16-يونيو-2020

فلسطيني يرتدي كمامة في البلدة القديمة ومن خلفه مستوطن لا يرتديها - gettyimages

تتخذ شرطة الاحتلال الإسرائيلي من عدم ارتداء الفلسطينيين في القدس المحتلة لكمامة الوقاية من انتقال عدوى فايروس كورونا، ذريعة لتحرير مخالفات كيدية لهم تصل قيمتها لـ200 شيقل. في المقابل تتهاون في تطبيق نفس الإجراءات الصارمة على المستوطنين.

إجراءات عنصرية إسرائيلية في تحرير المخالفات بسبب عدم ارتداء كورونا وضحيتها أبناء القدس

الشاب وسام كورد، وثق بكاميرا هاتفه المحمول مقطع فيديو نشره عبر "فيسبوك"، كيف قامت شرطة الاحتلال بتحرير مخالفة له بسبب عدم ارتداء الكمامة، وفي المقابل لم تقم الشرطة بتحرير نفس المخالفة لشخص آخر أجنبي بالرغم من عدم ارتدائه الكمامة.


يروي وسام، أنه خلال تواجده في شارع يافا في القدس المحتلة قرب محطة القطار، ركضت باتجاهه شرطية إسرائيلية وطلبت منه الهوية ثم حررت له مخالفة له لأنه لا يرتدي الكمامة، بينما كان هناك الكثير من اليهود والأجانب في نفس المنطقة لا يرتدون الكمامات، وكانت المخالفات فقط للعرب.

وأضاف، "الاشي واضح ومبين إنو الموضوع عنصري وبس بعطوا مخالفات للعرب".

الترا فلسطين طرح سؤالاً عبر مجموعة تفاعلية في "فيسبوك" خاصة بأهالي القدس، لاستمزاج الآراء حول هذه المخالفات، إن كانت كيدية على أساس عنصري أو مخالفات وقائية.

غالبية من شاركوا بالإجابة على السؤال أكدوا أن المخالفات تحرر للفلسطينيين أكثر من المستوطنين، وأن هناك تعاملاً عنصريًا تجاههم.

وسام عوري، أجاب على السؤال قائلاً: "أنا اتخالفت عند البلدية كانت الكمامة بجيبتي وبس عشاني عربي اتخالفت ومرق مليان يهود واجانب من دون كمامة وما خالفهم، طلب منهم يحطو الكمامة، بس بمسكوا العرب بخالفوهم".

بينما أجابت فدوى العباسي على السؤال بالقول: "اليوم الصبح في شارع صلاح الدين مخالفات لعدة أشخاص بسبب عدم وضع الكمامة بينما الشرطة غير ملتزمة بالإجراء".

أما وفاء عصفور، فقارنت بين تعامل شرطة الاحتلال مع الفلسطينيين والمستوطنين قائلة: "صحيح، يتم تحرير مخالفات للعرب بشكل جزافي وعنصري. مثلاً إذا شافو إسرائيلي مش حاطط كمامة ممكن يحكوله حط الكمامة بس بدون مخالفة من باب الخوف عليه، إذا شافو عربي بيحكوله هات الهوية، خد مخالفة وما في نقاش".

وتؤكد ريما رزق على هذه المقارنة عندما ردت بالقول: "في البلد، اليهودي بمرق الشرطي بعطيه كمامة، والعربي بمرق بخالفو 200 شيكل ويعطيه كمامة، طبعًا عنصرية".

الناشطة عبير زياد من القدس، تقول لـ الترا فلسطين، إن المخالفات بسبب عدم ارتداء الكمامة في البلدة القديمة تكون فقط للعرب، بحيث يتم توقيفهم ومضايقتهم، في المقابل هناك فيديوهات توثق تواجد المستوطنين دون ارتداء الكمامات ولا يتم مخالفتهم.

التواجد الشرطي الإسرائيلي يكثر في المناطق الفلسطينية بالقدس، ويكاد ينعدم في المناطق الإسرائيلية

وتشير زياد إلى أن المخالفات لأبناء القدس تكثر في البلدة القديمة ومحيطها وعند باب العامود وفي شارع صلاح الدين وفي بيت حنينا عند دوار الضاحية، أما في المناطق الإسرائيلية فهناك مخالفات للمستوطنين لكنها قليلة جدًا.

وتؤكد زياد، أن الإشكالية ليست في قانون مخالفة عدم ارتداء الكمامة، وإنما في آلية تطبيق القانون، حيث يرتفع التواجد الشرطي بكثافة في المناطق العربية، بينما عددهم قليل جدًا أو حتى معدوم في الشوارع الإشرائيلية.

وترى، أن الهدف من المخالفات "عنصري ولتنغيص حياة المقدسيين"، منوهة إلى أن الإصابات بفايروس كورونا في صفوف الفلسطينيين في القدس أقل من انتشاره بين المستوطنين.

يُذكر أن وزارة الصحة الإسرائيلية انتهجت العنصرية أيضًا في فحص كورونا لأهل القدس والفلسطينيين داخل الخط الأخضر، حيث كان عدد الفحوصات التي تجريها للإسرائيليين مضاعفًا عنه للفلسطينيين، هذا إضافة إلى أنها لم تكن تبلغ الفلسطينيين بنتائج الفحوصات، خلافًا لتعاملها مع الإسرائيليين الذين كانت تبلغهم بالنتائج عبر رسائل نصية.