28-يونيو-2020

أظهر تسجيلٌ مصورٌ نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، لحظات دخول الأسير عاصم البرغوثي إلى قاعة محكمة الاحتلال في سجن عوفر، وقد ارتدى كمامة بنية اللون تشبه لون اللباس البني الذي تُجبر إدارة السجون الأسرى على ارتدائه، والمعروف باسم لباس "الشباص".

بدت الكمامة التي يرتديها عاصم غريبة الشكل واللون، إذا ما قورنت مع التي كان يرتديها عناصر مصلحة أمن السجون وهم يقتادون عاصم إلى قاعة المحكمة بكمامات طبية زرقاء اللون، أو سوداء تحمل شعار شركات عالمية.

نادي الأسير: لا نعرف إن كانت الكمامة التي يرتديها الأسرى تحمي من عدوى كورونا

وقال نادي الأسير في تعقيب خاص لـ الترا فلسطين، إنه لا معلومات لديه إن كانت هذه الكمامة التي يرتديها عاصم طبية وفق المواصفات وتضمن حمايته من انتقال عدوى فايروس كورونا إليه.

من جانبه، رأى الأسير السابق والروائي وليد الهودلي، أن المشكلة الحقيقية في هذه الكمامة هي اختيار الاحتلال لونها الذي يشبه لون لباس "الشباص"، حتى يواصل الاحتلال تذكير الأسير أنه سجين ومختلف يتم التعامل معه كإرهابي ومجرم، وليس كأنساس طبيعي له حقوق كالاخرين.

ووصف الإجراء بأنه "عنصرية واضحة"، وهي صفة من صفات تعامل سلطات الاحتلال مع الأسرى في مثل هذه المسائل.

يروي الهودلي لـ الترا فلسطين، أنه خلال سنوات اعتقاله مر بتجربة مشابهة عندما أجبرهم الاحتلال على ارتداء اللباس البرتقالي الذي وصفه بـ "السيء جدًا"، ويهدف لأن يشعر الأسير بعقدة السجون وعقدة الذنب، مثل ما يجري مع الكمامة الآن من تحقير للأسير وأنه لا قيمة له.

واستدرك الهودلي، "لكن ما يشعر به الأسير تجاه لون لباس الشباص، أنه لون من ألوان الحياة وإشارة شرف وعزة لأنه استطاع أن يغيظ المحتل ويقوم بعمل مقاوم فدائي ينحاز لمشاروعه التحرري والقضية الفلسطينية".

وأضاف، أن إدارة السجون، التي تطبق فلسفة الاحتلال مع الأسرى، تتعمد حتى في داخل الزنزانة أن تكون بشكل مهين ولها حيطان خشنة، حتى يصل للأسير أنه مهانٌ وذليلٌ وضعيف.

مختصون: ثياب الأسرى جزءُ من سياسة الاحتلال في إهانة الأسرى

وتابع، "عندما يشعر الأسير أنه ضعيفٌ ومهانٌ يتراجع نفسيًا ويتفرغ من محتواه الوطني والقضية التي ينتمي لها، ويصبح مجرد رقم وجسد خاوي، والاحتلال يريد أن يصل الأسرى لهذه المرحلة من خلال هذه الوسائل من لباس وشكل الزنازنة وطريقة التعامل ووضع الكيس على الرأس وشده كالدابة، ووضع الأسير داخل قفص خلال النقل، وأخيرًا بمثل هذه الكمامة".

يوافقه الرأي، الأسير المحرر عصمت منصور، وهو متخصص في الصحافة الإسرائيلية، أن اختيار لون اللباس والكمامة لا ينفصل عن الأدوات التي تستخدمها إدارة السجون لمحاربة الأسير، وكلها لها دلالة وتهدف لإشعار الأسير بالدونية.

وقال منصور لـ الترا فلسطين، إن الاحتلال يتعمد أن يشعر الأسير بأنه مختلف وأقل منه، وأن يرتدي لونًا قاتمًا ومصصمًا بطريقة ليست جميلة، لتلائم هيئة الأسير كما يريدها الاحتلال في ذهنه.

وبين، أن الاحتلال يُجبر الأسير على ارتداء ثياب متّسخة أو واسعة أو ضيقة، وهذا يُسبب للأسير شعورًا بالإهانة أو التسول، "وله تأثير نفسي يهدف لكسر صورة الأسير واحترامه لذاته، حيث في المقابل يكون المحقق في أبهى صورة ليكون الأسير بمكانة أدنى".

وكان نادي الأسير قد نشر عددًا من التقارير التي تكشف إهمال الاحتلال المتعمد تجاه الأسرى الفلسطينيين في ظل تفشي جائحة كورونا، من حيث منع إدخال مواد التعقيم والتنظيف وأدوات الوقاية وإجراء الفحوصات للأسرى وتقديم الرعاية الطبية، وحجر الأسرى المشبته بإصابتهم بالفايروس.