ظهر الرئيس الأميركي جو بايدن، في يوم الجمعة، خارج أحد المتاجر، وهو يحمل كتاب "حرب المئة عام على فلسطين: قصة الاستعمار الاستيطاني والمقاومة 1917-2017"، للمؤرخ الفلسطيني- الأميركي رشيد الخالدي.
وغادر بايدن، البالغ من العمر 82 عامًا، مكتبة نانتوكيت وهو يحمل أمام الصحافة نسخة من كتاب الخالدي، الذي يروي تاريخ فلسطين، عبر 100 عام، انطلاقًا من توصيفها كحالة استعمار استيطاني.
مؤلف كتاب "حرب المئة عام على فلسطين"، قال عن النسخة الموجودة في يد بايدن: "هذا متأخر للغاية بأربع سنوات"
وقال المؤرخ رشيد الخالدي، لصحيفة "نيويورك بوست"، "أنا لا أتحدث إلى صحيفة نيويورك بوست في هذا الشأن)، لذلك هذا ليس للنشر، لكن رد فعلي هو أن هذا متأخر للغاية بأربع سنوات".
ووفق الصحيفة الأميركية، لم يتضح على الفور ما إذا كان بايدن قد اشترى الكتاب أم أنه أُعطي له في أثناء وجوده في المتجر.
وأشار بايدن إلى نفسه مرارًا وتكرارًا باعتباره صهيونيًا، وقال "ليس من الضروري أن تكون يهوديًا لكي تكون صهيونيًا. أنا صهيوني".
ووفق مراجعة منشورة في موقع "الترا صوت"، لكتاب حرب المئة عام على فلسطين: قصة الاستعمار الاستيطاني والمقاومة 1917-2017، فإن رشيد الخالدي يقدّم تحليلًا نقديًا دقيقًا لصراع الفلسطينيين مع الحركة الصهيونية الذي طال أمده، من خلال إعادة النظر في ستة أحداث محورية في تاريخ فلسطين، على مدى قرن من الزمن، شكّلت مسار هذا الصراع المستمر حتى الآن. ويصف الخالدي تلك الأحداث بأنها "إعلانات حرب"، ويبدأ بالإعلان الأول الذي يتمثّل في "وعد بلفور" عام 1917، الذي يصوره على أنه "الطلقة الأولى" في حرب طويلة الأمد ضد الشعب الفلسطيني. فعلى الرغم من لغة الوعد "الحميدة" ظاهريًا التي وعدت بـ"وطن قومي للشعب اليهودي" في فلسطين، إلا أنه في جوهره كان "إعلان حرب" لكونه تجاهل وجود السكان الفلسطينيين الأصليين وتجاهل حقوقهم، وأضفى الشرعية على الطموحات الصهيونية، ومهَّد للصهاينة الطريق لممارسة السلب والتهجير على مدار عقود من الزمن.
يتطرق الخالدي في الفصل الثاني إلى إعلان الحرب الثاني الذي يُشير إلى الفترة المضطربة التي سبقت وأعقبت حرب 1948، وتهجير العصابات الصهيونية لما يقرب من مليون فلسطيني. ويُركز هنا على دور الولايات المتحدة الأمريكية في دعم الخطط الصهيونية من خلال تمرير قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة الذي منح 56% من الأراضي الفلسطينية لإنشاء الدولة اليهودية رغم أن الملكية اليهودية لم تكن تتجاوز 6% من مساحة فلسطين.
أما في الفصل الثالث من الكتاب، يدرس الخالدي التأثير العميق والدائم لحرب 1967 على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. تقول الرواية الإسرائيلية حول الحرب إن "إسرائيل" دُفعت للمشاركة فيها رغمًا عنها، وأنها كانت تدافع عن نفسها فقط، لكن الخالدي يؤكد أنها كانت خطوة استراتيجية مُتعمَّدة، و"إعلان حرب" حقيقي بدعم من السلطات الأميركية بقيادة ليندون جونسون، الذي أدى في النهاية إلى تعزيز وتوسيع الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية بشكل كبير.
ويتوقف في الفصل الرابع عند حصار بيروت الذي دام 72 يومًا، مع التركيز على تأثيره المدمر على السكان اللبنانيين والفلسطينيين، ومن ضمنهم الخالدي وعائلته، إذ يصور القصف الجوي والمدفعي المستمر، وندرة الموارد الأساسية، وتصاعد الخسائر في أرواح المدنيين، وارتكاب المجازر مثل مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا، وصولًا إلى إجبار "منظمة التحرير الفلسطينية" على مغادرة لبنان، ما أدى إلى شتات فلسطيني جديد، وإعاقة تطلعات الفلسطينيين الوطنية.
أما بخصوص إعلان الحرب الخامس 1987-1995، فيتمثَّل في حقبة مضطربة شهدت العديد من الأحداث الفارقة في تاريخ القضية الفلسطينية، مثل الانتفاضة الأولى، واتفاقيات أوسلو، والتوسع المستمر للاحتلال الإسرائيلي، وزيادة عدد المستوطنات.
ثم ينتقل إلى الحديث عن اتفاقيات أوسلو، الموقعة عام 1993، والتي اعتُبرت في البداية نقطة تحول محتملة، لكنها لم تسفر عن شيء جيد للفلسطينيين، بل فشلت في معالجة القضايا الأساسية للاحتلال والمستوطنات واللاجئين، وذلك بسبب اختلال توازن القوى الذي سمح لـ"إسرائيل" بالحفاظ على سيطرتها وإدامة توسيع المستوطنات الذي يتعارض بشكل مباشر مع الهدف المُعلن للاتفاقيات، ما أدى إلى تآكل الثقة في عملية السلام، وتأجيج السخط الفلسطيني وتجديد العنف.
أما الفصل السادس والأخير المُعنون بـ"إعلان الحرب السادس"، فيتوقف رشيد الخالدي عند فترة صعبة على نحو خاص في تاريخ الصراع، إذ يتنقّل بين أربعة أحداث محورية وقعت بين عامي 2000 و2014.