فايز السرساوي حضر الحفل كممثل عن وزير الثقافة إيهاب بسيسو، وهو ما نفته مصادر من وزارة الثقافة في حديث لموقع "نيو برس"، مؤكدة أنّ لا علاقة للوزارة من قريب أو بعيد بالفعالية.

واستكر المصدر الزجّ باسم وزارة الثقافة في فعالية بهذا الشكل. ولم يقف الأمر عند هذا الحدّ، حتى نفى مصدر في المركز الثقافي الفرنسي، أنباء إشرافهم على الحفل، وقال إن القاعة تم تأجيرها فقط.

لكن أبو زنّادة الذي لم يكترث لطريقة تفاعل منتقديه التي وصل بعضها لاتهامه بـ"الجنون" أحيانًا، قال إنه "يهوى الفن والظهور وحب الإبداع من نعومة أظافره، ومتيّم بحب المشاركة بالأعمال الفنية التي تعزز ثقافة الإنسان الراقي المنتمي للطبقة المثقفة الواعية التي بدورها تظهر الوجه الحقيقي والمشرق لوطننا المجروح".

أبو زنّادة قال لـ"الترا فلسطين" في مقابلةٍ هاتفية عن منتقديه إنه يحترم كافة ما قيل وكُتب عنه. "لهم حرية الانتقاد ولن أقول إنهم أعداءُ للنجاح، فقد مرّت مسيرتي المهنية منذ 2012 بالكثير من الصعوبات وشح المصادر، وعندما وصلت لهذا الإنجاز من الطبيعي أن تظهر الانتقادات".

ويضيف أبو زنّادة الذي اعترف أن كتابه مجرد "معرض صور": "فريقي لم يكن يملك حتى كاميرا لتوثيق أعمالنا الإعلامية، فقد كنّا نعتمد على استئجار مصور.. خلال البدايات كنا مجبرين على بيع هواتفنا النقالة أو حواسيبنا الشخصية لنتمكن من إنتاج فيلم قصير، والآن الكثير يشعر بالصدمة لما حققته اليوم".

يشار إلى أن لدى الشاب الذي لا يُطربه سوى الفنان العراقي كاظم الساهر، عدد من الأفلام القصيرة مثل: "شباب آخر زمن"، "الغاية"، "كن إنسانًا"، "يمّا"، "أخيرا وصلت"، و"خليها ع الله".

الوصول المفاجئ لهذا الشاب إلى ما يمكن أن يوصف بـ"اختطاف" بعض أضواء الشهرة عبر إنتاج فيلمٍ وتدشين "كتاب" في حفلٍ واحد، قد يُثير عاصفة من التساؤلات عن سرّ حضور هذا العدد لذاك الحفل، ومكان إقامته، فمعروف أنّ المركز الفرنسي لا يفتح أبوابه أمام الجمهور إلا لتنظيم فعاليات ثقافيّة خاصّة، عدا عمّا يتطلبه الإنتاج الإعلامي من موارد مالية وإمكانات مادية لا يمكن لأفراد حديثي السن توفيرها دون دعمٍ يفوق قدراتهم.


اقرأ/ي أيضًا:

ناصر اللحام يصف الشعب الفلسطيني بالمنافق والهائج

هل تحلم نانسي عجرم بالغناء في إسرائيل؟

في رثائنا نحن