09-فبراير-2023
شهداء مخيم عقبة جبر الخمسة: رأفت، أدهم، إبراهيم، وثائر عويضات، ومالك لافي

شهداء مخيم عقبة جبر الخمسة: رأفت، أدهم، إبراهيم، وثائر عويضات، ومالك لافي

شكّل تنفيذ فلسطينيين عملية إطلاق النار على مطعم للمستوطنين بمفترق "ألموغ" جنوب أريحا في (28 يناير الماضي)، صدمة إسرائيلية حيال تمدُّد المقاومة المسلّحة في الضفة الغربية ووصولها المدينة المعروفة بهدوئها.

وجاء الاغتيال الإسرائيلي لأفراد الخليّة التي عُرفت بـ "خلية مخيم عقبة جبر" تأكيدًا على مدى خطورتها، وما يمكن أن تقوم به في مدينة مثل أريحا التي تحيطها المستوطنات الاقتصادية من كل جانب، وكذلك الشوارع الالتفافية المُصممة لخدمة المستوطنين.

وشنّت قوات جيش الاحتلال، والقوات الخاصّة، وعناصر "الشاباك" حملة واسعة على مدار الأيام العشرة التي تلت عمليّة إطلاق النار  على المطعم الإسرائيلي. ففرضت "إسرائيل" حصارًا واسعًا على محافظة أريحا، وداهم ولأكثر من مرّة مخيم عقبة جبر، إلى أن تمكن من اغتيال خمسة مقاومين وإصابة واعتقال ثلاثة آخرين.

ثمّة قواسم مشتركة بين شهداء مخيم عقبة جبر؛ جميعهم يعملون وأوضاعهم الماليّة جيّدة. 4 منهم أبناء عمومة، وتجمعهم روابط صداقة متينة مع بعضهم، ومع الشهيد الخامس مالك لافي، كما أنّ جميعهم تعرّضوا لملاحقة الأمن الفلسطيني 

بحسب مصادر في مخيّم عقبة جبر، تحدثت لـ "الترا فلسطين" فإنّ آخر عملية اغتيال نفّذتها قوات الاحتلال كانت قبل 17 سنة، حين جرى في 22 آذار/ مارس 2006، استهداف الشهيد "رمضان محمد مطير" أحد عناصر سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، بعد محاصرة منزله واقتحامه وإطلاق النار عليه بشكل مباشر أمام عائلته.

في مخيم عقبة جبر يعيش الشهداء الخمسة الذين ارتقوا قبيل فجر الإثنين (6 شباط/ فبراير الجاري)، أربعة منهم أبناء عمومة، وجميعهم تلقّوا تعليمهم في مدارس وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين، وهم معروفون بأخلاقهم الرّفيعة واحترام الناس لهم.

وثمّة قواسم مشتركة أيضًا بين الشّهداء الخمسة؛ جميعهم يعملون، وأوضاعهم الماليّة جيّدة. وأربعة منهم أبناء عمومة، وتجمعهم روابط صداقة متينة مع بعضهم البعض، ومع الشهيد الخامس مالك لافي، كما أنّ جميعهم تعرّضوا لملاحقة الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالاعتقال أو الاستدعاءات المستمرة. 


الشهيد ثائر عوضات (29 عامًا)
الشهيد ثائر عوضات (29 عامًا)

الشهيد ثائر عوضات هو أكبر الشهداء سنًّا (29 عامًا)، وهو أب لأربعة أطفال (بنتان وولدان)، وكان يعمل في ملحمة، ويملك ويدير مزرعة دواجن، ومن المعروف أن وضعه المالي جيّد جدًا.

اعتقل مرتين  في سجون الاحتلال الإسرائيلي ولفترات قصيرة، كما اعتقل أكثر من مرة لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية. 

وأعلنت "سرايا القدس" الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في بيان لها أن ثائر عوضات هو مؤسس كتيبة "مخيم عقبة جبر" وقاتل معه مقاومون من كتائب "عز الدين القسام". 

الشهيد إبراهيم عوضات (28 عامًا) 
الشهيد إبراهيم عوضات (28 عامًا) 

نشأ في أسرة بسيطة، ونال علامات متقدِّمة في دراسته، أهّلته لدراسة العلاج الطبيعي والتخدير، لكنّه لم يجد وظيفة مناسبة، فعمل مدرِّبًا للسياقة، ولاحقًا اشترك مع شقيقه الشهيد رأفت في بيع المياه عبر خزانات مياه يملكونها، ولم يعرف عن إبراهيم انخراطه في العمل السياسي، ورغم ذلك تعرّض للاعتقال لدى السلطة سابقًا.

الشهيد رأفت عوضات (21 عامًا)
الشهيد رأفت عوضات (21 عامًا)

وهو الذي قاد المركبة التي استخدمت خلال عمليّة إطلاق النار على المطعم الإسرائيلي قبل عشرة أيام من استشهاده. تخرّج قبل أشهر من كلية هندسة كهرباء والميكانيك في كليّة هشام حجاوي التكنولوجية، بنابلس.

اعتقلت الأجهزة الأمنية الفلسطينية الشهيد رأفت عوضات أكثر من مرة، كان آخرها اعتقاله لدى جهاز الأمن الوقائي مدة 8 أيام قبل ستة أشهر، حيث تركّز التحقيق معه حول خلايا مقاومة تابعة لحركة "حماس". لكن الأمن الوقائي لم يستطع إثبات أيّ تهمة ضدّه.

كان رأفت يعمل مع شقيقه إبراهيم في بيع الماء وتوزيعه. 

يقول والدهما وائل عوضات، إن نجليه إبراهيم ورأفت "اعتقلا سابقًا لدى أجهزة الأمن الفلسطينية بسبب انتمائهما لحركة حماس".

الشهيد أدهم عوضات (22 عامًا)
الشهيد أدهم عوضات (22 عامًا)

كان يعمل في التمديدات الكهربائية للمنازل، وعمل في المزارع قرب أريحا لفترة زمنية، ولم يسبق له الاعتقال لدى الاحتلال أو السلطة الفلسطينية.

الشهيد مالك لافي (22 عامًا)
الشهيد مالك لافي (22 عامًا)

أنهى الشهيد مالك لافي الصف الحادي عشر، وحصل على دورة إنقاذ سباحة توظّف بموجبها في عدد من المسابح، وفندق في أريحا، وبقي على رأس علمه حتى قبل شهرين من استشهاده، وكان يساعد والده في عمله بالحدادة.

كان يحب الرياضة ويواظب على الذهاب إلى النادي الرياضي لرفع الأثقال، وكان يمارس كرة القدم.

اعتقله جهاز المخابرات الفلسطينية قبل شهر ونصف من استشهاده، وخضع لاستدعاءات يومية امتدّت على مدار نهار كامل، وتم تهديده بأنهم سوف يضغطون لطرده من الفندق والمسابح التي يعمل بها، ما اضطره لترك العمل بنفسه قبل شهرين من استشهاده. 

واعتقل لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية أكثر من مرة، وقضى في سجن أريحا ثلاثة أسابيع مطلع 2021.

نشر الاحتلال صورًا للشهيدين مالك ورأفت وهما في سيارة، واتّهمتهما بإطلاق النار على مطعم المستوطنين قرب أريحا.

رأفت عوضات ومالك لافي، اتهمهما الاحتلال بتنفيذ عملية إطلاق النار على مطعم إسرائيلي (28 يناير)
رأفت عوضات ومالك لافي، اتهمهما الاحتلال بتنفيذ عملية إطلاق النار على مطعم إسرائيلي (28 يناير)

وتعرض منزل عائلته للمداهمة من جنود الاحتلال والقوات الخاصّة، واعتقل شقيقه معاذ، للضغط عليه لتسليم نفسه ضمن حملة الاعتقالات التي شنها الاحتلال بعد (28 كانون ثان/ يناير الماضي)، ضد العشرات في المخيم خلال الأيام الماضية.

أصيب الشهيد لافي بكسر في الحوض أثناء مطاردة الأجهزة الأمنية الفلسطينية لسيارة كان يستقلها برفقة مجموعة من الشبان كان من بينهم الشاب أمير اللداوي بسبب رفعهم رايةً خضراء أثناء استقبال الأسير السابق، القيادي في حماس شاكر عمارة، في (كانون أول/ ديسمبر 2021)، والذي اعتقله الاحتلال مجددًا في ذات يوم استشهاد أبناء "كتيبة مخيم عقبة جبر" الخمسة.

وأدّت الملاحقة حينها إلى انقلاب السيارة خلال عملية المطاردة، ما نتج عنه وفاة الشاب اللداوي وإصابة لافي الذي مكث في المستشفى عدة أسابيع، ومنذ ذلك الحين وهو يتعرّض للملاحقة والاستدعاءات من أجهزة الأمن الفلسطينية.